ثلاثية حنين
رحيل - رد قلبي - تحتاج إليها
ثلاثية حنين
بقلم الكاتب والشاعر / عماد الدين محمد
١ - رحيل
رحيل
غادر القطار
فلماذا الأنتظار
لعله إتخذ للرحيل قرار
لن ياتي
أو ربما في سكون الليل
طال حلمه
لم يوقظه الشوق
ويحاصره طيفي
لكني سأظل أنتظر
لعل ما بيينا
يوقظ نار الشوق
ويلحق بي
يتذكر العهد والوعد
لكن كيف؟
قد تباعدت بيننا المسافات
وغادر أخر قطار
فلماذا إذن الإنتظار .
٢ - رد قلبي
رد قلبي الذي رحل
حين طال غيابكِ
رد روحي
على مفترق الحياة
لم يعد باليد حيلة
أو على الوجه
خجل من البوح
نعم كرهت رحيلكِ
سأمت غيابكِ
وعاتبت الأقدار فيكِ
قد كانت بيننا أميال
والآن سارت
جبال وبحور وخلجان
هبت علينا عاصفة الرحيل
وأنا يا وطني
خارج حدودكِ
حبيسة ذاتكِ أنتِ
وأنا حبيس غيابكِ
والسؤال !!
من منا للآخر يعود؟
من منا للآخر يشتاق
وقد غلقت بيننا كل الحدود
من منا سأم الغياب؟
ومات كل يوم ألف مرة
بلا جنازة ولا صلاة
غيابكِ دفن الحياة
في قبرها المعتم
بلا حساب بلا جنة ولا نار
لا أنا معكِ
ولا أنتِ معي
كلانا في جحيم الغياب
رد قلبي
رد روحي
قبل أن ينتهى العمر
وتطوى صفحاته
وتصبح ذكريات
هل تعلمين؟
سأمت الحياة دونكِ
وتوقف النبض
ما عاد حتى يهمث
وداء غيابكِ أصابني
حير كل الأطباء
رد قلبي
رد روحي
أو إنهي حياتي بغيابكِ
وسلميني سلميني للهلاك .
٣ - تحتاج إليها
تحتاج إليها ؟
نعم
فلماذا تكابر ؟
وبين بحور الشوق
تصرع الموج الهائج
وعلى شطآن النسيان
ترسوا بقاربك
وهناك ضوء خافت
لمنارة خاوية قديمة
تحاول من خلاله
أن تبصر سفن العائدين
لعلها بينهم
لعلها تعود
وتحمل في يدك
أوراقك وقلمك المنهك
وبعض من صورها
وبداخلك
تتلاعب الذكريات
وسؤال
هل حقاً ستعود؟
وبين الحين والحين
يهمس من يمر بك
متسائلا في صمت
ولكن عيونهم لا تخفيه
ألم تعد حبيبته بعد؟
ألا يزال ينتظرها؟
وأنت لم تعد تهتم
لستَ هنا
أنت هناك معها
والروح والقلب والعقل
عالقين فى عالمها
مازلت تنتظر
والسؤال
هل حقا ستعود يوماً ؟