الطبيب والفدائي المصري
أحمد عبدالحي
وحكايات من زمن فات
بقلم : أحمد عادل شاكر
"اقبضوا عليه حيا أو ميتا"
عبارة تصدرت منشورات المخابرات البريطانية عام 1919 لملاحقة واحدٍ من أخطر أبطال الجهاز السري لثورة 1919 قد لا يعرفه الجيل الحالي، ولا السابق وربما الأسبق، ولكن دائما في إستحضار الماضى تخليدا لمن تركوا الأثر الطيب لنتعلم من كفاحهم وتضحياتهم الكبيرة .
انه الطبيب والفدائي المصري
أحمد عبدالحي كيرة ( 1896 - 1936 ) الشاب ذو 38 عاما آنذاك وواحدٍ من الشباب الوطني الفدائي الذي أفنى عمره في سبيل الوطن بدون مساومة .
قام بالكثير من العمليات الانتقامية ضد الاحتلال البريطاني أثناء ثورة 1919 اثناء دراسته بكلية الطب كان يخدع الجميع بعدم إهتمامه بالسياسة وكرهه للوطن وانتمائه للمحتل البريطاني
حتى أنه لم يشترك مع زملائه في ثورة 1919 وكان يفتعل الخلافات معهم
حتى ان زملاءه لقبوه بأنه الإبن المدلل للسير إدموند اللنبى
( المندوب السامى البريطانى ) أنذاك.
وتمكن عبد الحي كيرة من اتقان دوره واستحوز على ثقة مدير مدرسة الطب الدكتور كيتنج والذي كان لا يفتح ابوابه إلا لعبدالحى كيرة، ويسمح له في أي وقت ان يفعل ما يشاء في غرف الدراسة والمعامل .
لكن عبد الحي كان يدخل معامل المدرسة ويأخذ منها مواد تستعمل في تركيب المتفجرات، ويضعها في أنابيب ويسلمها إلى اللجنة المختصة بصنع القنابل ونفذ مع زملائه الفدائيين عمليات لاغتيال جنود وضباط وسياسيين انجليز .
أجاد أحمد عبد الحى كيرة التنكر والتخفي والتحدث بلغات مختلفة، إلا أنه اكتشف أمره عام 1924 وخوفا عليه قام زملاؤه من قيادات الجهاز السري للثورة بتهريبه إلى ليبيا ومنها إلى إسطنبول وظل مطاردا لسنوات طويلة ، وتصدرت عبارة
"اقبضوا عليه حيا أو ميتا"
منشوراًت جميع مكاتب المخابرات البريطانية في العالم ،ولكن عام 1936 بجوار سور إسطنبول القديم وجدوا جثة أحمد عبد الحى كيرة مقتولا بطعنة خنجر وملقى فى حفرة، لقد نفذت فيه المخابرات البريطانية حكم الإعدام دون محاكمة ليبقى مثالا للشباب الوطني بتضحياته وفدائيته .