اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

سر إسلام جزر المالديف وقصة العفريت الذي غير مصير هذه الجزر الساحرة

 سر إسلام جزر المالديف وقصة العفريت الذي غير مصير هذه الجزر الساحرة





سر إسلام جزر المالديف

كتبت  - دكتورة ميرنا القاضي

مرشده سياحية وباحثة في علم المصريات والشرق الأدنى 


قبل مئات السنين، في أعماق المحيط الهندي، توجد جزر صغيرة تعرف بإسم المالديف. كانت هذه الجزر مأهولة بشعب يعيشون حياة هادئة وسلمية، يعتنون بالصيد والزراعةحيث كانت هذه الجزر تعيش في ظل عادات وتقاليد قديمة وأديان مختلفة.



في ذلك الوقت، كان هناك رحالة مغامر يُدعى أبي البركات البربري. كان رجلاً شجاعًا ومثابرًا، يسافر عبر البحار لاستكشاف الأماكن المجهولة. وفي إحدى رحلاته المثيرة، اكتشف جزيرة غامضة تطفو في أعماق المحيط.ظل أبي البركات مذهولًا من جمال هذه الجزيرة المدهشة كانت تضاريسها خلابة وأشجارها خضراء رائعة.





لا شك أن الصور الذهنية التي يخزنها الكثيرون في مخيلتهم عن

جزر المالديف هي تلك الشواطئ الذهبية والغابات الكثيفة بطبيعتها الجميلة ومناظرها التي تسحر القلوب والأبصار. 



لكن الذي يغيب عن أذهاننا هو معرفة تاريخ هذه الدولة بجزرها التي تفوق الاف الجزر وسكانها الذين لا يتجاوزون نصف مليون نسمة.



 فهي ليست مجرد وجهة سياحية فحسب، بل تحمل في طياتها قصة عظيمة عن انتشار الإسلام في هذا البلد البعيد.



فما قصة الإسلام في هذا البلد البعيد !! ومن يقف وراء نشر الدعوة الإسلامية في مثل هذه المناطق؟ومن هو أبي البركات هذا الذي يعرفه ويقدره ويكرمه كل سكان المالديف ، في حين لا نعرف نحن عنه شيئا؟

هل قصة إسلامهم بسبب عفريت قصة أم أسطورة؟ 



قبل أن نستعرض قصة انتشار الإسلام في جزر المالديف، دعونا نتعرف على الرحالة "أبي البركات يوسف  البربري"  (الأمازيغي) بحّار مغربي مسلم وحافظ للقرآن الكريم،ابتدأت رحلة أبي البركات في إحدى المدن المغربية، حيث كان بحار ورحاله لم يكن هدفه سوى استكشاف المجهول والكشف عن أسرار الأماكن التي لم تُزَور من قبل.





الذي وصل إلى جزر المالديف عام 548 هجريا، 1153م، وكان لذلك قصة أسطورية غريبة رواها الرحالة الشهير ابن بطوطة في رحلته الكبرى في القرن الرابع عشر الميلادي. في كتابه "تحفة النُظّار في عجائب الأمصار وغرائب الآثار"

وانه كان سببا في دخول سكان المالديف في الإسلام ليغير  مجرى التاريخ ويُحدث ثورة دينية في هذه الجزر الساحرة.



تبدأ قصة إسلام المالديف مع البحارة أبي البركات البربري الذي  كان يبحر بسفينة  التي تحطّمت به قبالة شواطيء إحدى جزر  المالديف وقذفته الأمواج إلى الشاطيء، فعالجه واعتنى به أحد الصيادين الذي جعله يمكث معه حينا من الزمن، حتى تعلّم لغة السكان الأصليين . 



وذات يوم، رأى أبو البركات الصياد وزوجته يبكيان بحرقة، وعلم منهما أن القرعة قد وقعت على ابنتهما الشابة لتقديمها قربانا لوحش الجزيرة أو “جن البحر” كما يعتقدون، حيث اعتاد السكان أن يقدموا العفريت كل شهر فتاة جميلة بكر، فيأتي العفريت من ناحية البحر في صورة مركب مملوء بالقناديل ويأخذها مقابل ذلك يسلم سكان الجزيرة طوال الشهر من بطش هذا "الشيطان" الذي يهدد حياة سكان الجزيرة التي يعبد أهلها الأصنام.



حين عرف أبي البركات هذه القصة الغريبة وعرف سبب بكاء تلك العائلة التي وقع الاختيار على ابنتهم الوحيدة لتقدم قربانًا للآلهة، قال لهم إنه سيذهب هو بدلا من ابنتهم، وهو ما حدث بالفعل، حيث توضأ أبي البركات ودخل إلى بيت الأصنام وبدأ يتلو القرآن الكريم حتى الصباح، فلم يصب بأذى. وهو الأمر الذي كان غريبا لدى السكان الأصليين. وأعاد الشاب الكرة ثلاث ليال فذهب العفريت ولم يعد في الليلة الرابعة تخلص منه  ويروي ابن بطوطة ” ..كيف تعجب الناس حينما رأوا أبي البركات حيًا في الصباح فأخذوه إلى ملكهم: “فمضوا به إلى مَلِكِهم، وكان يسمى (شنورازا) وأعلموه بخبره، فعجب منه، وعرض عليه المغربي أبو البركات البربري الذي  الإسلام ورغّبه فيه، فقال له الملك: أقم عندنا إلى الشهر الآخر، فإن فعلت كذلك ونجوت من العفريت أسلمتُ.




وتكرر الأمر ثلاثة أشهر، ونفذ الملك كلمته 

إذ أسلم الملك شَنورازة سلطان المالديف على يد أبي البركات، وتبعه مواطنوه الذين كانوا يدينون بالبوذية وبنى السلطان مساجد ومدارس لتعليم الناس دينهم الجديد الذي دخلوا فيه جميعا وأقام المغربي عندهم معظم عمره .



وفي قلب العاصمة المالديفية يوجد قبر "أبي البركات يوسف البربري"الذي انتهت إحدى رحلاته في واحدة من الجزر المالديفية البالغ عددها عشرة آلاف و87 جزيرة.



ويروي ابن بطوطة عن المسجد الواقع في العاصمة ماليه قائلا "وقرأتُ على مقصورة الجامع منقوشا في الخشب: أسلَمَ السلطان أحمد شنورازة على يد أبي البركات البربري المغربي. وجعل ذلك السلطان ثلثَ مجابي الجزر صدقة على أبناء السبيل، إذ كان إسلامه بسببهم".



ورغم أن الإسلام دخل المالديف متأخرا عبر التجار العرب في المحيط الهندي بحلول القرن الثاني عشر، فقد كان هذا التحول أهم نقطة في تاريخ البلاد الذي يعرفه المالديفيون المعاصرون.



وكان التجار العرب سببا كذلك لتحول سكان في ساحل مالابار (الشاطئ الجنوبي الغربي من أراضي شبه القارة الهندية) للإسلام منذ القرن السابع الميلادي، وأصبحت بلاد السند والبنجاب (باكستان حاليا) مسلمتين منذ وصلتهما جيوش الفتح بقيادة محمد بن قاسم الثقفي في المدة الزمنية نفسها تقريبا، بينما ظلت جزر المالديف مملكة بوذية لمدة خمسمئة عام حتى اعتناق الإسلام.وكانت اللغة العربية من الناحية التاريخية هي اللغة الرئيسة للإدارة هناك، بدلا من اللغتين الفارسية والأردية المستخدمة في الدول الإسلامية القريبة.



في جزر المالديف، يعتبر الإسلام جزءًا لا يتجزأ من هوية الشعب وثقافته. يعود تاريخ اعتناق سكان المالديف للإسلام إلى القرن الثاني عشر، حينما قدم التجار والبحارة العرب إلى هذه الجزر . ومنذ ذلك الحين، اعتبر الإسلام شرطًا أساسيًا للحصول على المواطنة المالديفية.فلا يوجد مالديفي غير مسلم في الاف الجزر الصغيرة الساحرة.




تشكل "الشريعة الإسلامية" في المالديف موقعًا مهمًا في حياة الناس وثقافتهم. تُعرف في لغة المالديف باسم "الساريتو" تُطبق هذه الشريعة في جميع جوانب الحياة، بدءًا من المظهر والأخلاق وصولًا إلى التجارة والقضاء. يُمكن رؤية آثار هذه التطبيقات في كافة جوانب حضارة المالديف.



 وصف ابن بطوطة تجربته في المالديف

 الذي تجدها منقوشة على لوحة جدارية بجانب الجامع الكبير في عاصمة المالديف

 ماليه.

google-playkhamsatmostaqltradent