لم يرفع القلم بعد
" قَنينة الحِبر "
قَنينة الحِبر
بقلم الكاتبة : منال خليل
قالت :
كنت أتوقع أن يخذلني الجميع
أن يتركوني لأحزن للعمق وحدي
ألعن حظي وحدي
أخمش قسمات وجهي الجميل
أن أقطف أهدابي
أن أبتلع مُرّ دَمعي
أن أشرد نهاراً وأهيم ليلاً وحدي
أن أهجر مواطن القوة وكل ما تأصل فيِ من قيم ، ضعفاً وحسرة وحدي
أن أهد جسور الصبر بأظافري وأقطع خيوط نسيج المودة باسنانيِ وأهجر جميل الكلمات وأكسر كل أقلامي وأفرغ قنينة الحبر مما فيها لأبكي حداداً على روحي التي تنعقد وتخفي بداخلها مجالس عزاء لا تنفض .
كنت أتوقع أن أنهار وجعاً، فقداً ، حسرة أتناثر لأشلاء على الطرقات، وحدي
أن يغادرني الجميع.
فأعدو إليك وحدك لأخبرك بمذاق وقع الخذلان والألم على جدران الروح
أن أخبرك بتخلي الجميع
بمدى خساراتي ، بحسرة إحتياجاتي
لكنك وحدك من تخليت
وحدك من خاب الرجاء فيهِ
وحدك الغائب والجميع حضور .
وها انا هنا الآن أعقد هدنة مع جميل التوقعات وخيبة الظنون لأنجو منك ومن ذلك الخذلان اللئيم مثل الجحيم .
أتذكر تلك الأوقات التي كلما مددت فيها يدي إليك بالمحبة صددتها فتعود فارغة وأتسائل لما !!!
لربما لأنك غافل ، مازلت كالطفل تحبو
في مختلف الإتجاهات.
كل ماتطاله يدك تود أن تضعه بفمك لتبتلعه لتتعرف عليه أكثر ، لتتوه بتجارب
لا تنتهي .
الجميع حضور وانت وحدك من أخفقت بكل شئ، إلا الغياب فأنت فيه قوي الحضور
الآن يدي الممدودة لك عفواً، بترتها وكل مافي لاذ بأرجاء كهف روحي .
وعندما تستحوذ علي أوصالي الوحدة
أعتدل بجلستي لأفكر قليلاً، فأجد أن العزلة لربما قد أختارتني ، لأني أنا أرتحت بوحدتي عندما وجدتها حميمة ، صادقة ومريحة.
وعندما أغوص داخلي أكثر أجد انه لربما تلاشى الشغف فيِ وهجرتني جميع الأمنيات الغاليات.
وعندها يسود الألم والحزن ملامحي ويتسيد الشعور بالفقد المشهد .
وعند هذه النقطة فجأة أنتفض ليتَجلىََ أمام عيني معنى و أصل الحياة والأشياء ببراعة وأن هناك حكمة مطوية خلف كل هذا العناء!
ويعود لي يقيني بأن عناية الله ولطفه ستجعل كل المعاناة تتلاشىَ تدريجياً في توقيت وترتيب مناسب ،كما تلاشيت أنت أيضاً .