الإشاعة وتأثيرها على القرار
بقلم : السيد عبد الحي
الإشاعة هى خبر أو مجموعة أخبار كاذبة تنتشر بسرعة كبيرة في المجتمع بشكل عام أو في مجموعة خاصة كالشركة أو العائلة.
ومن أسباب التأثير المباشر للاشاعة دقة مصدرها في دمج بعض الحقائق مع الأخبار الكاذبة لتعزيز معدلات التصديق لها
وأيضا الإستعداد النفسي للقبول
مثل رفض بعض الأوضاع الاقتصادية وبالتالى تقبل أى أخبار زائفة ونشرها .
ولا شك أن مفهوم الاشاعة أكبر بكثير من استيعاب الكثيرين فقد تكون الاشاعة لاضعاف الوضع السياسي أو الاقتصادي
أو تكون لزعزعة الاستقرار بكافة انواعه أو تحقيق هدف محدود مثل إلغاء قرار يضر مصدر الاشاعة .
ومن ذلك نستطيع أن نحدد التأثير الكبير للاشاعة على كفاءة القرار عبر وضع عراقيل أو عدم التعاون مع الحكومات وأحيانا الضغط لإلغاء القرار وتجاهل بيان حسب أهمية القرار وتأثيره المباشر وغير المباشر على كفاءة الدولة والمواطن .
وتتعدد أنواع الشائعات لكن يمكننا توضيح أهم أنواعها فيما يلي :
الإشاعة الزاحفة
وهى تناقل الأخبار الكاذبة ببط وفي سرية نسبية لزيادة القناعات بصدق الإشاعة مما يؤدي إلى نتائج سلبية عند تحولها من السر إلى العلن .
إشاعة العنف
وهى من أخطر أنواع الإشاعة بغض النظر عن مصدرها لانها تسيطر على مجموعة كبيرة في وقت قصير ويستهدف هذا النوع التعامل مع العواطف والأحاسيس وتستهدف شحن مجموعات معينة.
وعادة يستهدف مصدر الاشاعة بث الفوضى أو العشوائية أو التغطية الإعلامية المضللة لكسب الوقت .
الإشاعة المتجددة أو الغائصة
وهى الإشاعة التي تظهر على فترات مختلفة وتتجدد مع إعادة الظروف المحيطة بالاشاعة أول مرة مثل إشاعة رفع اسعار سلع أو خدمات .
وهذا النوع يعتبر من المؤثرات الخطيرة التي تؤثر على كفاءة الحكومة والدولة .
مثلا إشاعة رفع اسعار السلع يؤدي إلى تخزين السلع وبالتالي زيادة الطلب الأولي ورفع الأسعار تلقائيًا مما يدعم الإشاعة رغم أنها أخبار زائفة .
والإشاعة بوجه عام لاتحقق أهداف مصدرها إلا في حالات معينة منها :
نقص المعلومات
عدم الرضا أو عدم الثقة في القرار
حالات الطوارىء والقرارات السريعة
إنتشار الفساد
الحروب والازمات .
ومن ذلك يتضح لنا خطورة الاشاعة في التأثير على المعنويات والتأثير المباشر على الدولة والمواطن .
وتسعى الحكومة المصرية للسيطرة على الإشاعات المغرضة عبر نشر بيان رسمي على العديد من القنوات لنفى الإشاعة تلقائيا لزيادة الوعي الوطني والسيطرة المبكرة على خطورة الإشاعة.
وأتمنى أن يكون درس الإشاعة وتأثيرها وطرق التعامل معها أحد المواضيع الدراسية الأساسية التي يدرسها أولادنا فى تعليمهم الاساسى لنبني جيلِ قادرا على تقييم الخبر والتفريق بين الخبر الصحيح والإشاعة.