رحلة أحفاد الحضارة المصرية إلى شارع المعز لدين الله الفاطمي
كتب د. عبد الرحيم ريحان
فى إطار خطة فريق أحفاد الحضارة المصرية ورئيسه الآثارى محمد حمادة فى تنظيم رحلات سياحية مجانية لطلاب الإرشاد السياحى والآثار والتاريخ بهدف الوعى الأثرى والسياحى وتنشيط حركة السياحة الداخلية والدولية لسعادة الزائر الأجنبى بوجود المصريين بهذه المواقع حيث تؤكد له أن مصر آمنة والمناخ السياحى مهيأ لاستقبالهم، وتم ذلك فى خلال إسبوعين رافقهم فيها المرشد السياحى شريف حجازى والآثارى محمد حمادة رئيس الفريق والآثارية ريم جمال مقرر فرع القاهرة بفريق أحفاد الحضارة المصرية وأفادنا الآثارى محمد حمادة بهذه المعلومات عن آثار شارع المعز لدين الله الفاطمى من خلال شرح المرشد السياحي شريف حجازي.
«مجموعة قلاوون»
ثاني أجمل أضرحة العالم في قلب القاهرة
تقع مجموعة قلاوون بمنطقة النحاسين بشارع المعز لدين الله الفاطمي في الجزء المعروف ببين القصرين، وتضم مسجد ومدرسة وخانقاه (مباني تعبد الصوفية)
البناء شبه مربع الشكل، يتوسطه صحن مفتوح يضم 4 أروقة، أكبرها رواق القبلة ويتوسطه المحراب الذي تسبقه قبة وتعتبر مئذنة مسجد «قلاوون» أضخم مئذنة بنيت في مصر، كما أن قبة دفن السلطان من أجمل القباب الباقية بالقاهرة واستخدمت أيضاً كخزانة للكتب، بالإضافة إلى مدرسة لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة، وإقامة الصلاة.
مدرسة وقبة الصالح نجم الدين أيوب
واحدة من أهم المنشآت المعمارية الباقية من العصر الأيوبي، تقع في منطقة بين القصرين من شارع المعز لدين الله. عُرفت بالمدرسة الصالحية حيث بدأ في إنشائها السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب في عام 641هـ/ 1243م.
تعد هذه المدرسة هي الأولى من نوعها لتدريس المذاهب السنية في مصر حيث أنشئت لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة بدلًا من المذهب الشيعي الذي كان يدرسه الفاطميون من قبل، وكان لكل مذهب مكان خاص بداخل المدرسة.
جامع ومدرسة الناصر محمد بن قلاوون
تقع هذه المدرسة في شارع المعز لدين الله (بين القصرين)، بين قبة السلطان قلاوون ومدرسة برقوق، بدأ السلطان العادل زين الدين كتبغا بإنشائها في العصر المملوكي البحري عام 695هـ/ 1296م، وأكمل البناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون فيما بين عامي 698 – ٧٠٣هـ/ 1298- 1303م.
ولم يتبق من المدرسة سوى إيوانين: الشرقي بمحرابه الجصي النادر، والإيوان الغربي بشباكه الجصي الدقيق، وتتميز المدرسة بواجهة جميلة من الحجر المزين بالزخارف، ومدخل من الرخام الأبيض كان موجود في إحدى الكنائس في مدينة عكا في فلسطين.
والقبة الضريحية على يمين الداخل من الباب وهي محاطة من الداخل بالخشب المزين بالزخارف والألوان المذهبة، وفي هذه القبة دفنت الأميرة أصلباي والدة الناصر محمد وابنه أنوك.
وإلى جوار القبة أعلى الباب تتقدم المئذنة المربعة، وهي تتميز بزخارفها الأندلسية الساحرة، والتي تحمل مجموعة كبيرة من النقوش والكتابات.
قصر بشتاك
أنشأه الأمير سيف الدين بشتاك الناصري عام 740هــ -1339م، وكان مملوكًا للسلطان الناصر محمد الذي اشتراه بعد أن أوصى تاجر الرقيق بشراء مملوك يشبه أبو سعيد بهادر خان ملك التتار، تقلد عدة مناصب إلى أن وصل لمنصب كاتب لسر السلطان، الأمر الذي جعله يحظى باحترام الناصر قلاوون، فقام بتزويجه ابنته، كما تولى منصب جمدار (المسئول عن ملابس السلطان) لذا نجد رنك بقجة (رمز) على منشآته، وكانت المنافسة شديدة بينه وبين الأمير قوصون الساقي، وانتهت بالقبض عليه وقتله بالسجن عام ٧٤٢هـ.
كان يسكن القصر قديمًا الأمير بدر الدين بكتاش، ثم اشتراه فيما بعد الأمير بشتاك من الورثة، وقد أضاف الأمير بشتاك للقصر المساحات التي كانت تحيطه، وبعد الانتهاء من البناء كرهه فقام ببيعه، ويلحق بالقصر مسجد الفجل وله مدخلان أحدهما يطل على شارع المعز لدين الله، والثاني يطل على درب قرمز، ويتكون القصر من طابقين، الأرضي به قاعة وإسطبل وغرفة الخدم، والطابق العلوي .
حمام إينال
بناه السلطان الأشرف إينال، السلطان الثاني عشر من الشراكسة، حيث تولى السلطنة عام 857هـ / 1453م وظل فيها حتى مرض وخلع نفسه في عام
865 هـ / 1460 م لابنه أحمد ثم توفى بعد هذا الخلع بيوم واحد وقد شيد هذا الحمام في عام 861هـ / 1456م حسب النص الموجود أعلى الباب الرئيسي أى قبل وفاة السلطان الأشرف إينال بأربع أعوام.
سبيل محمد علي
أنشأ السبيل محمد علي باشا والي مصر بين عامي 1805 – 1848، صدقة على روح ولده إسماعيل باشا الذي توفي في السودان عام 1822، وواجهة السبيل مكسوة بالرخام المحلى بنقوش وكتابات مختلفة، ومكونة من 4 أضلاع يغطي كل منها شباك نحاسي مصبوب فيه رسوم بيضاوية يتخللها توريق مختلف ومميز.
وكسيت هذه الأضلاع بالرخام من أسفلها إلى أعلاها، وحليت خواصر عقود الشبابيك بزخارف مورقة أقرب إلى الزخرف، وكل شباك يعلوه لوحة مكتوبة باللغة العثمانية
ويعلوها عقد داخله زخارف يغطى الجميع رفرف خشبي حلى بزخارف مذهبة.
مدرسة وخانقاة السلطان الظاهر برقوق
أنشأها السلطان الظاهر برقوق ما بين عامي ( 786-788ھ/1384-1386م) وتقع هذه المجموعة بشارع المعز لدين الله وتتوسط أحد أكبر مجموعات التراث المعماري في العالم. للمنشأة وظائف خيرية دينية، حيث كانت تستخدم كمدرسة لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة ومسجد وخانقاه للصوفية، وبها قبة ضريحية دُفن بها والده وعدد من زوجاته وأبنائه.
تتكون المدرسة من صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات أكبرهم الإيوان الجنوبي الشرقي الذي يحتوي على محراب رخامي ومنبر خشبي وكرسي المصحف ودكة المبلغ. كما ألحق بالمنشأة وطبقات للصوفية وغرف للطلبة ومطبخ ودورة مياه وحظيرة للدواب كمنشأت خدمية للمدرسة. ويعلو واجهة المدخل مئذنة قمتها على الطراز المملوكى، تعد المنشأة تحفة معمارية رائعة بكل ما فيها من عناصر معمارية وزخرفية. ويميز المنشأة النصوص الكتابية النسخية التي تحتوي على آيات قرآنية، واسم المنشيء وتاريخ الإنشاء، كما تتميز أيضًا بالتكسيات الرخامية الملونة وسقف إيوان القبلة بزخارفه الرائعة.
بيت السحيمي
يقع في حارة الدرب الأصفر في منطقة الجمالية، ويعد من أجمل بيوت مدينة القاهرة، أقام هذا البيت الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي في سنة 1058هـ/ 1648م، وأنشأ القسم الثاني منه الحاج إسماعيل جلبي في سنة 1211هـ/ 1796م، وقام بدمجه بالقسم الأول ليصبح بيتًا واحدًا وعُرف البيت بالسحيمي نسبة إلى آخر من سكنه الشيخ السحيمي وهو من كبار علماء الأزهر وشيخ رواق الأتراك في العصر العثماني، وفي سنة 1349هـ/ 1931م باع ورثة السحيمي هذا البيت إلى لجنة حفظ الآثار العربية بمبلغ ستة آلاف من الجنيهات.
يحتوي البيت على عدة مباني تطل على فناء واسع وحديقة خلابة بمجموعة من المشربيات الخشبية الرائعة، ويحتوي على مقعد كبير وقاعات استقبال فريدة من نوعها مجهزة بأثاث يمثل روح العصر الذي بني فيه.
ومن أهم العناصر الموجودة بالبيت كرسي الولادة، حمام، عدة آبار توفر المياه للبيت بالإضافة إلى ساقية مياه تستخدم لري الحديقة ومازال ترسها الخشبي موجودًا إلى اليوم، وطاحونة للحبوب تدار عن طريق ثور ومجموعة من الأواني الفخارية والحجرية لحفظ الحبوب.
سبيل سليمان أغا السلحدار
يقع عند مدخل حارة برجوان، وقد أنشأه سليمان أغا السلحدار، وهو أحد أمراء محمد علي باشا في عام
1255 هـ/ 1839م.
يطل المبنى على شارع المعز لدين الله بواجهته الرئيسية، وهي مبنية بالحجر وتنتهي من أعلى برفرف خشبي تزينه زخارف بارزة، يعلو باب الجامع لوحة تأسيسية من الرّخام، كما توجد لوحة أخرى على واجهة السبيل مكتوبتان باللغة التركية تسجلان تاريخ إنشاء الجامع واسم المنشئ.
جامع الأقمر
يقع الجامع بشارع المعز لدين الله، وأنشأه الخليفه الفاطمي الآمر بأحكام الله سنة 519هـ/ 1125م، وقد تولى أمر البناء الوزير المأمون البطائحي، وتم تجديده في عهد السلطان برقوق عام 799هـ/ 1397م على يد الأمير يلبغا السالمي.
تعد الواجهة الرئيسية للجامع واحدة من أقدم الواجهات الحجرية الباقية بمصر وقد اهتم المعمار ببنائها وزخرفتها بدخلات من عقود مشعة وعبارات شيعية أهمها تكرار كلمتي "محمد وعلي"، بالإضافة إلى كتابات بالخط الكوفي عبارة عن آيات قرآنية.
وظهرت براعة المهندس في تنسيق الواجهات لتتفق مع اتجاه الطريق، وكذلك مراعاة اتجاه القبله من الداخل.
وعند بناء المتحف القبطي في القرن العشرين تم تصميم واجهته على نسق واجهة الجامع مع وضع العبارات المسيحية والصلبان بدلًا من العبارات الإسلامية.
يتكون الجامع من صحن أوسط مكشوف يحيط به أربعة أروقة مغطاه بقباب ضحلة (قليلة العمق) أكبرها رواق القبلة، ويتوسط جدار القبلة محراب يعلوه لوحه تسجل التجديدات التي أجراها الأمير يلبغا السالمي.
سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا
يقع هذا السبيل عند تقاطع شارع المعز لدين الله مع شارع التمبكشية، شيده الأمير عبد الرحمن كتخدا القازدغلي سنة 1157هـ/ 1744م، وكان أحد قادة الجيش في العصر العثماني بمصر، وكان مهتمًا بتشييد العمائر المتنوعة بمدينة القاهرة.
يقع المدخل الرئيسي للسبيل بشارع التمبكشية على يسار الواجهة القبلية. يعلو باب الدخول لوحة كتابية عبارة عن أبيات من الشعر واسم المنشيء وتاريخ الإنشاء بطريقة حساب الجمل، كما يوجد أيضًا مساحة مربعة بداخلها دائرة بها كتابات لأسماء أصحاب الكهف أسفل طاقية العقد.
يتكون السبيل من غرفة التسبيل وهي مستطيلة الشكل لها ثلاث واجهات بكل منها شباك نحاسي يتقدمها ألواح رخامية من الخارج مخصصة لوضع كيزان الشرب لسقاية المارة، غُطيت جدران السبيل من الداخل بالبلاطات الخزفية ، والتي تنوعت زخارفها بين الزخارف النباتية العثمانية ورسم للحرم المكي، بالإضافة إلى الزخارف الكتابية ومنها "كلما دخل عليها زكريا المحراب"، "يا مفتح الأبواب افتح لنا خير الباب" وغيرها من الكتابات. يعلو السبيل كُتّاب لتعليم أيتام المسلمين القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
جامع الحاكم بأمر الله
يعتبر جامع الحاكم بأمر الله رابع أقدم المساجد الجامعة الباقية بمصر، وثاني أكبر جوامع القاهرة إتساعًا بعد جامع أحمد ابن طولون، أمر بإنشائه الخليفة العزيز بالله الفاطمي في سنة 380هـ /990م وتوفي قبل إتمامه فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله 403هـ/ 1013م |، ي قع الجامع حاليًّا بنهاية شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية بجوار باب الفتوح. حيث كان المسجد وقت تشييده خارج أسوار القاهرة القديمة التي شيدها جوهر الصقلي
ثم أصبح داخل حدود المدينة بعد أن قام بدر الجمالي (480هـ/ 1087م) بتوسعة المدينة وتشييد الأسوار الحالية.
مجموعة السلطان الغوري
تقع فى بداية الجانب الأيمن من شارع المعز لدين الله للقادم من ميدان العتبة متجهًا إلى سيدنا الحسين وهي مجموعة أثرية بالقاهرة مبنية على الطراز الإسلامي ترجع إلى نهاية عصر المماليك الجراكسة.
تضم المجموعة منشآت بنيت على جهتين متقابلتين بينهما ممر يعلوه سقف خشبي يقع بإحدى الجهتين مسجدًا ومدرسة كانت تدرس بها العلوم الشرعية بينما يقابلها في الجهة الأخرى القبة الضريحية وسبيل يعلوه كتاب وخانقاه للصوفيين ومنزل ومقعد وكان يوجد حمام أثري
ولكنه اندثر .
تم انشاء المجموعة بأمر السلطان الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردي الغوري الجركسي الأصل أحد حكام الدولة المملوكية خلال عصر المماليك الجراكسةوكان قبل أن يعتلي كرسي السلطنة أحد أمراء السلطان الأشرف قايتباي، وترقى في المناصب خلال عهد الناصر قايتباي والأشرف جان بلاط ثم العادل طومان باي، إلى أن بايعه أمراء المماليك مرغماً سنة 906هـ.
باب زويلة
تم بناؤه عام 1092م وهي آخر بوابة جنوبية متبقية من أسوار القاهرة الفاطمية، تسمى البوابة اليوم بشكل شائع بوابة المتولي، أمّا "زويلة" فهو اسم قبيلة في شمال إفريقيا.
الأبراج شبه دائرية، تحتوي أجنحتهم الداخلية على عقود مفصصة كزخارف وهو نموذج شمال أفريقي قدمه الفاطميون إلى مصر، يحتوي الدهليز الموجود على اليمين على فجوة نصف دائرية بعقود منحوتة بأناقة في كل زاوية وكانت البوابات ضخمة تزن أربعة أطنان، تحتوي البوابات اليوم على مئذنتين ، مفتوحتين للزوار يمكن من خلالها مشاهدة المنطقة ، وقد تم عمل الإضافة خلال القرن الخامس عشر الميلادي.