مدخل للتعريف برحلة العائلة المقدسة
كتب د. عبد الرحيم ريحان
فى إطار احتفالات مصر بدخول العائلة المقدسة ومباركتها أهل مصر أول يونيو من كل عام وطوال الشهر ، أقدم معلومات بسيطة للطالب فى المدرسة أو الجامعة وكل من يسمع عن رحلة العائلة المقدسة من خلال وسائل الإعلام كمدخل للتعرف على مسار الرحلة ومعجزات السيد المسيح وجهود الدولة فى التطوير وعلى الشباب أن يبحث بنفسه عن التفاصيل من خلال هذه النقاط ويقدم رؤى وأفكار جديدة لتطوير وتنمية المسار والتنشيط السياحى له وينشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعى لتصل إلى القائمين على ذلك لوضعها فى الحسبان، باعتبار هؤلاء الشباب هم الجمعية العمومية لأى مشروع قومى لمصر ورؤيتهم دائمًا تكون خارج الصندوق وبعيدة عن الروتين والتعقيدات والحلول النمطية ونحن بحاجة إليهم فى كل خطوة تخطوها مصر إلى الأمام وقد أوجزت المدخل إلى مسار العائلة المقدسة فى عشر نقاط.
1- أكدت المصادر التاريخية القبطية من القرن الرابع الميلادي مثل (ميمر البابا ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية الـ23) ومن القرن السابع الميلادى مثل (ميمر الانبا زخارياس أسقف سخا) أن مجىء العائلة المقدسة بسطة "تل بسطة" فى الزقازيق كان يوم 24 بشنس الموافق 1 يونيو والذى تحتفل فيه مصر كلها بدخول العائلة المقدسة إلى مصر وقد ظلت بها 3 سنوات و11 شهر كما جاء فى بردية باللغة القبطية القديمة عثرت عليها بعثة جامعة كلوم الألمانية، وقد جاء فى القرآن الكريم فى سورة المؤمنون آية 50 "وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ" والمقصود بالربوة التي أوت إليها العائلة المقدسة هي أرض مصر وهى أرض بها نبات وربما تكون هذه الربوة بمدينة الفرما بشمال سيناء أو تل بسطة بالزقازيق.
2- استغرقت رحلة العائلة المقدسة إلى مصر ثلاث سنوات و11 شهر وقطعت بمصر 3500 كم ذهابًا وإيابًا وقد جاء السيد المسيح وعمره أقل من عام أى جاء مصر طفلًا وعاد صبيًا وقد باركت العائلة المقدسة العديد من المواقع بمصر من رفح إلى الدير المحرق تضم حاليًا آثار وآبار وأشجار ومغارات ونقوش صخرية.
ويستهدف مشروع إحياء المسار 2.3 مليار مسيحى فى العالم علاوة على عددًا كبيرًا من المسلمين لو جاء مصر 2% فقط سيدخل مصر 46 مليون حاج مسيحى سنويًا.
3- شملت الرحلة خمس مناطق رئيسية "ومنطقة غير محطة" شمال سيناء – الدلتا – وادى النطرون – منطقة حصن بابليونوموقع القاهرة حاليًا – صعيد مصر وسبب اختيار مصر لأنها بلد الأمان استقبلت نبى الله يوسف وإخوته وعاشوا بمصر آمنين حتى نسل نبى الله موسى فهو موسى بن عمرام بن قاهات بن لاوى بن يعقوب والذى تربى بمصر حتى خروجه منها، وكان المفروض فى خط سير الرحلة الاتجاه إلى العاصمة مباشرة عند حصن بابليون بعد عبورهم سيناء والشرقية لكن خوفهم من وجود أتباع لهيرودس الفارين منه جعلهم لا يتجهون إلى العاصمة مباشرة إلّا بعد الاطمئنان التام لحسن الاستقبال
4- محطات الرحلة وكانت لها مسميات قديمة رفح، الشيخ زويد، العريش، الفلوسيات، القلس، الفرما، تل بسطة، مسطرد، بلبيس، منية سمنود، سمنود، سخا، بلقاس، وادي النطرون، المطرية وعين شمس، الزيتون، حارة زويلة ، مصر القديمة وحصن بابليون، المعادي، سقارة
دير الجرنوس بمغاغة، البهنسا، جبل الطير بسمالوط، الأشمونين بالمنيا، ديروط ملوي
كوم ماريا، تل العمارنة، القوصية، ميرة الدير المحرّق وفى طريق العودة مرت العائلة المقدسة على جبل أسيوط الغربي "درنكة" إلى مصر القديمة ثم المطرية فالمحمة ومنها إلى سيناء.
5- أشهر المعجزات المرتبطة بالرحلة فى "تل بسطة" شجرة أنبع الطفل نبع ماء وعند مرور العائلة المقدسة فى بلبيس استظلوا بشجرة عرفت فيما بعد بــ "شجرة مريم" وحتى الآن يدفن المسلمون حولها أمواتهم تبركًا بها، فى سمنود الماجور الحجرى حين رحب أهلها بقدوم العائلة المقدسة ويقال إنها أقامت فى المدينة ما بين ١٤ و١٧ يومًا، في سخا بكفر الشيخ معجزة ماء كعب يسوع حيث أوقفت السيدة العذراء مريم ابنها على قاعدة عمود فغاصت مشطا قدميه فى الحجر وانطبعت قدميه وسمى هذا المكان "كعب يسوع"، بوادى النطرون حين عطش الطفل ولم تجد السيدة العذراء مصدرًا للماء سوى بحيرة شديدة الملوحة، فخاضت داخلها لأمتار وأخذت بعض الماء منها لتروي طفلها ليتحول الماء المالح إلى عذب وهى معجزة "نبع الحمراء"، فى موقع القاهرة حاليًا باركت العائلة المقدسة 17 موقع وفى منطقة شجرة مريم في المطرية ح أنبع السيد المسيح بئر ماء بجوارها ونبتت هناك نباتات عطرية مثل نبات البلسان، بكنيسة أبى سرجة المغارة التي مكثت بها العائلة المقدسة وبها بئر ماء قديمة شرب منها السيد المسيح، فى كنيسة السيدة مريم العدوية بالمعادى فى 12 مارس 1976 رأى شعب الكنيسة كتابًا مقدسًا ضخمًا يطفو على سطح المياه وهو مفتوح على سفر أشعياء الإصحاح 19 "مبارك شعبى مصر"، في مغارة بجبل الطير بسمالوط حدثت معجزة السيد المسيح حين منع سقوط صخرة عليهم عندما سند الصخرة الكبيرة بكفه الصغير فانطبع كفه على الصخرة، وصار الجبل يعرف باسم "جبل الكف، فى دير المحرّق بأسيوط البيت التى عاشت فيه العائلة المقدسة.
6- ارتبط مسار العائلة المقدسة باحتفالات وأعياد وترنيمات رائعة وموالد فى المواقع التى باركتها العائلة المقدسة يشهدها المسيحيون والمسلمون فى كل الكنائس وخاصة فى كوم ماريا بدير أبو حنس المعادى وسخا وسمنود ودير القديسة دميانة وحارة زويلة وجبل الطير ودير الجرنوس ومسطرد وتستمر الاحتفالات سبعة أيام من بداية يونيو بالكنيسة الكاثوليكية بالمطرية و15 يوم بكنيسة العذراء بمسطرد تنتهى بتذكار تكريسها ومن 19 إلى 28 يونيو احتفالًا كبيرًا بكنيستها بحارة زويلة، ومن 7 إلى 22 أغسطس صوم العذراء مريم وإقامة احتفالات بكنائس العذراء مريم بكل أرض مصر التى باركتها العائلة المقدسة، ومن 12 إلى 20 مايو احتفالات دير العذراء بجبل الطير.
7- تسعى الدولة بكل وزاراتها وأجهزتها المعنية بتوجيهات من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتنمية كل محطات المسار وتسير الأمور فى عدة اتجاهات، الأول وهو الاتجاه الثقافى باعتبار مسار العائلة المقدسة بمصر قيمة عالمية وتستحق التسجيل تراث عالمى باليونسكو وسجلت الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي 2022، وننتظر تسجيل أديرة وادى النطرون تراث ثقافى بعد تسليم الملف.
8- تمثلت جهود الدولة فى تطوير المسار فى عدة محافظات ففى شمال سيناء تم تخصيص 10.8 مليون جنيه لتحسين ورفع كفاءة البنية التحتية بالفرما والمناطق المحيطة بها ورصف الطريق المؤدى إلى المنطقة وتشجيره ورفع كفاءة الطريق إنارة طريق الفرما وإقامة متحف ومركز للحرف التراثية من الكليم البدوى ومنتجات سعف النخيل وتجفيف البلح والقواقع البحرية وزيت الزيتون، فى الشرقية تم إقامة سور يحيط بتل بسطا مزود ببوابات إلكترونية وممر داخلى وتزويدها ببرجولات خشبية إحداهما للبئر المقدسة، وفى الغربية تم إعادة تأهيل المسار وتطوير كل العناصر التى تتحقق الرؤية البصرية الجمالية للمسار ودهان الواجهات وتوحيد واجهات ولافتات المحلات وتجميل الميدان الرئيسى، وفى سخا بكفر الشيخ تم تطوير المنطقة المحيطة بكنيسة العذراء مريم وتشجير الشوارع المحيطة بالكنيسة ورصفها بالإنترلوك وإقامة حديقة ومكان انتظار للسيارات والأتوبيسات وتأهيل المنطقة السكنية.
9- فى وادى النطرون تم تطوير المسار بطول 26كم وتركيب لوحات إرشادية وبانرات ورصف وتوسعة أربع طرق بطول 26كم وأعمال الإنارة وزراعة النخيل وتطوير البنية التحتية وتأهيل الطرق المؤدية لأديرة الأنبا بيشوى والأنبا مقار والباراموس والسريان وتم تحديد أماكن التخييم، وفى القاهرة تم حل مشكلة الصرف الصحى بمنطقة شجرة مريم بالمطرية وتجميل المنطقة وبمحيط مجمع الأديان بمصر القديمة تم دهان كل العقارات المطلة على جامع عمرو بن العاص بألوان موحدة وتدعيم الخدمات الأمنية والانتهاء من البرجولات الخشبية والمظلات الخرسانية وزرع النخيل بطول المسار.
10- فى جبل الطير التى تستقبل 3 مليون زائر سنويًا من المسيحيين والمسلمين خلال شهر مايو من كل عام أعمال تطوير شاملة منها ترميم الكنيسة الرئيسية والمدخل الرئيسى لها والاستراحة والطريق السياحى وتمهيد الطريق المؤدى إليها بالبازلت وأعمال التشجير وإنشاء مجمع أمنى بجبل الطير من خلال ما أعلنه اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا، وفى دير المحرّق تطوير المناطق المحيطة بالأديرة والكنائس وتجديد الأسوار الخارجية لها وإقامة بوابات ومناطق لانتظار الزوار والأتوبيسات والسيارات وطلاء المنازل المجاورة وتخطيط الشوارع وتركيب الإنترلوك وتطوير وتبطين وتدبيش ترعة القوصية المؤدية إلى دير المحرّق.