اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الرحلة - بقلم : د . محمد إسماعيل

 الرحلة




         الرحلة


بقلم : د . محمد اسماعيل 


قمت بحمل أمتعتي، وعدت اليوم إلى بلدي بعد رحلة طويلة، أديت فيها مناسك الحج  كتبها الله لكم جميعا .



  وأثناء العودة دار حديث شيق جدا بيني

وبين  الشيخ حسن، المرافق لنا في الرحلة دار  الحديث تارة عن الأوضاع الحالية وأخرى عن المستقبل، وتقريبا نظرة عامة عن حياتنا.



ذكرنا العلم والهمة، قال لي سوف أحدثك عن قصة للعبرة والإفادة، ذات يوم حضر إلينا من محافظة مجاورة رجل كبير على المعاش وظن خيرا في مدينتي هو وزوجته وبعد أن تواترت صلاته معيفي المسجد مدة طويلة، دنا مني وقال لي أريد أن اقرأ القرآن، قلت له لما لا اقرأ.



قال لا أجيد قراءته، قلت له أنت موظف كبير ومدير وصاحب شأن، قال والله لا أجيد قراءة القرآن وهو علي صعب أتلعثم  في قراءته قلت، اقرأ، واستمعت له ،حقا  هو لا يجيد القراءة في المصحف، قلت له ضيق وقتي يمنعني عنك، ولكن  هنا شاب يُحفّظ القرآن للأولاد وتستطيع أن تتعلم على يديه.



 حضر الشاب إلى المسجد، قلت له هل لك أن تعلم عمي الحاج القرآن، لكن  الشاب قال  كيف أتعامل معه وهو رجل كبير، قلت له تعامل معه وكأنه طالب ولا تُحرج من سنه الكبير .



و فعلا بدأ معه ، كان يتعلم التجويد والقراءة فقط، وأتاني بعد حوالي شهرين تقريبا، وقال تعلمت التجويد فعلا وأصبحت أعرف قراءة القرآن بالتجويد، قلت له اقرأ جزءين فقط، كل يوم، واستمر شهرين

 ثم جاء وقال أستطيع أن أزيد قلت له اقرأ ثلاثة أجزاء.



وبعد شهرين، قال له اقرأ خمسة أجزاء كل يوم وأبدأ بالحفظ، وفعلا بدأ يحفظ القرآن، وماهي إلا عدة أشهر، إلا و قد حفظ القرآن كاملا.



فعلا كان رجلا صادقامخلصا استمر يداوم على القراءة للقرآن، وكان يصلي بالناس إماما مدة طويلة .



وذات يوم   كنت على سفر وحين عودتي ليلا، وجدت صديقا لنا يبكي قلت له ماذا حدث؟. قال حزين لموت الرجل الذي كان يصلي بنا.. مات وهو ساجد يصلي بالناس إماما في صلاة الجمعة.



صدق حقا مع  الله فصدقه الله وأحسن خاتمته،، رحمه الله تأثرت كثيرا لهذه القصة التي حدثت فعلا وكيف بدأ هذا الرجل بعد أن تخطى عمره الستين عاما واجتهد وصدق وأخلص وكانت خاتمته هكذا.



كم تمنيت أن أكون أنا هذا الرجل ووصلت إلى نهاية الطريق وشكرت من روى القصة وافترقنا.


google-playkhamsatmostaqltradent