كن واحد من ثلاث وإياك والأحمق
بقلم : ندا محمود حماد
اعلم أن الناس أربع :
رجل يعلم ويعلم انه يعلم فذلك العالم فاتبعوه .
ورجل يعلم ولا يعلم انه يعلم فذلك الغافل فنبهوه .
ورجل لا يعلم ويعلم انه لا يعلم فذلك المتعلم فعلموه.
ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذلك الأحمق فاجتنبوه.
لذا علينا جميعا أن نعى جيدا فى أى مرحلة نحن ولأى نوع من الأربعة ننتمي حتى نستطيع أن نحقق أهدافنا وأن نصل لحل مشاكلنا بشكل واعى وشكل مدروس .
فعندما تكون فى خانة المعلم عليك بتقوى الله والإلمام بكل نواحي العلم الذي تنقله بشكل شامل ومتطور وتطلع على مستحدثات هذا العلم حتى يخرج من تحت يدك جيل قادر على نفع نفسه ومجتمعه.
وإن كنت فى خانة الغافل فعليك بالتواضع وترك المجال لمن يساعدك بأن يوجهك لما فيه خيرك ومصلحتك ولا تكن عنيدا ولا مكابرا.
وإن كنت فى خانة المتعلم فعليك بالتأدب في حضرة معلمك والوعي بأن العلم هو ما سيرتقب بنفسك وفكرك من الظلمات والتخبط والعبث ، فاترك لمعلمك المجال ليكون إشارة الضوء الحقيقية الهادية لك فى ظلمة صحراء الجهل .
أما لو صادفت أخطر نوع وهو الأحمق فعليك أن تجتنبه فلا علم عنده ولا نصح ولا تواضع ولا فهم وستجده متطفل وحشرى ويدس بأنفه في حياة الجميع مخربا وناشرا لأفكاره السلبية الهدامة .
الحياة رحلة فيها محطات مختلفة من السعادة والحزن ، من النجاح والاخفاق من الصحة والمرض ، من البسمة والدموع
ولكل محطة هاديها ومرشدها .
والإنسان السوي هو من يعلم متى يكون العالم ومتى يكون المتعلم ومتى عليه أن ينتبه من غفلته لينعم بحياة حقيقية فليست هناك حياة سعيدة طوال الوقت
بلا مشقة وربما العثرات تعطي طعمًا للحياة ، إن تعلم الإنسان من أخطاءه
وإن إعتبر تجاربه خطوات في طريق تحقيق أهدافه .
يقول الفيلسوف الهندي المتصوف
أوشو:
"كل ما في الوجود يرقص باستثناء الإنسان ، الوجود كله في حالة استرخاء الاشجار تزهر وتثمر ، الطيور تحلّق في أعالي السماء ، الأنهار تنساب نحو مصبها
النجوم تسطع ، كل شيء يبدو وكأنه في قمة الاسترخاء لا أحد مسرعاً ، لا أحد ملحاً
لا أحد قلقاً إلاّ الإنسان هل الإنسان ضحية عقله ؟
لذا على الإنسان أن يتفكر فى أهدافه بشكل سليم وواعى وأن يعمل على زيادة قدراته وإمكانياته بالعلم والبحث .
فهناك أنواع من البشر تتطلع وفقط دون امكانيات ودون وعي ، هم فقط ناقمين ومتطلعين لما فى يد غيرهم .
وهناك نوع أخر فارغ لا يشغله شئ إلا اللهو وفقط لا ينفع المجتمع بأى شئ بل أنه يأتي
ويذهب وكأنه لم يوجد أصلا .
ولننجح في الحياة علينا أن نعي جيدًا
أن الله عز وجل خلقنا لغاية ولسبب للعبادة ولإعمار الأرض .