اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

معبد السرابيوم "عمود السواري"

 معبد السرابيوم  "عمود السواري"





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


يقع معبد السرابيوم في الحي الخامس من أحياء الإسكندرية وهو الحي الوطني 

أو حي راقودة وكانت تلك المنطقة قبل قدوم الاسكندر الأكبر جزءًا من ١٦ قرية مصرية وبعد دخول الاسكندر عرفت باسم 'إكروبوليس المدينة.



تشير الآثارية سامية جمال عضو فريق أحفاد الحضارة المصرية إلى أن المعبد أقيم فى عهد "بطلميوس الثالث" علي هيئتين:

الأولي علي هيئة عجل لتتوافق مع الديانة المصرية القديمة

الثانية علي هيئه كبير المعبودات اليونانية زيوس

تشييد المعبد

اكتشف هذا أساسات هذا المعبد الآثارى  (آلان رو) عام ١٩٤٣ والتى حددت فترة بناء المعبد في عهد بطلميوس الثالث، ويبدو أن بطلميوس الثالث بدءأ تشييد معبد الاله سرابيس وفي فترة لاحقة شید معبد ايزيس وأضاف بطلميوس الرابع معبد لحربوقراط ليستكمل بذلك منشآت عبادة الثالوث السكندري، وتعد الإلهة إيزيس وابنها حربوقراط من الآلهة المصرية الأصيلة.





شكل المعبد

وتوضح سامية جمال أن تخطيط المعبد مستطيل على شكل المعابد والمنازل اليونانية، وكان البناء في مجمله علي الطراز اليوناني ويضم إلي جانب أهميته الدينية مكتبه كبيرة تسمي بالمكتبة الصغري مقارنة بمكتبة الاسكندرية الكبري



يحيط بالمعبد أروقة مزدوجة قائمة علي أعمدة تيجانها مصنوعة من البرونز المذهب ووسط هذه الأروقة يوجد هيكل سرابيس يتوسطه تمثال للإله في وضع يجعل الشمس مسلطة علي وجهه مباشرة.






تقسيم المعبد

-كان الجزء الأوسط من المعبد مخصصًا للمعبود سرابيس، والغربي للمعبودة ايزيس وخصص الجزء الشمالي للمعبود حربوقراط

ونظرًاً لارتباط آلهة ثالوث الإسكندرية في العباده بآلهة أخرى كان لابد من بناء معابد أو هياكل لها علي هذه الساحة المقدسة فشيد معبد للمعبود انوبيس وآخر لهيرمانوبيس كذلك وجدت آثار لعبادهة تحوت وايون وغيرهما من الآلهة.



وتنوه الآثارية سامية جمال إلى هدم هذا المعبد البطلمي ليبنى بدلًا منه معبد آخر روماني مستطيل الشكل، وهذا المعبد بني من الأحجار وكسي بمادة الرخام وزخرف بالذهب والفضة والبرونز.





وقد تسببت ثوره اليهود بالإسكندرية خلال عصر الامبراطور تراجانوس 98 – 117م في تدمير المعبد وبني بدلًا منه في عهد هادریانوس ۱17 - ۱38م معبدًا جديدًا لنفس المعبود، وقد نال المعبد الروماني ماناله المعبد البطلمي من مصير حيث دمره المسحيون في ۳۹۱م وأقاموا علي أطلاله دير وكنيسة حملت اسم القديس يوحنا.



ولم يتبقي من معبد السرابيوم سوي عمود السواري الذي يعد من أهم آثار الاسكندرية، وقد أقيم هذا العمود فوق تل باب السدرة "منطقه مدافن المسلمين" وهي مدافن العمود حاليًا وبين هضبة كوم الشقافة.





طول عمود السوارى ۲۷ م، وأقيم تخليدًا للامبراطور دقلديانوس فى القرن الثالث الميلادي فى العصر الرومانى، العمود 

من الجرانيت الأحمر وهو آخر الآثار الباقية من معبد السرابيوم الذي أقامه بوستوموس، ويعتبر أعلى نصب تذكاري فى العالم. 



أصل تسمية العمود

وتتابع سامية جمال أن أصل تسمية عمود السواري ترجع إلى العصر الإسلامى  نتيجة ارتفاع هذا العمود الشاهق بين ٤٠٠ عمود آخر وهو يشبه صواري السفن وأطلق عليه المسلمون عمود الصواري وحرفت إلى السواري وقد عرف خطأ بعمود بومبي منذ الحروب الصليبية ظنًا أن رأس القائد الروماني الذي هرب الي مصر فرارًا من يوليوس قد وضعت فى جرة جنائزية ثمينة ووضعت فوق تاج العمود. 





التصميم

جسم العمود عبارة عن قطعة واحدة، وفى الجانب الغربي من العمود قاعدتان يمكن الوصول إليهما بسلم تحت الأرض ويوجد تمثالان مشابهان لأبوالهول مصنوعان من الجرانيت الوردي، يرجع تاريخهما إلي عصر بطلميوس، على إحداهما تقش الملك حور محب من الأسرة الثامنة عشر.



وصف ابن بطوطة للعمود

عندما زار الرحّالة ابن بطوطة الإسكندرية عام ١٣٢٦م قال (من غرائب هذه المدينة عمود الرخام الهائل الذي بخارجها المسمي عندهم بعمود السواري وهو متوسط فى غابة نخل وقد امتاز عن شجراتها سموًا وارتفاعًا، قطعة واحدة محكمة النحت قد أقيم على قواعد حجارة مربعة أمثال الدكاكين العظيمة ولا تعرف كيفية وضعه هنالك ولا يتحقق من وضعه)

المعبد مفتوح للزيارة من 9 صباحًا إلى 5 مساءً، رسوم الدخول للطالب المصرى 5 جنيه ومجانًا لطلبة الآثار والسياحة.

google-playkhamsatmostaqltradent