اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

أيقونات خشبية من دير الأنبا أبوللو - باويط

 أيقونات خشبية من دير الأنبا أبوللو  - باويط






كتب د. عبد الرحيم ريحان


ألقى الدكتور  نادر ألفي أستاذ مساعد – بقسم الارشاد السياحي كلية السياحة والفنادق جامعة مدينة السادات بحثًا عن أيقونات دير الأنبا أبوللو المندثرة والذى يقع في بلدة باويط غرب مدينة ديروط محافظة أسيوط، ويرجع تاريخ الدير إلى أواخر القرن الرابع وبداية الخامس الميلادى ويحتوى على كنيستين، وكلمة "باويط" مأخوذة من كلمة قبطية تعني تجمُّع أو دير وهو من أوائل الأديرة التي بُنيت في مصر الوسطى.




جاء ذلك ضمن فعاليات المؤتمر السنوى الثانى عشر (تراث محافظة أسيوط) الذى نظمته جمعية المحافظة على التراث المصرى برئاسة المهندس ماجد الراهب بمقر الجمعية 24 ش مدرسة التوفيقية مساء السبت 6 مايو الجاري.



وأشار الدكتور نادر ألفي إلى ندرة أيقونات الفترة المبكرة لانتشار المسيحية ثم الاعتراف بها من قبل الامبراطورية البيزنطية أحد سمات أيقونات  دير الانبا ابوللو بباويط بمحافظة أسيوط، لذا لم نعثر علي الكثير من الأيقونات الخشبية لهذا الدير.






وتشتق كلمة أيقونة من الكلمة اليونانيةεἰκών  بمعني (صورة معنوية أو شبه أو مثال)، وقد استخدمت هذه الكلمة لتعني الصور الدينية المدشنة داخل الكنائس، ولقد كانت ومازلت الأيقونة تلعب دورًا بارزًا وهامًا  في العبادة والطقوس الكنيسة القبطية.



ويعتقد بعض علماء الآثار وتاريخ الفن القبطي أن الايقونات كانت تستخدم في الحياة اليومية وبدأت في وقت لاحق لتظهر في أماكن العبادة، وربما في الفترة ما بين نهاية القرن الثالث والقرن الرابع الميلادي، وقد كان استخدامها واسع الانتشار مع الاعتراف بالمسيحية كديانة رسمية في الامبراطورية الرومانية في عهد الامبراطور قسطنطين.



وأضاف الدكتور نادر ألفي أن الكنيسة استخدمت فى الفترة المبكرة الرموز المسيحية في بداية انتشارها، وكانت الأيقونة بمثابة وسيلة الايضاح لمساعدة المسيحيين المتحولين الذين جاءوا من ثقافات وثنية قد تجد صعوبة في فهم تعاليم وأحداث الكتاب المقدس والمعاني الروحية، لذلك سمح قادة الكنيسة المبكرة باستخدام الصور الدينية (الأيقونات) لأن الناس لم يتمكنوا من استيعاب المسيحية وعقيدتها دون استخدام الوسائل البصرية حيث ساعدت هذه الايقونات المؤمنين في فهم وتوضيح الدين الجديد.



الفترات المبكرة

ونوه الدكتور نادر ألفي إلى أن فن رسم الايقونات في العصور الأولي المسيحية، وجدت معارضة أباء الكنيسة الأوائل وخاصة الأيقونات التي تصور القديسين. وكانت الأيقونة ترسم قبل المسيحية كلوحة شخصية للامبراطور عند اعتلاء العرش وكان يتم إرسال لوحات الامبراطور إلي جميع أنحاء الامبراطورية ويتم تعليقها في الأماكن العامة، وكانت تمثل حضورًا شخصيًا للإمبراطور، وبرغم من معارضة آباء الكنيسة الأوائل للصور الشخصية إلا أن موقفهم كان مختلفًا حيال موضوعات العهد القديم والعهد الجديد لإمكانية استخدامها في الكنائس كوسائل ايضاح لتوصيل الوصايا والتعليمات العقائدية والأخلاقية لجاهلي القراءة من الشعب، لذلك كانت الموضوعات الدينية المصورة تحل محل الكلمة المكتوبة.



ومن أمثلة أيقونات هذه الفترة أيقونة السيد المسيح وهو يسند يده اليمني علي كتف القديس مينا رئيس دير الأنبا أبوللو بباويط، وترجع هذه الأيقونة إلي القرن الثامن الميلادي ومحفوظة بمتحف اللوفر بباريس، وهنا مثال أخر بالمتحف القبطي مرسومة علي الوجهين، وجه للقديس تادرس والآخر لرئيس الملائكة غبريال، وكان الرسم بطريقة الشمع كما كان الحال في بورتريهات الفيوم.


google-playkhamsatmostaqltradent