اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الإعجاز النبوي الفلكي في حجة الوداع

 الإعجاز النبوي الفلكي في حجة الوداع






كتب د.عبد الرحيم ريحان


دراسة جديدة للمهندس محمد عبد الرازق جويلي باحث في الإعجاز التاريخي في القرآن والسنة وعضو اتحاد الكتاب عن الإعجاز النبوي الفلكي في حجة الوداع قف رسول الله صلى الله عليه وسلّم في يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذو الحجة، في العام العاشر الهجري وكان يوم سبت وخطب خطبة الوداع في جموع المسلمين وكانوا أكثر من مائة ألف شخص فقال: " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض"



وفي رواية صحيحة أخرى قال: "إنَّ الزمانَ قدِ استَدار فهو اليومَ كهيئةِ يومَ خلَق اللهُ السماواتِ والأرض " ثم تابع قوله "السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ

 والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ، مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى، وشَعْبانَ.



الخطبة طويلة وجامعة لكل تعاليم الله ورسوله الأخيرة المليئة بالإعجازات العلمية والتاريخية والدينية ولكننا نكتفي بكشف الجانب الاعجازي الفلكي فيها وهو في إلغاء كافة أنواع النسيء التي ابتدعها القرشيون والتي غيروا فيها شرع الله الى الناس.



ويشير المهندس محمد عبد الرازق جويلي إلى أن النسيء هو تأخير أو تغيير فيما شرع الله في تقاويم الناس ولقد وصفه الله بالزيادة في الكفر ولقد زين الشيطان للناس على اختلاف دياناتهم أنواعًا من النسيء ليضلوا به أهليهم ومللهم.



فقد ابتدع بنو اسرائيل نظامًا عجيبًا من النسيء ليحفظوا أعيادهم في الطقس المناسب لها حيث جعلوا عيد الفصح الموافق يوم ١٥ نيسان يأتي دائمًا في فصل الربيع وتحججوا بأن ذلك يوافق ذكرى خروج النبي موسى بهم من مصر فأضافوا شهرًا لسنتهم القمرية كل ثلاث سنوات ثم اتبعوا دورة ميتون الفلكية التي ابتدعها لهم في القرن الرابع قبل الميلاد حتي يومنا هذا وهي الي تحفظ لهم عيد الفصح ليكون في فصل الربيع دائمًا.



أمّا القرشيون فقد ابتدعوا نظامين للنسيء ما سبقهم أحد في العالمين بهما: ففي النوع الأول أحلوا بعض الأشهر المحرم القتال فيها بشرع الله حيث قال تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ " (التوبة ٣٦)  رجب الفرد أو رجب مضر، وثلاثة أشهر متواليات هي: ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم .



وأضاف المهندس محمد عبد الرازق جويلي أن قبيلة مضر كانت لا تغير شهر رجب بل توقعه في وقته وتحرم القتال فيه بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم، فجعلوا أهل القبائل لا يأمنون في حجهم أو عمرتهم التي شرعها لهم الله وبيّن مناسكها لهم بواسطة الخليل إبراهيم وابنه اسماعيل فكانوا لا يأمنون من غدر أعدائهم من القبائل الأخرى بسبب ما بدعه القرشيون من النسيء.



و هناك نوع ثاني من النسيء بدعه القرشيون تلاعبوا فيه بشريعة الحج التي شرعها لهم جدهم الخليل إبراهيم بدعة لهم : سرير بن ثعلبة بن الحارث القرشي الخندفي المولود في سنة 290 ق.هـ.، الموافق لـ 340م



والمتوفي في سنة 197 ق.هـ.، الموافق لـ 430م (تقديرًا) ثم تطور بواسطة أحفاده فصار إلى ما ذكره البغوي في تفسيره حيث ذكر البغوي في كتابه «تفسير البغوي» : أن النسيء قد استمر بهم، فكانوا ربما يحجون في بعض السنين في شهر ويحجون من قابل في شهر آخر.



قال مجاهد: كانوا يحجون في كل شهر عامين، فحجوا في شهر ذي الحجة عامين، ثم حجوا في المحرم عامين، ثم حجوا في صفر عامين، وكذلك في الشهور، فوافقت حجة النبي صلى الله عليه وسلم شهر الحج المشروع وهو ذو الحجة، فوقف بعرفة يوم التاسع بالسنة العاشرة من الهجرة  وخطب فيهم وأعلمهم أن أشهر النسيء قد تناسخت باستدارة الزمان، وعاد الأمر إلى ما وضع الله عليه حساب الأشهر يوم خلق الله السموات والأرض وأمرهم بالمحافظة عليه لئلا يتبدل في مستأنف الأيام لهذا فأن الحج استمر في شهر ذو الحجة من كل عام حتى يومنا هذا متنقلا بين فصول السنة الأربعة: الربيع والصيف والخريف والشتاء.



ونوه  المهندس محمد عبد الرازق جويلي إلى أن هناك خلافًا قد حدث بين علماء المسلمين حول حجة أبو بكر الصديق بالمسلمين في سنة ٩ هـ، في أي شهر هجري حج أبو بكر الصديق بالناس فانقسموا إلى فريقين متساويين:

فريق يقول أن حجة أبو بكر الصديق كانت في ذي القعدة لهذا يبررون عدم حج النبي صلى الله عليه وسلم في هذه السنة التاسعة من الهجرة رغم فتحه لمكة قبلها فأرسل أبو بكر الصديق ليحج بالناس .



 وفريق ثاني يقول أن حجة أبو بكر الصديق في سنة ٩ هجري كانت في ذي الحجة وأيضًا حجة الوداع التي حجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكثر من ١٠٠ الف من المسلمين في سنة ١٠ هجري كانت في شهر ذي الحجة ثم استمر حج المسلمين كل عام في ذي الحجة إلى يومنا هذا بعد الغاء كافة أنواع النسيء الذي ابتدعه القرشيون.

ومازال الخلاف بين علماء المسلمين على حجة أبو بكر الصديق في سنة ٩ هجري قائمًا بين شهري ذو القعدة وذو الحجة .



ولكي نزيل هذا الخلاف تمامًا بين الفريقين فأليكم المفاجأة الكبرى في هذا الحديث النبوي الشريف الذي يحمل إلينا حل هذه المعضلة تمامًا.. ففي الحديث النبوي الشريف الذي رواه سمرة بن جندب :

أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال زمنَ الفتحِ (أي بعد فتحه لمكة في رمضان من سنة ٨ هجري) فقال: إن هذا عامُ الحجِّ الأكبرِ قال اجتمع حجُّ المسلمينَ وحجُّ المشركينَ في ثلاثةِ أيامٍ متتابعاتٍ واجتمع النصارَى واليهودُ في ثلاثةِ أيامٍ متتابعاتٍ فاجتمع حجُّ المسلمين والمشركين والنصارَى واليهودُ العامَ في ستةِ أيامٍ متتابعاتٍ ولم يجتمعْ منذ خُلِقَت السماواتُ والأرضُ كذلك قبلَ العامِ ولا يجتمعُ بعدَ العامِ حتى تقومَ الساعةُ .



من هذا الحديث الشريف بحث المهندس محمد عبد الرازق جويلي عن سنه 9 هجري تحديدًا في يوم 9 ذو الحجة في موقع التقاويم العالمي وهو يوم وقفة عرفات الذي يبدأ معه الحج رسميًا فالحج عرفة فوجدت أنه كان يوافق يوم الثلاثاء 19 مارس سنة 631 م بهذا فإن أيام حج المسلمين والمشركين القرشيين كان في أيام 19 و 20 و 21 مارس التي وافقت أيام: يوم وقفة عرفات - يوم النحر - أول أيام التشريق.



وبحث عن تاريخ عيد الفصح اليهودي في تلك السنة فوجده كان يوافق يوم الجمعة 22 مارس 631 م الذي وافق يوم 14 نيسان من سنة 4391 عبري الذي يبدأ بذبح ذبيحة عيد الفصح في مساء هذا اليوم بحسب التقويم اليهودي الذي وضعه إليهم العالم الفلكي ميتون في القرن الرابع قبل الميلاد حتى يومنا هذا .



اما عن تاريخ عيد الفصح المسيحي لسنة 631 م فكان يوم الاحد 24 مارس 631 م وهو طبقًا لقرارات مجمع نيقية الأول سنة 325 م الذي نص على تحديد عيد الفصح المسيحي(= عيد القيامة) وذلك في يوم الأحد الذى يلى البدر الذى فيه عيد الفصح اليهودي حتى لا يعيدوا قبل اليهود أو معهم.



لهذا فأنه بالحساب الفلكي لأيام الحج في عام ٩ هجري:

أولًا: للمسلمين والمشركين القرشيين:

3 أيام : الثلاثاء وقفة عرفات - الأربعاء يوم النحر

  الخميس أول أيام التشريق

ثانيًا: لليهود والمسيحيين

3 أيام : الجمعة: عيد الفصح عند اليهود

السبت: حيث يبدأ الاحتفال حوالي الساعة 11 مساءً من ليلة سبت النور بأكل الذبيحة ويستمر الاحتفال حتى الساعات الأولى من صباح الأحد

الأحد : عيد الفصح عند المسيحيين

 ( قيامة السيد المسيح عليه السلام) .

بينما عندما حسبنا ذلك في العام التالي العاشر الهجري فكانت النتائج كالتالي:

3 أيام :

الجمعة: 9 ذو الحجة سنة 10 هجري وقفة عرفات .



السبت: 10 ذو الحجة يوم النحر

الأحد : 11 ذو الحجة أول أيام التشريق.

يليهم ٣ أيام عند اليهود والمسيحيين لم توافق أعياد الفصح لديهم حيث وافقوا أيام شهر Veadar آذار (يسمى بآذار الثاني في السنة الكبيسة ١٣ شهر ) وليس شهر نيسان بسبب نسيء اليهود والمسيحيين.



لهذا يجد المهندس محمد عبد الرازق جويلي اعجازًا نبويًا فلكيًا ذكره النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عام الحج الأكبر عندما حج المسلمين والمشركين واليهود والمسيحيين في ستة أيام متتابعات في العام التاسع الهجري بعد تكليفه لأبى بكر الصديق ليحج بالناس وأنه لم يتكرر هذا قبل العام التاسع الهجري ولا بعد هذا العام إلى أن تقوم الساعة وهو ما اثبتنا صحته من حيث الحسابات الفلكية كما أننا أثبتنا أن حجة أبو بكر الصديق بالناس في العام التاسع الهجري كانت في ذي الحجة.

google-playkhamsatmostaqltradent