"سيناء هبة البيئة السينائية" ندوة بالمنتدى العلمى للتصنيف والوراثة 19 يونيو
كتب د. عبد الرحيم ريحان
ندو علمية أون لاين بعنوان "سيناء هبة البيئة السينائية" يحاضر بها خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار بدعوة من المنتدى العلمى للتصنيف والوراثة الثامنة مساء الاثنين 19 يونيو الجارى
وأشار الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى أن المحاضرة ترصد المكنونات الحضارية التى نبعت من رحم البيئة السيناوية، وقد جسّدت آثار سيناء التفاعل بين الإنسان والبيئة وتطويعها لصالحه من خلال عرض مقومات السياحة البيئية فى طابا ونويبع وشرم الشيخ ودهب التى تشير إلى تفاعل الإنسان السيناوى الأول مع بيئته منذ عصور ما قبل التاريخ، حين بدأ فى بناء مساكنه ومقابره التى تمتلأ بها مناطق جنوب سيناء مابين سانت كاترين ودهب ونويبع من مبانى عبارة عن دوائر من الأحجار الزلطية الكبيرة والمنطقة حولها مفروشة بهذه الصخور ذات البلاطات العريضة ثم تطورت إلى مبانى بينها مساحة متسعة أكثر ارتفاعًا واتساعًا من الدوائر السابقة ويطلق عليها النواميس وهى مرحلة بداية تكوين القبيلة حيث كانوا يعيشون فى مجموعات على هيئة دوائر ووسطهم أماكن الحيوانات.
وفي عصر مصر القديمة استغل المصريون القدماء ما تتميز به البيئة السيناوية وهو الفيروز ومنها جاءت تسميتها بأرض الفيروز وأرسلوا البعثات لتعدين الفيروز والنحاس بسيناء منذ عهد الدولة القديمة وعدّنوا الفيروز فى سرابيط الخادم والنحاس فى وادى النصب الغربي.
وفي عصر الأنباط بسيناء الذى يمتد من القرن الأول قبل الميلاد إلى عام 106م نهاية دولتهم رسميًا رغم استمراهم كتجار فى العصر الرومانى وحتى العصر الإسلامى وهناك قبيلة من أحفادهم بسيناء وهى قبيلة الحويطات، وقد استغل الأنباط البيئية السيناوية فى إبداع أعظم نظم الرى للاستفادة من مياه الأمطار والسيول وتحويلها من قوة مدمرة إلى مصدر للمياه العذبة كما استغلوا نحاس سيناء فى وادى النصب وقاموا بتعدينه.
وفى الفترة المسيحية التى ازدهرت من القرن الرابع إلى القرن السادس الميلادى حيث لجأ الرهبان إلى سيناء هروبًا بالدين الجديد وعشقًا لحياة الصحراء والبيئة السيناوية وأنشأوا الصوامع المنفصلة التى تطورت حتى وصلت إلى الأديرة المتكاملة، وسكنوا الوادى المقدس “منطقة سانت كاترين حاليًا” واستفادوا من الجبال الجرانيتية والجبال من الحجر الرملى الأحمر بوادى فيران 60كم شمال غرب دير سانت كاترين وأنشاوا أول أبرشية لهم هناك منذ القرن الرابع الميلادى، واستفادوا من الجبال الجرانيتية فى بناء أشهر أديرة العالم وهو دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى والذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد العثور على رفات القديسة كاترين على أحد الجبال الذى حمل اسمها وهو أعلى جبال سيناء 2246م فوق مستوى سطح البحر.
وفي العصر الإسلامى استغل الإنسان بسيناء مواد البناء المتوفرة لصالحه حيث أدخلت فى المبانى الساحلية نوع من الأحجار المرجانية التى تقاوم الأملاح بشكل كبير وهى أقوى من الجرانيت، واتضح ذلك فى مبانى حصن رأس راية بطور سيناء ومبانى كاملة بتل الكيلانى من الأحجار المرجانية وفى النقطة العسكرية المتقدمة بنويبع أقدم مركز بوليس فى سيناء خاصة ومصر عامة يعود إلى عام 1893م، كما أنشأوا السدود لحجز مياه الأمطار واستغلوا التلال والجزر لإنشاء قلاع محصّنة شديدة الانحدار أو محاطة بالمياه فيصعب اقتحامها.
اللجنة العلمية للمنتدى العلمى للتصنيف والوراثة تتكون من الدكتور عبد الفتاح بدر جامعة حلوان، والدكتورة وفاء عامر جامعة القاهرة، والدكتور سامى ربيع جامعة دمياط، وسيمنح الحاضرون شهادة حضور معتمدة من المنتدى بشرط تسجيل البيانات فى استمارة التسجيل المرسلة عبر الشات أثناء المحاضرة
من الجدير بالذكر أن الدكتور عبد الرحيم ريحان حصل على درجة الليسانس والماجستير والدكتوراه فى الآثار من كلية الآثار جامعة القاهرة، ودرس الآثار والفنون البيزنطية لمدة عامين بجامعة أثينا باليونان بمنحة من دير سانت كاترين وقام بأعمال حفائر أثرية علمية بعدة مناطق بسيناء شملت طابا، نويبع، دهب، طور سيناء وأشرف على أعمال بعثة آثار يابانية بطور سيناء وألمانية بوادى فيران.
قام بأعمال مسح أثرى بمعظم مناطق سيناء وأشرف على ترميم النقطة العسكرية المتقدمة بنويبع وقام بتسجيل تل المشربة بدهب فى عداد الآثار الإسلامية متحديًا التهديات والإغراءات من أهل المنطقة حيث بلغ سعر الأرض الأثرية وقت تسجيلها عام 2007 عشرون مليون جنيه، وقام بعمل قاعدة معلومات موثقة علميًا لآثار سيناء والوجه البحرى وتسجيل 43 أيقونة من أيقونات دير سانت كاترين كرئيس للجنة تسجيل مقتنيات دير سانت كاترين، مع مراجعة علمية وتوثيق لعدد 1000 أيقونة ومقتنى من مقتنيات دير سانت كاترين
تقدم رسميًا بمذكرات علمية بشأن طلب عودة مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم " كودكس سيناتيكوس" الذى يعود إلى القرن الرابع الميلادى من المتحف البريطانى وجامعة ليبزج بألمانيا، وكذلك العهدة النبوية الخاصة بدير سانت كاترين لطلب عودتها من تركيا والتقدم بمشروع علمى متكامل لتطوير المواقع الأثرية بطور سيناء وتل المشربة بدهب
شارك فى عدة مؤتمرات علمية بجامعة القاهرة وجامعة عين شمس وجامعة الإسكندرية وجامعة المنصورة وجامعة الفيوم والمراكز العلمية المتخصصة فى الدراسات القبطية ومنها معهد الدراسات القبطية بالكاتدرائية المرقصية بالعباسية ومركز الدراسات القبطية بجامعة الإسكندرية ومؤسسة القديس مرقص لدراسات التاريخ القبطي «سان مارك لتوثيق التراث» بالإضافة إلى جامعة الدول العربية وجامعة أثينا بأبحاث عن آثار سيناء وله 20 بحث منشور بالدوريات العلمية وعدد 21 بحث ألقيت فى مؤتمرات علمية وحضور 20 مؤتمر علمى
له ست مؤلفات عن آثار سيناء وحصل على جائزة التفوق العلمى من الاتحاد العام للآثاريين العرب 2007 والفوز بجائزة المركز الثالث فى مسابقة "حقوق حضارة لبناء حضارة" بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وله نشاط إعلامى بارز حيث يبلغ إنتاجه حوالى 100 ألف مادة إعلامية فى الآثار والسياحة والثقافة