لم يرفع القلم بعد و " شبكة العنكبوت "
" شبكة العنكبوت "
بقلم الكاتبة / منال خليل
- تفاصيل الأيام أصبحت مُجهدة جدا على النفس والعلاقات والشؤون الخاصة شائكة مهترئة الأوصال والجميع في حالة ارتباك عاطفي وخوف من الإستمرار واللجوء للأنفصال بالنسبة للبعض هو أسلم الحلول
وبناء عليه، كثيرا ما يكون إصرارك و إجبار ذاتك على نسيان الأشياء وتلك العلاقات والمشاعر الجارحة كما لو أنها تلاشت أو لم تعبر طريق ومفارق حياتك لتبرأ من الأوجاع وتنجو من فخ شبكة العنكبوت التي كانت لك يوماً كهفا من الحب ،محاولة الهروب السريع من تلك الذكريات يجعلك تستحضرها بقوة عظيمة ومُضادة تماماً ..
و كأنهُ تم أستدعاؤها بقوة روحية غير معلومة.. فتشقى بها طويلاً وليس العكس .
- ونظل نسأل أنفسنا : هل تتَخفّف تلك الآلام والأسئلة التي تهلك الروح قليلاً من ذلك العبء القاتل الذي يتكئ على كاهل القلوب، إن غَيّرنا في أصل مُسمَيات الأشياء وفقاً لمزاجيات البعض لتبرير حماقات جائرة !!!
- إن أعدنا تسمية الخيانة وأطلقنا عليها مسمى:
خطأ عابر، وأجمعنا المبررات
على أن الكذب ماهو إلا مواربة على النفس أو خوفاً على فقدان من نحب..
- وإن أطلقنا على الحب بعد أن خفت وطأته صداقة، للإحتفالات بمكاسبه
- إن علّلنا الصمت و الانتظار الجاحف الذي تضيع معه سنوات العمر بالتأني لصالح التسويف !!!
- وإن ألبسنا الغدر بالوعود، التراجع والتخلي رداء الحلول الوسطى !!
- وإن كسرنا للخواطر والأرواح وهدم الأحلام المشتركة جملناه وأطلقنا عليه : الحق بالإنسحاب وحرية الاختيار الفردية بين بدائل وقد راقت لنا ببدائل أكثر متعة وتتيح لنا الفائدة القُصوَى لكل مرحلة وعلى الطرف الآخر التنازل صاغراً وهو يكسوه ثوب الرضا والتضحية بنفسه وعمر قضاه في إنتظار شخص وعلاقة لا حياة ولا حياء فيها ..
- فهل سنتمكن من قضاء الليل مطمئنين، وسماع صوت الصمت والبعد والاستمتاع بمكاسبنا الأنانية والشعور الوقح بٱستحقاقنا لما سلبناه من أمان وسعادة وعمر من أحبونا ووثقوا بنا ... فرحين وكأن هؤلاء الآخرين لم يكونوا يوماً على ظهر الحقيقة وقلب وصلب الحياة، لنا نجاة و مرفأ !!
- هل سيقبل القلب كذب الحروف وحريق الغدر المبيت له بإحكام كل معطيات الخيانة المريضة ويتغير مع إنكشاف الوجوه وسقوط الأقنعة !!
وهل سيهدأ يوماً بشمس قريبة ويقبل بتلك المسميات !!
- إطلاقاً ...
فالأنسان الفاضل ذو القلب الشريف لا يفعل ذلك ، إذ سيصير كاذبا عليلاً بالضرورة .
- إذن.. فلا مفر من أن نقبل مسميات الأشياء على حقيقتها الفعلية
- فيكون الأناني المستغل حقيراً، الخائن ندلاً .. و الكاذب المراوغ لا يؤتمن .. والغادر الماكر شيطاناً
ويظل أبداً الصديق صدوقاً وفياً .. والحبيب محباً خالصاً ولا يتراجع لمنزلة الصديق عندما يريد أن يتنصل من مسؤولية ذلك الحب ويعيد عن طريقه لجانب اللا حب واللا شرعيه لما يتطلبه ذلك الحب ..
- ولا نستهين بمشاعر ورجفة قلب وإنكسار روح المغدور به الذي لا تسعفه ذاكرة النسيان ولا يزوره نوم ولا يَسَعُهُ بَراح ..
ـ وعلينا أن نؤمن بأنه لا يكون الحُب
و المُحب إلا ذاته بإخلاص
حتى متى ٱلتقينا الأوفياء الحقيقين عرفناهم ...
ومتى أحببنا نطمئن .. نقترب ونحلم ونظل صادقين
فمتى صدقنا، إستحققنا مَردود الحُب حُباً
وإحتراماً لطالما كلا الطرفين صريحاً خالصاً مصوناً للعلاقة والحبيب ولا مجال لمواربة ولا لضلالات أو خيبات
- علينا فقط أن نكون حقيقيين صادقين منذ البدء وإلى النهاية وان نعطي ونبذل من أنفسنا ووقتنا وقلوبنا لصالح استمرار أي علاقة ونجاحها
أن نكون جادّين بالتعامل مع القلوب ورحماء .. فالله يستودع القلوب سره .