التحنيط في مصر القديمة
بقلم : د . فاطمة نصار
آمن المصري القديم بالموت مثلما آمن بعودة الروح وعودة الحياة مرة أخرى إلى المتوفى، ولذلك حافظوا على أجسادهم وعلى ملامح الوجه حتى تتعرف عليها الروح عندما تعود للجسد، ولذلك قام المصري القديم بعملية التحنيط التي تعتبر إحدى المعجزات العلمية التي قدمها المصري القديم للبشرية والتي تشهد له مومياوات للآن، وكانت عملية التحنيط عملية تستغرق 70 يوما، وكان الكهنة أثناءها يرتلون الصلوات ويرتدون قناعا يمثل الاله "أنوبيس" إله الموت وأقدم مثال ملموس على عملية التحنيط مومياء الملكة (حتب حرس) أم الملك خوفو التي تؤكد أن عملية التحنيط بدأت منذ
(3400 قبل الميلاد).
التحنيط:
هو العامل الرئيسي الذي جعل المصريين القدماء بارعين في الطب من خلال معرفة تكوين أعضاء الجسم وأجهزته، وهو الطريقة التي يتم بها الحفاظ على الجسم من التلف والتفسخ، أما الجسم المعالج بالتحنيط يسمى "مومياء" وكان لا يعلم أسرار التحنيط غير العاملين بها وبعض المقربين منهم ولكن تمكن الباحثين المحدثين من التعرف على معظم أسرار التحنيط.
كيف يمكن التعرف على أسرار التحنيط:
(1) من خلال المعلومات الكتابية التي تركها المصري القديم.
(2) سجلات الكتاب والمؤرخين الذين زاروا مصر فى أواخر عصور ازدهارها.
(3) المعلومات التي قدمها العلم الحديث عن طريقة التحنيط والمواد والعقاقير المستخدمة من خلال المومياوات المحنطة.
أنواع التحنيط:
(1) التحنيط الكامل يطبق المحنط فيه خطوات التحنيط كاملة بلا نقصان وهو ما يجعل تكلفته غالية جداً لا يستطيع دفعها إلا القلة القليلة.
(2) خاص بالطبقة المتوسطة: ففيه تستخرج الأحشاء ويجفف الجسم من السوائل ويستخدم المحنط مواد محلية بديلة مثل (زيت الخروع).
(3) خاص بالفقراء: كانت تقتصر على تجفيف الجسد ودهنه ولفه بلفائف وكانت تعتمد مواد التحنيط على الراتنجية وشمع النحل والملح ونبات العرعر والحناء.
أدوات التحنيط:
(1) فرشاة التحنيط المصنوعة من سعف النخيل وطولها (15 صم).
(2) الازميل لكسر عظمة الأنف لاستخراج المخ.
(3) المشارط لقطع البطن واستخراج الاحشاء.
(4) الملقاط والمخراز والإبرة لإعادة حياكة فتحة البطن.
(5) مقص برونزي طوله (6.7صم).
(6) جفت برونزي بمحبس من العصر الروماني.
ثانياً: مواد التحنيط:
(1) الماء.
(2) النطرون.
(3) القار.
(4) الحناء.
(5) خيار شنبر (الكاسيا والقرفة).
(6) شمع النحل.
(7) النباتات.
(8) زيت خشب الارز.
(9) الملح.
(10) المواد الراتنجية (الصمغ، المر).
(11) المواد ذات الروائح الذكية.
كانت عملية التحنيط تستغرق نحو
(70 يوماً) من خلال هذه الخطوات التالية:
(1) فى البداية تغسل الجثة.
(2) ثم يفتح شق فى الجانب الأيسر من البطن وتزال الأعضاء الداخلية مثل (الأمعاء والكبد والرئتين والمعدة)، أما (القلب) كان المصريون القدماء يعتقدون أنه مركز العاطفة والذكاء فيترك فى الجثة لاستخدامه بالحياة الآخرة.
(3) بعد ذلك تستخدم أداة معقوفة
(مثل المنجل) لإزالة المخ من خلال الأنف.
(4) ثم تتم تعبئة الجسم والأعضاء الداخلية بملح النطرون مدة أربعين يوماً لإزالة الرطوبة تماماً.
(5) بعد ذلك يتم تغليف الأعضاء المجففة فى الكتان ووضعها فى أوان كانوبية، حيث يمثل غطاء كل واحد من (الأواني الكانوبية) أحد أبناء الإله حورس الأربعة.
1. (إمستى): على شكل (رأس إنسان)
وهو المسؤول عن حماية الكبد.
2. (حابى): على شكل (قرد بابون)
وهو المسؤول عن حماية الرئتين.
3. (كبحسنوف): على شكل (رأس صقر) وهو المسؤول عن حماية الأمعاء.
4. (دومو تيف): على شكل (رأس ابن آوى) وهو المسؤول عن حماية المعدة.
(6) بعد ذلك يتم تنظيف الجثة وفرك الجلد المخفف بالزيت.
(7) ثم تتم تعبئة الجثة بنشارة الخشب وقطع القماش، بحيث تغلق الشقوق المفتوحة بالشمع.
(8) عند الانتهاء من كل ذلك يلف الجثة بضمادات من الكتان باستخدام نحو
(20 طبقة منها) وكان هذا يستغرق من 15 إلى 20 يوماً.
(9) ثم يضع قناع الموت على الضمادات.
(10) بعد ذلك توضع الجثة المغطاة بالضمادات فى كفن (من القماش محمي بشرائط الكتان.
(11) وتوضع الجثة فى التابوت.
وبهذه الخطوات كان يجري التحنيط فى مصر القديمة.