اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

جهود الدولة في تسجيل احتفالات العائلة المقدسة تراث لامادى بالمتحف القبطي

 جهود الدولة في تسجيل احتفالات العائلة المقدسة تراث لامادى بالمتحف القبطي





كتب د. عبد الرحيم ريحان


فى إطار احتفال مصر بذكرى مجىء العائلة المقدسة وتحت رعاية أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وبتوجيهات من الدكتور مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف عقدت ندوة بالمتحف القبطى تحت إشراف الأستاذة جيهان عاطف مدير عام المتحف الأحد 4 يونيو حاضر بها الدكتور مصطفى جاد عميد المعهد العالى للفنون الشعبية بأكادمية الفنون والدكتورة شذى جمال إسماعيل أستاذ الآثار والفنون القبطية بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان.





وألقى الدكتور مصطفى جاد الضوء على إتفاقية حماية وصون التراث غير المادى 2003 التى دخلت حيز التنفيذ عام 2006، ووقعت عليها 134 دولة منها مصر ويقصد بالتراث الثقافي غير المادي الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية تعتبرها الجماعات والمجموعات وأحيانًا الأفراد جزءًا من تراثهم .





وأتاحت الاتفاقية المجال للدول الأطراف لترشيح عناصر تراثها الثقافي غير المادي لإدراجها في إحدى قائمتين رئيسيتين القائمة التمثيلية، وقائمة الصون العاجل ففي حين تهدف القائمة التمثيلية إلى إبراز التراث الثقافي اللامادي والتوعية بأهميته، تهدف قائمة الصون العاجل إلى تعزيز تدابير صون العناصر المهددة بخطر الزوال، بمعنى أن العناصر المراد إدراجها على القائمة التمثيلية تكون سليمة ومستدامة بينما تدرج على قائمة الصون العاجل العناصر التي تواجه تهديدات ومخاطر تطال استدامتها وهذه تتطلب دعم مادى من اليونسكو وهذا حق للشعوب حيث تدفع كل دولة موقعة على الاتفاقية مبلغ لليونسكو سنويًا، ورغم ذلك تحرص الشعوب على التسجيل على القائمة التمثيلية لضمان قبول الملف حيث لا يتطلب دعم مالى، وقد سجلت الاحتفالات المرتبطة بالعائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية والتى تشمل احتفالية مولد السيدة العذراء وعيد دخول العائلة المقدسة مصر والتى قدمته مصر في فبراير 2021 وتمت الموافقة عليه في نوفمبر 2022





وأوضح الدكتور مصطفى جاد أن المطلوب للتسجيل تراث لامادى أربعة أشياء استمارة الترشيح، اختيار عشر صور رئيسية، عمل فيلم وثائقى لمدة لا تزيد عن عشر دقائق، إثبات الملكية الفكرية للعنصر المرشح والفيلم.



وأشار إلى نقطة هامة فى تسجيل الاحتفالات وهى طلب اليونسكو توقيع الأهالى على الموافقة على الترشيح، وتم بالفعل توقيع الأهالى من مؤسسات وجمعيات أهلية وكنائس، وعرض الفيلم الرائع الذى قدّم لليونسكو والذى أظهر الاحتفالات على الطبيعة وكيفية تمثيل دخول العائلة المقدسة والترانيم الجميلة المصاحبة لها.





ومن أشهر المدائح الخاصة بالعذراء، والتى تتردد فى كثير من الأماكن المقدسة مديحة «على دير العدرا ودينى» وهى منظومة على نفس لحن أغنية أم كلثوم الشهيرة «على بلد المحجوب ودينى» تقول كلماتها:

على دير العدرا ودينى أوفى ندرى والرب راعينى

يامراكبى ودينى للعدرا وأعطيك من ندرى شمعة

توضعها فى بيتك بركة على دير العدرا ودينى

امدح فيك يا أم يسوع يا شفيعة لكل الجموع

ومكانك على جبل مرفوع على دير العدرا ودينى

يا شفيعة فوق الشهدا يا منيعة من زارك يصفى

من يزورك ربك اعطاه على دير العدر ودينى

فى صيامك يحلو الطعامات تزيد النعمة مع بركات

طلبتى أعلى الدرجات على دير العدرا ودينى

يافضيلة على نسا العالمين فى كل كتب الأديان

ذكر فى الدير آثار ذكر الطفل يسوع البار

نزورك بناى قوى وقيثار على دير العدرا وديني.



وفى النقاشات بعد المحاضرة وجه الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أسئلة بخصوص ماذا تم فى ملف البردى الذى تعد له مصر كتراث لامادى وملف تسجيل آلة السمسمية مع المملكة العربية السعودية، كما تساءل عن ما تتضمنه قائمة الحصر الوطنى للموروثات الشعبية بمصر خاصة أن هناك أكلات مصرية خاصة شربة الملوخية قد سجلت حق ملكية فكرية لليابان نتيجة التراخى فى تسجيلها حق ملكية فكرية لمصر وهكذا فإن أشياء كثيرة مهددة لتسجلها دول أخرى، كما تساءل لماذا قدمت وزارة السياحة والآثار ملف لتسجيل أديرة وادى النطرون فقط كمسار للعائلة المقدسة والذى لم يقدم حتى الآن رغم المجهودات التى بذلت فيه وطالب بتسجيل كل المسار من رفح إلى دير المحرّق ثم إلى درنكة فى طريق العودة.



وأجاب الدكتور مصطفى جاد بأن ملف البردى سيأخذ وقت بالطبع ويحتاج لمجهود كبير تتكاتف فيه الجهود وملف السمسمية تتكفل به المملكة العربية السعودية ونحن جاهزون لتقديم ما تطلبه، وأن قائمة الحصر الوطنى موجودة فى وزارة الثقافة وفى مواقع أخرى ولكن ماذا تتضمن هذه القائمة وكيفية الحصول ليها وهل سجل بها كل شىء هذه تساؤلات تحتاج للإجابة من الجهات المعنية، وعن تسجيل وادى النطرون أوضح الدكتور مصطفى جاد أن تخصصه التراث اللامادى فقط.



وكعادتها وبأسلوبها الراقى الذى يجذب المستمعين والمشاهدين فى محاضراتها دائمًا قدّمت الدكتورة شذى جمال إسماعيل أستاذ الآثار والفنون القبطية بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان رؤيتها عن كيفية تطوير مدينة سمنود والاستفادة من كل المقومات السياحية بها من آثار مصرية قديمة من بقايا معابد وتابوت من الجرانيت الأسود وآثار إسلامية مثل مسجد العدوى ومسجد المتولى وحمام إبراهيم سراج الدين بجميع عناصره المعمارية باقية حتى الآن.



ومن الجدير بالذكر أن العائلة المقدسة جاءت إلى مـدينة سمنـود 

( جمنوتى - ذبة نثر)  وبها كنيسة العذراء مريم والشهيد أبانوب الموجود بها الماجور الحجرى حين رحب أهلها بقدوم العائلة المقدسة وأن السيدات بمدينة سمنود قمن بإهداء السيدة العذراء طبقًا كبيرًا من الجرانيت يستخدم في العجين يعرف باسم الماجور، ويقال إنها أقامت فى المدينة ما بين ١٤ و١٧ يومًا، وقد عجنت به السيدة العذراء أثناء وجودها، ويوجد أيضًا بئر ماء على عمق 12.5 متر من الأرض باركه السيد بنفسه، وبعض من الأدوات التي استخدموها في تلك الفترة وأن السيد المسيح قال للعذراء أنه سوف يقام في هذا المكان كنيسة على اسمك وتكون مباركة إلى الأبد، وقد أنفقت الدولة 7.5 مليون جنيه لتطوير سمنود كمحطة هامة فى مسار العائلة المقدسة.



وأوضحت الدكتورة شذى جمال الدين أن معالم المدينة تغيرت تمامًا بعد التطوير والتجميل وسهولة الوصول إلى الكنيسة واكتمال البنية الأساسية للموقع فهو جاهز تمامًا لاستقبال ضيوفه فى أى وقت.



وأوصت الدكتورة شذى جمال إسماعيل بتعديل مقررات الإرشاد السياحى بكليات السياحة والفنادق لتشمل كل ما هو جديد فى السياحة وفى مشروعات الدولة والتطوير ليتخرج طالب السياحة لديه الدراية الكافية بكافة المناطق خاصة المناطق غير الشهيرة سياحيًا مثل سمنود وسخا وتل بسطة ودير المحرّق وغيرها

وفى المناقشات تساءل الدكتور عبد الرحيم ريحان بأنه رغم كل إنجازات الدولة وما تم من تطوير حتى الآن ولكن عدد السياح القاصدين الحج إلى مسار العائلة المقدسة قليل جدًا فما الأسباب؟

وأجابت الدكتورة شذى جمال إسماعيل بأن هذا يتعلق بمنظمى الشركات السياحية الدوليين أنفسهم الذى يتعاملون مع الأمر بشكل المصلحة والمكسب وليس كل السياح لديهم الوازع الدينى لتخصيص رحلة خاصة للحج خاصة أن معظم الأوروبيون لا تهمهم مسألة الأديان بالشكل الذى نتخيله، حيث أن الرحلات الدينية معروفة وتقوم بها الكنائس وتدعمها على مستوى العالم، أما الفكر السياحى فينحصر فى ميول خاصة بكل جنسية والذى يجب دراستها جيدًا وتدريسها لطلبة الارشاد السياحي.



وأردفت نحن مهمتنا تطوير المواقع بكل شىء لتكون جاهزة لاستقبال الضيوف من كل الجنسيات وفى نفس الوقت لا نرفض سياسة منظمى الرحلات وتوجهاتهم لأن المصلحة مشتركة وهى دخول السياح إلى مصر ولذا فيجب أن نحرص على تنشيط وتنمية كل المقومات السياحية فى مسار الرحلة لتتفق مع معظم الميول مما يؤدى إلى زيادة الرحلات وتغيير فكر منظمى الرحلات.



واختتمت الندوة بإهداء الأستاذة جيهان عاطف مدير عام المتحف القبطى شهادات تقدير للمحاضرين وشكرهم على الأداء المتميز الذى أثار العديد من المناقشات التى أثرت الندوة وكذلك وجهت الشكر للحضور الكرام وتم أخذ صورة جماعية.



وبعد الندوة قام المشاركون والضيوف بزيارة معرض "من مصر الأمان ولها البركة بالمتحف القبطى بمناسبة ذكرى دخول العائلة المقدسة ومباركتها أرض مصر

 يضم المعرض 11 قطعة أثرية تتنوع بين مخطوطات وقطع حجرية وأيقونات وأخشاب، من أبرزها كرسي الكأس مصنوع من الخشب وعليه رسم للسيدة العذراء تحمل السيد المسيح، وأيقونة تمثل دخول العائلة المقدسة مصر، ومخطوط باللغة العربية يحتوي على صلوات البصخة (صلوات تقال في أسبوع الألآم)

 ومخطوط عجائب السيد المسيح منذ الطفولة.

google-playkhamsatmostaqltradent