اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

المجمع العلمي والترميم الغير علمي

 المجمع العلمي والترميم الغير علمي






د . عبد الرحيم ريحان


تشير ندى زين الدين تخصص ترميم وصيانة الآثار إلى أن المجمع العلمى أنشىء في 20 أغسطس 1798، بقرار من نابليون بونابارت، وكان مقره في دار أحد بكوات المماليك في القاهرة، ثم نقل إلى الإسكندرية عام 1859، وأطلق عليه اسم المجمع العلمي المصري، ثم عاد إلى القاهرة عام 1880 وكانت أهداف المجمع العمل على التقدم العلمي ونشر العلم والمعرفة.



ويضم المجمع أربع شعب، هي: الرياضيات، والفيزياء والاقتصاد السياسي، والأدب والفنون الجميلة، وفي عام 1918 أجريت تعديلات على الشُعب لتشمل الآداب والفنون الجميلة وعلم الآثار، والعلوم الفلسفية والسياسة، والرياضيات، والفيزياء، والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي، ويحتوي المجمع على مكتبة تضم 200 ألف كتاب أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752 وأطلس ألماني عن مصر وأثيوبيا يعود إلى عام 1842، وأطلس ليسوس ليس له نظير في العالم وكان يمتلكه الأمير محمد علي ولي العهد الأسبق وأدخل مركز معلومات مجلس الوزراء هذه المكتبة النادرة على الحاسب الآلي.



تبنى الدكتور سليمان حزين رئيس المجمع خطة لتطويره تعتمد على تسجيل مبناه الحالي ومقتنياته النادرة، في عداد الآثار وترميم المبنى وتحديث مكتبته، وشارك برنار موريه الخبير الفرنسي المختص بترميم الآثار في ترميم مقر المعهد القديم.



حريق المجمع العلمى

اشتعلت النيران في المجمع صباح السبت 17/12/2011، خلال أحداث مجلس الوزراء وتجددت الحرائق في مبنى المجمع صباح الأحد 18 ديسمبر 2011، بعد انهيار السقف العلوي للمبنى من الداخل، فقٌضي على أغلب محتويات المجمع.



لم ينجُ من محتويات المجمع، البالغ عددها 200 ألف وثيقة تضم مخطوطات وكتبًا أثرية وخرائط نادرة سوى قرابة 25000 فقط من الكتب والوثائق، كانت تمثل ذاكرة مصر منذ عام 1798، وكانت تشتمل على إحدى النسخ الأصلية لكتاب وصف مصر، التي احترقت فيما احترق من كنوز هذا الصرح العتيد إضافة إلى أغلب مخطوطاته التي يزيد عمرها على مائتي عام، وتضم نوادر المطبوعات الأوروبية التي لا توجد منها سوى بضع نسخ نادرة على مستوى العالم كما يضم كتب الرحالة الأجانب، ونسخاً للدوريات العلمية النادرة منذ عام 1920، وهو ما يبرر تقييم بعض المتخصصين الدوليين في الشأن المتحفي والوثائقي لمكتبة المجمع العلمي المصري، ووصفهم إياها بأنها الأعظم والأكثر قيمة من مكتبة الكونجرس الأميركي، وكان مركز معلومات مجلس الوزراء المصري قد أدخل هذه المكتبة النادرة على الحاسب الآلي، وتمت له أعمال ترميم بعد الحريق غيرت من معالمه الأصلية.



ترميم غير علمى

ويوضح المهندس مجدى غبريال خبير الترميم الدولى أن المجمع العلمى بعد الترميم بهذا الشكل فقد معالمه الأصلية وكأننا أمام منشأة حديثة، حيث أن الترميم الدقيق للمباني الأثرية يقتضي التعامل معها من المتخصصين في أعمال الترميم الأثري بغرض إرجاع المبني بعناصره المعمارية والإنشائية الي أصلها الذي أنشئت عليه آنذاك سواءً عن عمال التدعيم

 أو التشطيب النهائي سواءً للواجهات الخارجية 

أو داخل المبني، علي أن تستخدم في المبني نفس الخامات أو خامات مشابهة للمواد القديمة كالجير وبودرة الحجر الجيري كمثال بديلًا عن مونة القصرمل لعرانيس مباني الطوب والأحجار، وليس باستخدام مواد الكيماويات الحديثة أو الأسمنت في أعمال الترميم الأثري وعلاج الشروخ والرشوحات والرطوبة

 وبذلك يتم الحفاظ علي أثرية المبني بإرجاعه للأصل الذي بني عليه.

google-playkhamsatmostaqltradent