اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الصعود إلى قمة جبل موسى

 الصعود إلى قمة جبل موسى





كتب د. عبد الرحيم ريحان


"وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا" الأعراف 143



وقف نبى الله موسى على جبل موسى وطلب رؤية المولى عز وجل فرأى أمامه معجزة دك الجبل، والآن يصعد شعبان جبلى إلى قمة جبل موسى مصطحبًا ضيوفه يومًا وراء اليوم من جميع الجنسيات وهو خبير بمعالم الجبل والمنطقة وأفضل دليل للصعود إلى قمة الجبل.



ويتم الصعود إلى جبل موسى عبر ثلاثة طرق، الأول يعرف بطريق السلالم صعودًا حتى فرش إيليا وهى طريق مختصرة مهدها الرهبان منذ عهد بعيد وجعلوا لها سلمًا من الحجر الغشيم مكون من 3000 درجة وتم ترميمه عام 1911م، وعلى الجبل نبع ماء كان يعيش بجوارها أحد النسّاك وكنيسة الأقلوم، وهناك قنطرة من الحجر الجرانيتى على شكل عقد نصف دائرى، قيل أنه كان يجلس عندها راهب

 أو أكثر يتقبل الاعتراف من الزوار ويكتب أسمائهم ثم يتجهوا إلى منخفض بين الجبال يسمى (فرش إيليا) وبه كنيسة موسى النبى وبجانبها كنيسة إيليا النبى وبهذه الكنيسة مغارة متسعة قيل أنها المغارة التى سكنها إيليا النبى عند مجيئه إلى جبل حوريب أي جبل موسى كما جاء في سفر (ملوك 1 ص19)






وفرش إيليا هو وادى مفتوح متسع ويتفرع لعدة جهات منها منطقة فرش اللوزة ويضم بقايا قلايات وكنائس وبئر يطلق عليه بئر موسى وسد قديم وأشجار سرو ونبق ولوز، إضافة إلى شواهد أثرية ترجع إلى الفترة النبطية أعيد استخدامها كقلايا للرهبان منتشرة فى المكان، وهى المحطة الأخيرة على جبل موسى قبل الوصول إلى القمة، كما يوجد محجر قديم كان يقطع منه الصخور التى استغلت لبناء الكنيسة القديمة على قمة جبل موسى فى الفترة البيزنطية، ومن فرش إيليا إلى قمة الجبل 750 درجة صخرية أخرى، أما قمة الجبل فتحوى أطلال كنيسة ترجع إلى فترة الامبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى، وبقايا مسجد بناه أبو المنصور أنوشتكين الآمرى في عهد الخليفة الآمر بأحكام الله الفاطمى عام 500هـ ، 1106م إضافة إلى دورات المياه القديمة ومصلى الكهف وكنيسة الثالوث الأقدس وترجع إلى سنة 1937م



والطريق الثانى هو طريق عباس باشا (طريق الجمال) الذى مهده عباس باشا والى مصر فى القرن التاسع عشر للصعود إلى قمة الجبل موسى، ويبدأ من شرق الدير إلى رأس جبل المناجاة وعلى قمته كنيسة صغيرة قيل أنها قائمة على أطلال دير قديم للراهبات، والطريق الثالث هو طريق وادى الأربعين حيث يصعد إلى الجبل عبر وادى اللجاه المعروف بوادى الأربعين ويبدأ من شرق الدير إلى رأس جبل المناجاة وعلى قمته كنيسة صغيرة قيل أنها قائمة على أطلال دير قديم للراهبات.



جبل موسى له عدة مسميات أخرى مثل جبل المناجاة وجبل الشريعة وجبل سيناء وجبل حوريب، ويقع فى مواجهة جبل التجلى حيث وقف نبى الله موسى على الجبل وأمامه جبل التجلى وهو الجبل الذى تجلى له سبحانه وتعالى فدكه، ويقع جبل التجلى إلى الشمال الشرقى لجبل موسى

 وقد عرف بهذا الاسم نتيجة لحادثة التجلى الشهيرة حيث تجلى عليه المولى عز وجل حينما سأل نبى الله موسى ربه أن يراه كما ورد فى القران الكريم }وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا{سورة الأعراف آية 143



من خلال تحقيقى الأثرى لرحلة خروج بنى إسرائيل بسيناء وتحديد محطات الخروج بها أنها تبدأ بعيون موسى حيث تفجرت الإثنى عشرة عينًا ثم منطقة سرابيط الخادم حين طلبوا من نبى الله موسى أن يجعل لهم إلهًا ثم منطقة الطور المشرفة على خليج السويس (موقع طور سيناء حاليًا) الذى عبدوا بها العجل الذهبى بمنطقة قريبة من البحر حيث نسف العجل بها ثم جبل الشريعة حيث تلقى نبى الله موسى ألواح الشريعة وقد انتقل بنى إسرائيل إليه عبر وادى حبران من طور سيناء إلى جبل موسى بالوادى المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حاليًا).



ويتفق موقع الجبل المقدس مع خط سير الرحلة وهو المحطة الرابعة التى تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل سانت كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها.



ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى طعام آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن طعمه كالعسل ويؤخذ من أشجار الطرفا القريبة من الوادى المقدس حاليًا وهناك منطقة كاملة بهذا الاسم قريبة من منطقة سانت كاترين، والسلوى وهو طائر السمان كان النص القرآنى }اهبطوا مصرًا فإن لكم ما سألتم{ سورة البقرة آية 61، والهبوط يعنى النزول من مكان مرتفع وعندما يذكر اسم مصر بدون تنوين فيقصد بها مصر صراحة كما فى النص القرآنى} وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ{ يوسف 99، ولكن إذا ذكرت منونة كما فى الآية المذكورة }إهبطوا مصرًا{ فإنها تعنى سائر الأمصار ولا تنفى أن يكون من بينها مصر فإذا كان المقصود مصر فهذا تذكير لهم بأن فى مصر كل هذه الأنواع من الطعام ولكنهم يخشون العودة إليها بالطبع، وإذا كان المقصود أى بلد آخر فهذا يعنى أن هذه الأطعمة متوفرة فى أى مكان آخر فاهبطوا إليه ولكن هذا سيثنيكم عن رسالتكم الذى خرجتكم من مصر من أجلها وهى دخول الأرض المقدسة تحملون ألواح الشريعة فى تابوت العهد.



ومن المعروف أن منطقة الوادى المقدس طوى بسيناء كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبى الله موسى طلبًا للنار ليستدفئ به أهله فى رحلته الأولى لسيناء }إنى آنست نارًا لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون{ القصص 29 كما أن بهذه المنطقة شجرة من نبات العليق لم يوجد فى أى مكان آخر بسيناء وهو لا يزدهر ولا يعطى ثمار وفشلت محاولات إنباته فى أى مكان بالعالم مما يؤكد أنها الشجرة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى شجرة العليقة المقدسة.


google-playkhamsatmostaqltradent