بالصور سوء حالة مسجد زغلول برشيد بعد إنفاق 25 مليون جنيه في ترميمه
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
قامت وزارة الآثار بالتعاون مع وزارة الأوقاف بترميم مسجد سعد زغلول أكبر مساجد رشيد بتكلفة 17 مليون جنيه وتم افتتاحه فى شهر مايو 2018
ونعرض بالصور حال المسجد الآن ونتساءل من المسئول عن إهدار المال العام؟
المسجد مسجل ضمن الآثار الإسلامية أثر رقم 28 وتقع مسئوليته ضمن قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، يقع المسجد بشارع زغلول برشيد ومسجل بالمرسوم الملكى الصادر بتاريخ 14/8/1948، يعود تاريخه إلى 985هـ / 1577م.
وسمي مسجد زغلول بالمسجد الجامع لتشابهه معماريًا مع جامع الأزهر الشريف ومن أروقته انطلقت شرارة المقاومة ضد حملة فريزر عام 1807 بقيادة الشيخ حسن كريت ليرد قوات الاحتلال بتدمير مأذنته التاريخية.
بنى المسجد علي ثلاث مراحل: المرحلة الأولى ترجع إلى العصر المملوكي وتم إنشاء القسم الشمالي بتلك الفترة والمرحلة الثانية ترجع إلى فترة الحاج علي زغلول عام ١٥٤٩ م وهي المرحلة التي تم فيها التوسعة داخل الجامع جهة الجنوب
أما المرحلة الثالثة فترجع إلى الحاج محيي الدين عبد القادر وفيها تم التوسعة داخل الجامع جهة الشرق.
له سـقف خـشبي مـسطح محمــول علــى 99 عمــودًا مختلفــة الأشــكال ویتكــون مــن مــستويين، المستوى العلـوي ذو صـفة بنائية عالية لتحمـل البنـاء، ويتكـون مـن كتــل خشبية ضــخمة، أما المستوى الــسفلي بــه زخــارف موشــاة بالــذهب.
وللمسجد سـتة مـداخل يختلـف كـل منهـا عـن الآخـر وتزين واجهاتهـا بزخــارف من الطوب المنجــور، ويتوســط المــسجد صــحن، وتقع الميضأة في الناحية الغربية منه ولها مظلة مرفوعة على 12 عامود.
شملت أعمال ترميم الجزء الغربى من المسجد "والذى نعرض صورها الآن فى حالة سيئة" كما أعلنت وزارة الآثار وقتها تدعيم أساسات المسجد والمباني والأرضيات والقباب وعزلها بنفس المواصفات الفنية والأثرية وأعمال النجارة والميضأة ودورة المياه وأعمال الكهرباء وأعمال الترميم الدقيق للمنبر ودكة المبلغ واللوحات التأسيسة، وأعمال الهندسة الإلكترونية. بتكلفة 17 مليون جنيه للجزء الغربى فقط.
وأكد الدكتور محمود درويش، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنيا ومدير منطقة آثار رشيد الأسبق فى تصريح صحفى للمواقع الإخبارية فى 23 يناير 2021 أن ما حدث فى مسجد زغلول الأثري، هو "الجريمة مكتملة الأركان".
موضحًا أن ترميم المسجد تم بشكل خاطئ مما ترتب عليه تهديد فادح لأثرية المسجد على حد قوله، وأهم هذه الأخطاء يتمثل في تغيير معالم المئذنة بالكامل، وإزالة الأحجار الأثرية واستبدالها بأحجار جديدة لا تناسب الأثر، ولم يتبق من العناصر الأثرية للمسجد إلا دكة المبلغ".
وكذلك ما تم من عملية رفع كل الأعمدة الأثرية للمسجد ونقلها إلى المخازن مع وضع مكانها أعمدة حديثة لا علاقة لها بالأثر، علاوة على إفساد محراب المسجد بالكامل وطلاؤه بألوان زاهية لا تتناسب مع طبيعة الأثر، وهو أمر يتضح بمجرد النظر إلى الصور ومقارنة الصور القديمة بالحديثة.
ويستغيث الأستاذ إكرامى بشير من القاطنين بجوار المسجد بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان لإنقاذ المسجد بعد سوء حالته بعد مرور أربعة سنوات فقط من أعمال الترميم وملاحظات الدكتور محمود درويش بأن الترميم جريمة مكتملة الأركان وأرسل إلى الحملة صور المسجد تتحدث عن نفسها.
وتهيب الحملة بوزارة السياحة والآثار ووزارة الأوقاف بتشكيل لجنة من الآثاريين والمهندسين وإخصائى الترميم الدقيق لمعاينة حالة المسجد وسرعة وضع خطة للترميم مع محاسبة المسئول عن إهدار المال العام فى الترميم السابق من أصغر موظف إلى أكبر مسئول.