" كليوباترا ليست سمراء" وماذا بعد؟
كتب د. عبد الرحيم ريحان
فبرغم الرفض وبرغم التأكيد علميًا بأنها ليست سمراء لكن مسلسل الإهانة مستمر، فلم تعلن شبكة نتفليكس عن تغيير شكل الملكة وبالتالى ستقوم شبكة نتفليكس بعرض فيلمQUEEN CLEOPATRA فى 8 مايو القادم بالشكل الذى يسىء إلى الحضارة المصرية ويظهر الملكة كليوباترا ببشرة سوداء ترويجًا لفكر الأفروسنتريك بأن الحضارة المصرية أصلها أفريقي.
والسؤال لحملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان ماذا بعد؟ وقد نشرت وزارة السياحة والآثار الرد الرسمى واحتج مجلس النواب مما يعنى تضامنهما مع الرفض الشعبى لهذه الإهانة.
وسؤالنا ما هو الإجراء التى ستتخذه الدولة ممثلة فى الجهات المعنية من وزارة السياحة والآثار ووزارة الخارجية والهيئة العام للاستعلامات؟ وهل سنرى احتجاجًا رسميًا؟ أم سننتظر حتى يعرض المسلسل؟
ضرب للهوية المصرية
هذا الفيلم يعد ضربًا للهوية المصرية ووحدة الشعب المصرى وتجريد الحضارة المصرية من أصولها ومخالفة للدستور المصرى المادة 50 "تراث مصر الحضاري والثقافي, المادي منه والمعنوي, بجميع تنوعاته ومراحله الكبري, المصرية القديمة والقبطية, والاسلامية ثروة قومية وانسانية, تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته, وكذلك الرصيد الثقافي المعاصر المعماري والأدبي والفني بمختلف تنوعاته, والاعتداء علي أي من ذلك جريمة يعاقب عليها القانون وتولي الدولة اهتمامًا خاصًا بالحفاظ علي مكونات التعددية الثقافية في مصر.
ومن منطلق إلتزام الدولة بالحفاظ علي الهوية الثقافية المصرية بروافدها الحضارية المتنوعة فإن حملة الدفاع عن الحضارة المصرية ناشدت وما زالت تناشد الجهات المعنية بالأمر من وزارة الخارجية ووزارة السياحة والآثار والهيئة العامة للاستعلامات بالاحتجاج الرسمى على المسلسل والمطالبة بتغيير صورة كليوباترا إلى صورتها الحقيقية كما تظهر فى تماثيلها فى المتاحف داخل مصر وخارجها وكما أكدت الحقائق العلمية أو منع عرض المسلسل
الأفروسنتريك
الأفروسنتريك الذى يروج له الفيلم هى أيديولوجيا ومنظمة عالمية بدأت فى الظهور منذ عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى وذاع انتشارها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وهي حركة عالمية عنصرية تتمحور حول التعصب العرقي للجنس الزنجي وخاصة للونه الأسود.
ومن أهم أهدافها القضاء على الجنس الأبيض في أفريقيا الشمالية والجنوبية خصوصًا «الأمازيغ والناطقين بالعربية والأفريكناس أي الأوروبيون في أفريقيا الجنوبية» والترويج لمقولة كون الحضارة المصرية القديمة والحضارة المغربية والقرطاجية حضارات زنجية.
وهم يدّعون أن المصري الحالي ليس له علاقة بالمصري القديم، وأن المصري القديم مات أو هجر الجنوب وإن كل من هم في شمال مصر هم جنسيات كثيرة بعيدين عن العرق المصري، حتي إنهم زعموا إن إحدي ملكات مصر تيي زوجة أمنحتب الثالث في الأسرة ال ١٨ أنها مصرية قديمة ذات ملامح أفريقة ولون اسود مؤكدين أن المصري القديم كان أسود أفريقي، كما يزعمون أن علماء المصريات الحالين يقومون بتلوين المقابر باللون الأبيض لتزوير التاريخ.
حقيقة كليوباترا
من خلال قراءة فى الرد الرسمى المحترم لوزارة السياحة والآثار اتضح الآتى:-
1- تماثيل كليوباترا بالمتاحف داخل مصر وخارجها ليس من بينها تمثال ببشرة سوداء ومنها تمثال نصفي من الرخام بمتحف برلين من القرن الأول قبل الميلاد وتظهر فيه وهي ترتدي إكليلًا ملكيًا وعينان لوزيتان والأنف مسحوب والشفاه رقيقه، وتمثال نصفي بالفاتيكان يظهرها بملامح ناعمة ورأس من الرخام تظهر فيها وهي ترتدي غطاء الرأس.
2- تصوير كليوباترا على العملات المعدنية تظهرها بالملامح الهلينستية "اليونانية" من حيث البشرة فاتحة اللون والأنف المسحوب والشفاه الرقيقة.
3- بناءً على ما ذكرته مدير عام مركز البحوث وصيانة الآثار بالمجلس الأعلى للآثار الأسبق، سامية الميرغني، فى رد وزارة السياحة والآثار من خلال دراسات الأنثروبولوجيا البيولوجية ودراسات الحامض النووي التي أُجريت على المومياوات والعظام البشرية المصرية القديمة أكدت أن المصريين لا يحملون ملامح أفارقة جنوب الصحراء سواءً في شكل الجمجمة وعرض الوجنات والأنف واتساعة وتقدم الفك العلوي ولا في الشكل الظاهري للشعر ونسب أعضاء الجسد وطول القامة وتوزيع وكثافة شعر الجسد، وأن مانراه من تنوع كبير بين ملامح المصريين يرجع لقدم إعمار الأرض واستقرار سكانها وإذابتهم لكل غريب داخل بوتقتهم .
وإنى جميع النقوش والتماثيل التي خلفها لنا قدماء المصريين على المعابد والمقابر صورت المصريين بملامح أقرب ما يكون بالمصريين المعاصرين، من حيث لون العين والشعر والبشرة ودرجة نعومة وكثافة الشعر لدي الرجال والنساء، وحتى لون الجلد ووجود نسبة من العيون الملونة.
وأن هذه الأشكال مصورة في بعض تماثيل الدولة القديمة، وحتى حين تغيرت بعض تقنيات التحنيط في الأسرة 21 وبدأوا في طلاء جلد المومياء ليبدو كما في حياتها الأولى، قاموا بطلاء جلد الرجل باللون الطوبي وطلاء جلد المرأة باللون الأصفر الفاتح مما يؤكد أن ما تم رسمه وتأكيده على الجدران هو حقيقة سجلها المصري القديم عن نفسه
قصة الحب
كان أنطونيو المحبوب الأول والأخير لكليوباترا وكذلك كانت لأنطونيو وكانت كليوباترا فى الرابعة عشرة من عمرها عندما أعجبت بالضابط الرومانى وقوامه العسكرى وجبهته العريضة وعينيه اللتين تعكسان زرقة البحر الذى وصل فوق أمواجه وقد وقع أنطونيو فى غرامها رغم صغر سنها وقد سحرته شخصيتها وكانت تظهر دائما برفقته فى زيارة معالم الإسكندرية وحضور أعيادها وحفلات القصر وقد تخلى أنطونيو عن مستقبله فى روما ليتبع ساحرة النيل إلى الإسكندرية ليستمتع بحبها ويكمل أسطورة غرامه وتزوجت من أنطونيو عام 40 ق. م . وتحقق حلمها فى أن تكون مصر عاصمة عالم الشرق والغرب بدلاً من روما وعاش أنطونيو مع كليوباترا عشر سنوات وكانت نهاية أسطورة الحب فى يوم 7 أغسطس عام 30 ق. م. عند هزيمة أنطونيو أمام أكتافيوس فى موقعة أكتيوم ليعود إلى الإسكندرية ويقتل نفسه بسيفه وتحتضن كليوباترا الكوبرا لتموت وهى فى كامل زينتها ويتوج رأسها التاج الملكي .