زيارة فريق أحفاد الحضارة المصرية لمعالم الإسكندرية الأثرية والسياحية
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
فى إطار خطة فريق أحفاد الحضارة المصرية برئاسة الآثاري محمد حمادة لتدريب طلبة الإرشاد السياحي والآثار والتاريخ على العمل فى مجال الإرشاد مجانًا لتيسير الحصول على رخصة الإرشاد وبرعاية ودعم حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان للفريق فى نشر الوعي الأثري والسياحي في ربوع الوطن بعمل سلسلة من المحاضرات أون لاين يحاضر بها المتخصصون في الآثار والسياحة وتنظيم سلسلة زيارات تعريفية للمواقع الأثرية والسياحية قام فريق أحفاد الحضارة المصرية بزيارة المعالم الأثرية والسياحية بمدينة الإسكندرية.
وقد زار الفريق عمود السوارب ومقابر كوم الشقافة وقلعة قايتباى ومتحف الإسكندرية القومي.
عمود السواري
ويشير الدكتور عبد الرحيم ريحان
رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية إلى أهمية عمود السواري وهو النصب التذكارى الروماني الذى يقع بمنطقة السرابيوم وقد شيد من قطعة واحدة من الجرانيت الأحمر، طوله 20,75م وقطره عند القاعدة 2,70م وعند التاج 2,30م والارتفاع الكلى للعمود بالقاعدة والتاج 26,85م.
وقد أطلق على عمود السواري في فترة الحروب الصليبية عمود بومبى وذلك لاعتقاد الصليبيين أن بومبى القائد الروماني الذى لجأ إلى مصر هربًا من يوليوس قيصر قد قتله المصريون ووضعوا رأسه فى جرة وضعت فوق العمود تأثرًا بما تم مع الإمبراطور الروماني تراجان حيث وضع رماد جثته فى جرة وضعت فوق عمود تراجان بروما.
وأما التسمية بعمود السواري فقد أطلقها المسلمون حين فتح مصر لارتفاعه الشاهق
وبخصوص تأريخ العمود فقد وجدت نقوش عديدة بقاعدة العمود تؤرخ لعصور مختلفة أقدمها نقش باسم سنوسرت الثاني من الأسرة الثانية عشر.
وهناك نقش بالجانب الغربي من القاعدة باللغة اليونانية غير مكتمل لـتآكل سطح القاعدة وهو مكون من أربعة أسطر ومن خلال ترجمته يتضح أن هذا العمود أقيم بعد قيام ثورة القائد الرومانى " أخيل"
فى الإسكندرية ولاقت ترحيبًا من الشعب الإسكندري مما أدى لقدوم الإمبراطور دقلديانوس إلى مصر وحاصر الإسكندرية ثمانية أشهر وأدت الثورة لدمار المدينة وتخريب منشئاتها.
وقد قام دقلديانوس بإعادة تنظيم المدينة فأشاد الشعب المصري بجهوده وأقاموا هذا العمود ونقشوا هذا النص عليه لتخليد أعماله، كما أن النص يشير إلى تمثال كان يعلو العمود للإمبراطور دقلديانوس.
مقابر كوم الشقافة
يوضح الدكتور ريحان أن المقابر تقع بحي كرموز غرب الإسكندرية والتسمية بكوم الشقافة ترجع لكثرة كسرات الفخار المكتشفة، أما كلمة الكتاكومب فقد أطلقت عليها لتخطيطها الرومانى وتعبر الكتاكومب عن المقابر الرومانية التى حفرها المسيحيون الأوائل في روما في أعماق الأرض، ومعنى كلمة كتاكومب الحفر فى الصخر.
وكشف عن المقبرة عام 1900 نتيجة تعثر أحد الحمير في سقف المقبرة وتتكون من ثلاثة طوابق منحوتة في الصخر تحت الأرض، وظهر بها خليط من الفن المصري القديم واليوناني والروماني.
يتم النزول إليها عن طريق سلم مكون من 99 درجة وبالمقبرة فتحات لإسقاط الجثث ويلقى من خلالها أهل المتوفى عليه النظرة الأخيرة قبل الدفن.
وهناك صالة تعرف خطأ بصالة كراكلا عثر بها على عظام عديدة كان يعتقد أنها عظام آدمية لأشخاص قتلوا في استاد الإسكندرية على يد كراكلا وبدراسة العظام عن طريق علماء الأنتثروبولوجى اتضح أنها عظام خيول، كما قامت بعثة آثار فرنسية بتصوير رسومات ونقوش حوائط المقبرة بالأشعة البنفسجية، ووجدوا من ضمن مناظرها منظرًا لعجلة ترمز للمعبودة نمسيس معبودة الانتقام ومن بعض وظائفها حماية الرياضة، مما يستنتج منه أن الصالة كانت مخصصة لدفن الخيول التى تشارك فى السباقات الرياضية.
وقد نحتت هذه المقبرة في الفترة من 69 إلى 96م واستكملت في عصر هادريان من 117 إلى 138م ويبدو أنها استخدمت حتى القرن الرابع الميلادى، ويعتقد أنها كانت لأحد الأسرات الثرية ثم تحولت إلى جبانة عامة.
قلعة قايتباي
وينوه الدكتور ريحان إلى أهمية قلعة قايتباي أشهر معالم الإسكندرية السياحية والتي تقع عند مدخل الميناء الشرقي من ناحية الغرب على نهاية الطرف الشمالي الشرقي من شبه جزيرة رأس التين بحي الجمرك، أنشأها السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي عام (882هـ -1477م)
موقع فنار الإسكندرية الذى تهدم أثناء زيارته الأولى للإسكندرية.
وأقيمت القلعة على مساحة 17550متر مربع وبنيت على هذه المساحة أسوار القلعة الخارجية واستحكاماتها الحربية وكذلك البرج الرئيسي والذي بني على أنقاض الفنار القديم، وأن البرج الرئيسي للقلعة بني من الحجر الجيري يرتفع 17م ويتكون من ثلاثة طوابق، وبني الطابق الأول على طراز المدارس المملوكية
ويضم المسجد وخرزة صهريج المياه وغرفة الطاحونة والممر الشرقي، ويتوصل للطابق الثاني عن طريق سلم حجري.
ويشتمل على ممرات تدور حول صحن الجامع ومجموعة من القاعات وسقاطة الزيت والشخشيخة (ملقف الهواء) ويحتوى الطابق الثالث على عدة ممرات تحتوي على 28 حجرة مربعة الشكل بها مزاغل السهام كما يحوي مقعد السلطان المطل على صحن القلعة.
متحف الإسكندرية القومي
وتابع الدكتور ريحان بأن متحف الإسكندرية القومي يقع بشارع فؤاد تقاطع شارع السلطان حسن المقابل لكلية طب الأسنان بمحطة الرمل، وكان المتحف قصرًا لأحد أثرياء الإسكندرية وهو تاجر الأخشاب أسعد باسيلي والقصر علي الطراز الإيطالي، وقد تم الانتهاء من بناء القصر عام 1928 وبلغت مساحته حوالي 4000متر مربع واستخدم الطابق الأرضي كمخبأ أيام الحرب العالميه الثانية.
أقام أسعد باسيلي في هذا القصر حتي عام 1954 ثم باعه بمبلغ 53 ألف جنيه ليكون مقرًا للقنصلية الأمريكية ثم اشتراه المجلس الأعلي للآثار بمبلغ 12 مليون جنيه وحوله إلي متحف تم افتتاحه أول سبتمبر 2003 يحتوى على مقتنيات جلبت من عدة متاحف منها المتحف المصري والمتحف الاسلامي والمتحف القبطي بالقاهرة والمتحف اليوناني الروماني والآثار الغارقة والآثار الإسلامية بالإسكندرية .
والقصر مكون من أربعة طوابق خصصت لعرض آثار العصور القديمة واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية والعصر الحديث كما يضم المتحف مقبرة بالطابق الآرضي، ويضم أكثر من 1800 قطعة أثرية .
وتلقى الآثارية سامية جمال من فريق أحفاد الحضارة المصرية الضوء على أهم مقتنيات المتحف ومنها تمثال يمثل الكاتب المصري ومجموعة من الأواني عثر عليها بهرم الملك زوسر، ومجموعة من التماثيل تعبر عن تحول الفن في عصر الدولة الوسطى من المثالية الى الواقعية كما يظهر ذلك بوضوح في تمثال الملك امنمحات الثالث .
كما يضم المتحف رأس للملكة حتشبسوت ورأس للملك اخناتون ومجموعة تماثيل لتحتمس الثالث والإله آمون والملك رمسيس الثاني ، علاوة على مجموعة من التماثيل لملوك العصر المتأخر ونموذج لمقبرة تضم مومياء ومجموعة توابيت وتمائم مختلفة .
وينفرد متحف الإسكندرية القومي بعرض قاعة خاصة للآثار الغارقة وتضم مجموعة رائعة من الآثار الغارقة التي تم انتشالها ويعرض القسم صورًا حية من عمليات الانتشال للتعرف على شكل وحالة الأثر قبل انتشاله ومن أهم القطع في هذا القسم ثمثال من الجرانيت الأسود لإيزيس وتمثال لكاهن من كهنة إيزيس ومجموعة من التماثيل والبورتريهات الرخامية لبعض آلهة الإغريق ومنها تمثال لفينوس إلهة الحب ورأس للإسكندر الأكبر .
القسم الثالث الآثار القبطية والإسلامية وآثار العصر الحديث، ويحتوي القسم القبطي على مجموعة أدوات كانت تستخدم في الحياة اليومية وهي أدوات معدنية من النحاس والفضة والبرونز ومجموعة من الأيقونات وهي لوحات خشبية يصور عليها موضوع ديني ومن أهمها أيقونة السيد المسيح والعشاء الأخير ومجموعة من النسيج القبطي من الكتان والصوف المزخرف بزخارف نباتية وحيوانية ومجموعة من الأواني الفخارية المستخدمة في الحياة اليومية.
وهناك قاعة للعملة تضم مجوعات من عصور مختلفة ومنها مجموعة عثر عليها تحت الماء في خليج أبي قير ومجموعة عملات ترجع إلى العصر البيزنطي والاسلامي، وتعرض مجموعة من الأسلحة التي تعود إلى العصر الاسلامي بالإضافة الى مجموعة من المعادن والزجاج والخزف التي ترجع إلى عصور إسلامية مختلفة .
وبه قسم حديث يضم مجموعة متنوعة من مقتنيات أسرة محمد علي من الفضة والذهب والمجوهرات التي كان يستخدمها أمراء وملوك الأسرة العلوية .
يفتح المتحف أبوابه للزوار من 9 صباحًا حتى 5 مساءً، أسعار الدخول 120 جنيه للمواطن الأجنبى، 60 جنيه للطالب الأجنبى، 50 جنيه للمواطن المصرى، 10 جنيه لطالب المصرى.
مع الأخذ فى الاعتبار أن الدخول مجانى لطلبة الآثار والسياحة والتاريخ بشرط إثبات ذلك بكارنيه الكلية.