رحلة العائلة المقدسة بالواقع الافتراضي بمتاحف مصر
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
مجموعة من المصريين تتراوح أعمارهم من سن الشباب إلى سن الخبرة والحكمة وتتنوع أنشطتها العملية بين المهن الحرة والأعمال والهندسة والسياحة والصحافة والتصوير الاحترافي وغيرها.
يجمعهم حب مصر والغيرة على شخصيتها الضاربة فى التاريخ وعلى تراثها الأصيل فهم يعملون جاهدين للحفاظ على تراثها والبيئة المحيطة بها وكذلك البشر المحيط بكل أثر لرفع مهارتهم وتعليمهم حرف يدوية وكيفية التعامل مع الزائرين لكى يصبحوا سفراء لمصر.
اجتمعوا على إنشاء مؤسسة
“مصر المباركة للتنمية وإحياء التراث” المسجلة فى وزارة التضامن الاجتماعي تحت رقم إشهار ( ١١٠٧٣ ) لترجمة حبهم لمصر وشغفهم بتراثها إلى عمل فعّال يعود عليها وعلى أبنائها وبناتها بالخير.
اتفقوا على أن ينصب نشاطهم على إحياء التراث المصرى الأصيل المهدد بالاندثار فى ظل العولمة والتغيرات الاقتصادية التى كثيرًا ما تجعل هذا التراث عديم الجدوى.
تشمل مخطاطاتهم الطموحة مشروعات للعمل على إحياء والحفاظ على تراث مصر الملموس والغير ملموس مثل إحياء الحرف اليدوية التراثية والتسويق لها عالميًا حتى تصبح ذات جدوى اقتصادية تتيح لها الاستمرار وتسجيل التراث الشعبى المصرى من مقولات وأغنيات وصلوات ارتجالية وموالد شعبية وعادات وتقاليد وحرف خاصة بكل إقليم مصرى على حدة للحفاظ عليه وتسويقه باستخدام الميديا والتقنيات الحديثة.
وكان المشروع الأول لهم هو العمل على إحياء مسار العائلة المقدسة فى مصر لما له من قيمة سياحية من الطراز الأول تعود على مصر بعائد اقتصادى صريح، ويشمل هذا العمل فعاليات متعددة على المستويات الرسمية والشعبية والاقتصادية والتراثية.
منهجهم هو استقطاب كل من له إسهام ايجابى فى أى من مشروعاتهم، فلهم تعاون وثيق مع وزارة السياحة والآثار ولجنة السياحة بمجلس النواب المصري والسلطات المحلية المختلفة، ومؤسسات وجمعيات غير حكومية، وتشمل خطتهم مخاطبة اليونسكو والمؤسسات العالمية المعترف بها فى مجالات عملهم.
بدأ نشاطهم الفعلى عام 2020 فى سلسلة مقالات على الموقع الخاص بهم تضمن دراسات عن رحلة العائلة المقدسة في كتابات المؤرخين، العائلة المقدسة فى مسطرد ومغارة كنيسة أبى سرجة ومدة رحلة العائلة المقدسة في أرض مصر من خلال المصادر القبطية ومعجزات العائلة المقدسة في مصر “جبل قسقام” أورشليم الثانية و معجزات العائلة المقدسة في مصر “الأشمونين“ ومعجزات العائلة المقدسة في مصر.. “كف المسيح” وشجرة العابد بجبل الطير وفيلم وثائقى "الرحلة المقدسة" يستعرض خطوات رحلة العائلة المقدسة فى مصر.
الواقع الافتراضى للمسار
الواقع الافتراضي أو المتخيّل أو الكامن
أو الظاهري (VR) مصطلح ينطبق على محاكاة الحاسوب للبيئات التي يمكن محاكاتها ماديًا في بعض الأماكن في العالم الحقيقي، وذلك في العوالم الخيالية أحدث بيئات الواقع الافتراضي هي في المقام الأول التجارب البصرية، إمّا عرض على شاشة الكمبيوتر أو من خلال عرض مجسم خاص، ولكن بعض المحاكاة تتضمن معلومات حسية إضافية مثل الصوت من خلال مكبرات الصوت أو سماعات الرأس
وبعض الأنظمة المتقدمة لمسية، وتشمل المعلومات عن طريق اللمس والمعروفة باسم قوة ردود الفعل، في التطبيقات الطبية والألعاب الإلكترونية.
ويغطى الواقع الافتراضي بيئات الاتصال عن بعد والتي توفر للمستخدمين وجود ظاهري مع مفاهيم التواجد عن بعد إمّا من خلال استخدام أجهزة الإدخال القياسية مثل لوحة المفاتيح والفأرة، أو من خلال أجهزة متعددة الوسائط مثل السلكية والقفازات.
وأشارت دينا سيدهم الصحفية الشهيرة بجريدة وطنى وعضو مؤسسة
“مصر المباركة للتنمية وإحياء التراث”
بأن فكرة تجسّيد رحلة العائلة المقدسة بالواقع الافتراضى بدأتها المؤسسة بجهود فردية عن طريق مجموعة من الصحفيين بجريدة وطنى قاموا بالاتصال بشخصيات بارزة فى الكنيسة وجمعوا مادة علمية غزيرة موثقة من عدة جهات منها الكتاب التى أصدرته الجامعة الأمريكية عن الرحلة وكتابات المؤرخين ورجال الكنيسة وقاموا بالتصوير فى 25 محطة بها آثار واضحة صور ثابتة ومتحركة، ولم يقتصر العمل على المواقع نفسها بل امتد إلى البيئات حول هذه المواقع وتصوير الاحتفالات المرتبطة بالمسار حتى خروج هذا العمل العظيم إلى النور هذا العام فى احتفالية دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر أول يونيو.
وأوضحت دينا سيدهم أن العمل تركز فى 3 متاحف هى المتحف القومى للحضارة والمتحف المصرى والمتحف القبطى وفريق العمل متواجد منذ أول يونيو بمتحف الحضارة ومتاح للسياح والمصريين أثناء زيارتهم للمتحف برنامج بسبعة لغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية والبرتغالية، والعمل عبارة عن خارطة عليها نقاط المسار تتحرك من خلالها العائلة المقدسة وبالضغط على الموقع يمكن الدخول إلى هذه المحطة والتجول بها بحرية فالفرق بين الفيديو والواقع الافتراضى، أن الفيديو يقدم صورة متحركة فى مواقع بعينها لا تتغير لكن الواقع الافتراضى يتيح للزائر تحريك الفأرة بنفسه للتجول داخل الموقع وكأنه داخله بالفعل خاصة مع استخدام النظارة المخصصة لذلك ومنها موقع شجرة مريم بالمطرية والدير المحرّق بالقوصية بأسيوط
وأردفت دينا سيدهم بأن العرض يتضمن بجانب الآثار المسيحية فى نقاط المسار الآثار المصرية القديمة والآثار الإسلامية وآثار العصر الحديث والمعاصر ليتمكن الزائر من تغطية المنطقة بأكملها بمعايشة الرحلة والتجول داخل المحطاتٍ مصحوبة بقصص شيقة عن آثار كل منطقة، والفريق كان متواجدًا بالمتحف القومى للحضارة من أول يونيو ومعهم النظارات وبه شاشات العرض التفاعلية ومن اليوم الخميس 8 يونيو سينتقلوا إلى المتحف القبطي.
كما يتضمن البرنامج تدريب المرشدين السياحيين على شرح مسار العائلة المقدسة خاصة للطلبة بأقسام الإرشاد والغير متاح لهم ضمن مناهج الكلية وقد تأثر زوار المتحف القومى للحضارة من الأجانب حين مشاهدتهم لمسار العائلة المقدسة بالواقع الافتراضى وقرروا زيارة مصر القديمة فورًا وهذا يدل على عدم إلمام الزائر الأجنبى بمعلومات كافية عن المسار والذى يتطلب تنشيطًا أكثر فى الأسواق الأوروبية وباقى الأسواق بجنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، وأعرب المصريون عن سعادتهم بزيارة كل نقاط المسار من خلال الواقع الافتراضي.
ونوهت دينا سيدهم إلى أهمية هذا المشروع باعتباره دور موازى ومكمل للدور الرسمى كمجتمعات ومؤسسات مجتمع مدنى يتمثل فى الترويج والتنمية البشرية للمجتمعات المحيطة بهذه النقاط من إحياء الحرف التراثية خاصة الحرف فى طريقها للاندثار للحفاظ عليها وإيجاد فرص عمل للشباب ضمن هذا المشروع القومي.