حكايات نفسية
بقلم : هند أحمد
استشارى نفسي وأسري
حكاية عواطف
فتاة .. شابة جميلة في مقتبل العمر مفعمة بالمشاعر و الاحاسيس تقدم لخطبتها مهندس ، شاب يجسد كلمة فتي الأحلام
( وسيم . مهذب . من عيلة ....)
تم الزواج بطريقة الصالونات في أقل من ستة أشهر. و بعد الزواج مباشرة بدأ يعاني الزوج من الضيق و الخنقة من شدة اهتمام زوجته المفرط به حيث تخطي الاهتمام بحسب تعبير الزوج دور الحبيبة
و الزوجة فقد لعبت دور الام المعطاءة بلا حدود مما اخذ في تقييد حريته حيث اتسم حب زوجته بالاندفاعية
و الرومانسية المفرطة و الرغبة الشديدة في التملك .
و هذا ما رفع سقف توقعاتها ان يبادلها الزوج نفس المشاعر .لكنها أصيبت بصدمة قوية عندما صارحها الزوج بضيقه من تركيزها معه و وصف لها شعوره تجاهها بالمطاردة و الملاحقة و الحصار .
الا انها ابت ان تستجيب لهذا الوصف
و اخذت في تثبيت صورة الحب علي طريقتها هي.
و استمرت في المبالغة في إظهار مشاعر الحب بكل الطرق مما زاد ملل و زهق الزوج اكثر. للحد الذي ألجأه الي مراجعة مرشد اسري ليجد له علاج زواجي مناسب
و بالفعل و بعد اول جلسة تبين ان الزوجة تعاني من حرمان عاطفي مما ادي بها الي ما يعرف بالحب المرضي (التعلق)
حيث كانت مستسلمة لكل رغباته دون تفكير منطقي مما عرضها شخصيا للكثير من الضغوط النفسية و أيضا عرضها لعقدة الخوف من المستقبل و ان يتركها زوجها مما جعلها في حالة إدمان نفسي له .
فأصبحت العلاقة بينهما علاقة حب من طرف واحد . هنا خيرها الزوج بين الخضوع للعلاج او الانفصال فقبلت علي الفور فكرة العلاج و بالفعل بدأت في تفريغ مشاعرها و التحرر منها علي يد المعالج الذي بدأ علاجها بتصحيح التشوهات الفكرية و تدريبها علي قانون الاستحقاق
و ان تكتفي بنفسها و تحدد مصادر السعادة الحقيقية و دربها علي تفعيل نظرية العقل الحكيم و بين لها الشكل المتكافئ من المشاعر و وضح لها شكل العلاقات الصحية ، فزاد وعيها و فهمت
ان علاقتها بزوجها كانت علاقة هامشية
لا يصح ان تكتمل علي هذا النحو لذا وجب العمل علي إصلاحها لتستمر.
و علي الجانب الاخر اخذ الزوج علي عاتقه مسؤلية تجديد شكل العلاقة لرغبته الايجابية في الإصلاح و بهذا بدأ يهدم الحاجز النفسي بينهما و قد ساعد اتجاه الزوجة للعمل الوظيفي بعد ما كانت متفرغة لرعاية الزوج فقط علي سرعة التعافي و بالفعل بدأت الحياة بينهما تستقيم و تعلما معا كيفية تقديم الحب للشريك بالطريقة التي تناسب الشريك نفسه.