اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

بالصور الإهمال يحول تكية أحمد أبو سيف بالقرافة إلى أطلال بعد سرقة الأبواب والنوافذ

 بالصور الإهمال يحول تكية أحمد أبو سيف بالقرافة إلى أطلال بعد سرقة الأبواب والنوافذ




كتب - د. عبد الرحيم ريحان

تصوير - محمد حربي


فى سلسلة رصد الإهمال فى الآثار الإسلامية التي تتبناها

 حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان

 وقد رصدنا الإهمال فى العديد من الآثار الإسلامية برشيد والمعرّضة للانهيار

 وما وصل إليه حال مسجد الأمير شيخو بشارع الصليبة بحى الخليفة

 وانطلقنا منذ أيام بقرافة المماليك لنرصد حالى ربع قايتباى والآن نرصد حال تكية أحمد أبو سيف أثر رقم 111 بمنشأة ناصر.




أنشأها أحمد بن محمد بن سيف الشهابي في العصر المملوكي الجركسي خلال القرن 9هـ/ 15م



 وتقع في شارع السوق بقرافة المماليك الشرقية بحي منشأة ناصر بمدينة القاهرة

ولم يتبق من التكية سوي بقايا السور الخارجي وجزء من الواجهة الرئيسية بالجهة الشمالية الغربية، بعد سرقة الباب الرئيسى والنوافذ وإغلاقها بالأحجار للتغطية على السرقات.



 منذ ثلاثة أيام ورغم إغلاق الباب بالحجارة تم إرسل صورًا حية ليستغيث بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية.



وقد رصدت الحملة من خلال الصور الحالة السيئة جدًا للتكية من الداخل نتيجة إهمالها لعدة سنوات دون التفكير فى المرور عليها ورصد حالتها الفنية ووضع خطة لترميمها وإعادة تأهيلها، والتكية مهدمة تمامًا من الداخل والأحجار متساقطة، الجدران والأكتاف مهدمة أحجار الأقبية متساقطة وأسفلها تجمعات لأحجار صغيرة وقمامة ويبدو أنها مأوى للثعابين، النوافذ والأبواب مسروقة وتم سدها بالحجارة، وبتعبير أدق التكية تحولت من أثر إلى خرابة لا علاقة لها بالآثار.





التكية

التكيّة كلمة تركية موازية للخانقاه والزاوية، وكلمة تكية بها عدة آراء، فقيل من الفعل «اتكأ» أى استند، خاصة أن معناها بالتركية يعنى الاتكاء إلى شيء للاسترخاء، أى مكان للراحة، وذكر المستشرق الفرنسى «كلمان هوار» أنها مأخوذة من «تكية» الفارسية بمعنى جِلد

وأن شيوخ الزوايا الصوفية كانوا يجعلون جلد الخروف أو غيره من الحيوانات شعارًا لهم.





وأصبحت التكية تؤدى الوظيفة نفسها التي كانت تقوم بها الخانقاوات وكانت مخصصة للمنقطعين للعبادة من المتصوفة، وخلال العصر العثمانى قامت بتطبيب المرضى وعلاجهم وهو دور تقوم به البيمارستانات فى العصر الأيوبى والمملوكي، وفى العصر العثمانى أهملت البيمارستانات وأضيفت مهمتها إلى التكايا

وبالتالى فهى تطور للخانقاه التى كانت في العصر الأيوبي، واستمرت وازدهرت في المملوكي، وتتشابه مع الخانقاه في إقامة حلقات الدروس للمتصوفة، لكن الدراسة في الخانقاه كانت إجبارية ويتولى مشيختها كبار العلماء والفقهاء وتمنح الدارسين إجازات علمية، أمّا التكية فلا إلتزام على المقيمين فيها، ولا تقام فيها فصول دراسة منتظمة، وإن لم يخل الأمر من محاضرات للوعظ والإرشاد وحلقات الذكر.



وبخصوص تصميم التكية يتشابه مع الخانقاه فى احتوائهما على صحن تحيط به إيوانات متعامدة تستخدم لعقد حلقات الدراسة فى الخانقاه، وفى أركان الصحن خلاوى الصوفية، أى الأماكن أو الحجرات السكنية الخاصة بهم.، أمّا التكية فهى من صحن مكشوف مربع تحيط به أربع ظلات

كل ظلة مكونة من رواق واحد، وخلف كل رواق توجد حجرات الصوفية ، وهذه الحجرات تتكون من طابق واحد أرضي

 أمّا فى الخانقاوات فقد تتعدد الطوابق لتصل إلى أربعة.



قرافة المماليك

تقع التكية بقرافة المماليك الشرقية

 بجوار طريق صلاح سالم، حيث قام سلاطين المماليك البحرية بإنشاء مقابر لهم هناك بالإضافة إلى المساجد الصغيرة، وفى العصر المملوكى الجركسى أنشأ السلطان الناصر فرج بن برقوق خانقاه بها فازدادت أهميتها، وتضم القرافة 36 أثر هى قبة طشتمر بشارع السلطان أحمد خلف مسجد قايتباى، خانقاه خوند أم أتوك بشارع السلطان أحمد، قبة الأمير تنكزيقا بشارع التنجيزى، الأميرة طولية بشارع السلطان أحمد تجاه خانقاة أم أتوك، يونس الدوادار بحارة خانقاة فرج بن برقوق ومقابر الشهداء، خانقاه فرج بن برقوق، قبة كزل (كركر) شارع السلطان أحمد، قبة بن غراب بحارة درب الساقية بجوار مدرسة قايتباى

قبة الوزير شاهين حارة سليمان المتفرعة من شارع الورشة بالقرب من قبة تنكزيقا منشأة ناصر، قبة جانى بك الأشرفى

 قبة خديجة أم الأشرف بشارع الوقاد جنوب قبة الرفاعى، خانقاه ومسجد الأشرف برسباى بشارع قبة الأشراف، قبة حسن نصر الله بجوار قبة أزرمك بشارع السلطان أحمد بقرافة قايتباى، قبة السادات الشناهرة

 قبة الأمير سليمان بشارع قبة الأشراف بالقرب من قبة عصفور، قبة برسباى البجاسى بشارع قبة الأشراف بالقرب من قبة عصفور وخانقاه فرج ابن برقوق

مسجد السلطان قايتباى، حوض السلطان قايتباى، ربع قايتباى، قبة الكلشنى

 قبة عبدالله المنوفى شرق جامع قايتباى سبيل قايتباى، باب قايتباى بشارع السوق مقعد قايتباى بشارع درب الساقية

 مجمع السلطان الأشرف إينال، واجهة مدفن مراد بك بشارع السوق بجوار سبيل قايتباى

قبة السبع بنات، قبة قانصوه أبوسعيد بشارع مقابر الشهداء، مدرسة الأمير كبير قرقماس قبة قرقماس شارع قبة الأشراف، قبة إزدمر شارع السلطان أحمد، قبة أزرمك بشارع العفيفى، تكية أحمد أبوسيف بجبانة قايبتاى بجوار خانقاه ومسجد الأشراف برسباى

 قبة عصفور داخل سور مع قبة برسباى البجاسى بشارع السلطان أحمد قرب مجموعة فرج بن برقوق، قبة الرفاعى جنوب غرب خانقاه فرج بن برقوق، قبة الخديو توفيق مدافن العفيفى طريق الأوتوستراد.





مطالب حملة الدفاع

وتطالب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بمعاينة التكية وعدد 36 أثر بقرافة المماليك لوضع خطة للترميم وإعادة التأهيل للموقع حتى يكون له مردود ثقافى وسياحى، فالمنطقة غير مدرجة على خارطة السياحة المحلية 

أو الأجنبية ولا يرتادها إلا الباحثون والعاشقون لآثار مصر، وذلك طبقًا لخطة الدولة فى الثمانى سنوات الماضية لحماية الآثار بكل روافدها من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث والنهوض بالسياحة طبقًا لمبادىء الدستور المصرى المادة 50 " تراث مصر الحضارى والثقافى، المادى والمعنوى، بجميع تنوعاته ومراحله الكبرى، المصرية القديمة والقبطية، والإسلامية، ثروة قومية وإنسانية، تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته، وكذا الرصيد الثقافى المعاصر المعمارى والأدبي والفني بمختلف تنوعاته

والاعتداء على أى من ذلك جريمة يعاقب عليها القانون.



 وتولى الدولة اهتمامًا خاصًا بالحفاظ على مكونات التعددية الثقافية فى مصر" وبالتالى فإن إهمال الآثار أو تركها دون ترميم وإعادة تأهيل هو إهدار لثروة قومية تمتلكها مصر ويجب حسن استثمارها لصالح الأجيال القادمة .

google-playkhamsatmostaqltradent