جنحة الضرب في القانون المصري

 بيوت الأزياء العالمية تنسب تصميمات مصرية قديمة لنفسها في ندوة "لقطات من روائع المصري القديم" 

كتب د. عبد الرحيم ريحان

أكدت الباحثة الآثارية الأستاذة ناجية نجيب فانوس مدير عام سابق بالمتحف المصرى أن بيوت الأزياء العالمية تقوم بسرقة التصميمات الفريدة للمصرى القديم ونسبها لنفسها وخاصة طريقة تنفيذ الثنايا الرفيعة (البليسيه) وأيضًا الألوان والخطوط الملونة والإطار الخارجي للزى المسمي (كنار) بالإضافة الي وجود خامة جلد الفهد وظهورها في ملابس الكهنة واستخدام الفراء واستخدام الألوان المستخرجة من النباتات الطبيعية وإضافة الخرز الملون بطريقة أبهرت العالم من دقتها

جاء هذا فى ندوة (لقطات من روائع المصرى القديم) التى عقدت بمقر النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر مساء أمس 5 أغسطس الجارى تحت رعاية المفكر الكبير الأستاذ الدكتور علاء عبدالهادى، رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، والتى نظمتها لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر برئاسة الكاتب والأديب عبدالله مهدى وتحدث فيها كلًا من الدكتور الحسين عبدالبصير مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية والأستاذة ناجية نجيب فانوس مدير عام سابق بالمتحف المصرى والأستاذ فرنسيس آمين باحث أثري ومرشد سياحي 

وقدّم الكاتب والأديب عبدالله مهدى إطلالة مبدعة عن الأدب في مصر القديمة والذى أثبت للجميع البعد الإنسانى والفكرى للحضارة المصرية القديمة وألقى جزءًا من النشيد الكبير لإخناتون وبدأ بتقديم الباحثة والآثارية ناجية نجيب فانوس مدير عام سابق في المتحف المصرى اولتى تحدثت عن الأزياء فى مصر القديمة وصناعة النسيج وصبغ الملابس بالألوان واستخدام الكتان ومدى أناقة وتميز الأزياء المصرية القديمة

كما تحدثت عن ملابس الملوك وما يسمي بالنقبة والتي أطلق عليها المصري القديم اسم (شنديت) وتطورها وإضافة أحزمة وقطع أخرى تبرز أناقتها وكذلك القميص والحرملة والعباءة كشفت عن مدى أناقة المصريين منذ عصور ما قبل التاريخ حتي العصر البطلمي وذلك بأدلة تاريخية وذلك من خلال صور ومناظر الحياة اليومية في المقابر المصرية القديمة، وعرضت نماذج مصورة للملابس الملكية وملابس رجال الدين وملابس الملكات وملابس الفلاحين، وتطرقت لاستخدام المصرى القديم جلود الحيوانات وبخاصة النمر فى ملابسه

ثم ألقى الكاتب عبدالله مهدى مقطوعتين شعريتين فريدتين تؤكدان رقة إحساس المبدع المصرى القديم وعشقه للحياة ( المرأة والطبيعة ) تقول الحبيبة لحبيبها :-

( حبيبي كم يحلو لى أن أرحل، أن أنزل إلى النهر وأستحم أمامك، إنى أتركك تشاهد جمالى، وأنا في سروالى المصنوع من الكتان الملكى) وذلك لإظهار ملابس الكتان ورقتها فى مصر القديمة

ثم تحدث عالم المصريات الشهير والروائى الدكتور الحسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية عن عظمة ملكات مصر القديمة ودورهن فى السياسية والدبلوماسية والحرب والسلام علاوة على قيمتهن كمنبع للحب والجمال

وأشار الدكتور الحسين عبد البصير إلى أن المرأة فى مصر القديمة كانت مقدسة ومكرمة ومحترمة المقام للغاية فلولا المرأة ما كانت مصر القديمة؛ فالمرأة المصرية هي رمانة الميزان ومركز الدفع والتحفيز على العمل والإبداع وشحذ الهمم والطاقات لدى رجال مصر العظام، وسبقت مصر العالم في احترام المرأة ومنحها حقوقها كاملة، وتمتعت المرأة في مصر القديمة بمكانة عالية وحظيت بحقوق كثيرة لم تحظِ بها مثيلاتها في العالم القديم، بل في العصر الحديث إلا منذ فترة قريبة، وكان دور المرأة في مصر القديمة كبيرًا ومهمًا للغاية؛ وكانت مساوية للرجل، ومشاركة له في الحياة، وملازمة له في العالم الآخر.

وأضاف بأن المرأة المصرية القديمة هي سيدة مجتمعها، ووصلت لأعلى درجات التقدير فيه، وكانت خير رفيق للرجل في الدنيا والآخرة، وتميزت بالسبق والإبداع والتميز في مجالات عدة. وحملت العديد من الألقاب سواء في البيت أو في القصر أو المعبد أو في المجتمع، وشجع المجتمع المصري القديم على الزواج ونصح الحكماء بالإقدام عليه في سن مبكرة، وكانت المرأة المصرية القديمة سيدة في بيتها. وتنوعت أدوارها في مجتمعها منذ بداية الحضارة المصرية القديمة.

وأوضح الدكتور الحسين عبد البصير أن المرأة فى مصر القديمة حملت من الألقاب ما يدل على ذلك مثل لقب "نِبت بر" أي "سيدة البيت"؛ مما يدل على عظم المكانة والتقدير الذي حظيت به في بيت زوجها. فكانت تقوم بأعمال بيتها وتساعد زوجها في عمله مثل العمل في الحقل وأعمال الزراعة وعمل السلال والحصر وتربية الماشية والطيور وطحن الحبوب وتجهيز العجين وخبز الخبز والفطائر في الفرن وصناعة الجعة وورش النسيج. وكانت تعمل كمربية للأبناء والبنات في بيوت كبار رجال الدولة والملوك. وكانت أيضًا تعمل في المعابد

ومنذ عصر مبكر حكمت المرأة المصرية القديمة البلاد بانفراد مما يدل على عظمة الشخصية المصرية ومدى تحررها وانفتاحها والسماح للملكات بأن يعتلين عرش مصر مثل الرجال. وكان إسهامها في ذلك لا يقل عن إسهام الرجل. وكان دور بنات الملوك مهمًا وحلقة وصل في سلسلة تتابع الملوك على العرش؛ نظرًا لما يجري في عروقهن من دم ملكي، وكان لمن يتزوجهن الحق في أن يصبح حاكمًا على مصر. ويوضح ذلك دور الملكات المصريات الرائد وعظمتهن في انتقال الحكم، وفي تكوين ملوك مصر العظام.

كانت علاقة المرأة قوية وقائمة على الحب مع زوجها وكانت محل تقدير أبنائها. وصُورت المرأة واقفة إلى جوار زوجها في حجم مقارب لحجمه. وتطوق جسده بذارعها، وتضع يدها اليمنى أسفل صدره، وتلامس بيدها اليسرى ذراعه الأيسر في حنان وحب واضحين. ويحمل هذا التصوير الفني مغزى حضاريًا معاصرًا يعبر عن قمة الحب والتراحم والحنان والتواصل بين الرجل والمرأة في المجتمع المصري القديم. ويمثل الزوج في صورة إنسانية كزوج محب لزوجته وشريكة كفاحه.

وتحدّث الباحث والآثارى فرنسيس أمين عن الأقصر وجمالها وتسجيله فوتغرافيًا كل ما تضمه هذه المدينة التاريخية العريقة وعرض صورًا نادرة للأقصر في الندوة لم تعرض من قبل وتحدث عن أسرة عبد الرسول الشهيرة كما أكد مدى ارتباط خفير الأثر روحيًا ووجدانيًا وعقليًا بهذا الأثر ، وقدم نماذج لخفراء ارتبطوا بما كانوا يحرسونه من أثار وهم على فراش الموت

وفى نهاية الندوة كرّم الكاتب عبدالله مهدى المحاضرين بشهادات تقدير كما كرّم الإعلامية المبدعة منال رضوان لدورها في نشر الوعى بالحضارة المصرية القديمة .