اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الكاتب / عماد الدين محمد - يكتب - الحياة من منظور حسابي

 الحياة من منظور حسابي 





الحياة من منظور حسابي 

بقلم الكاتب : عماد الدين محمد

 

بعض العمليات الحسابية تختلف من شخص لآخر ، بمعنى أن الناتج يكون تفسيره حسب ما يكمُن داخل الشخص وحسب عقليته مع مراعاة الشخصية السوية أو عكسها .



ونضرب لكم بعض الأمثلة مثلا  :

١ + ١ = ٢

حسابيا عملية صحيحة 

ولكن بالتفسير الحياتي

تعني الإنفصالية والحرية وحق تقرير ما يخص كل شخص من مصير وإتجاهات وحرية التعبير والإختيار المطلق دون الأخذ بعين الإعتبار من حوله وأننا لا نعيش وحدنا ولكن ، يُكمل كل منا الآخر .



١ + ١ = ١

عملية حسابية غير صحيحة 

ولكن في حياتنا تفسيران لتلك العملية 

بالحب والترابط والتفاهم والإحترام والعدل والصدق والثقة ، يصبح لا فرق 

ولا حدود ويصبح  ١ + ١ = ١ 

والتفسير الثاني 

١ + ١ = ١ 

أي أنا ومن بعدي الطوفان وهنا لا يختلف

 ١ + ١ أو ٢ أو ٣ أو ١٠ فالناتج واحد لآن الشخص هنا لا يهمه سوى ذاته ورغباته وما يريد فقط ، مع التجاهل التام لحقوق ورغبات الآخرين  فقط لأنه شخص مريض نفسي وأناني بمعنى الأنانية المطلقة التي تبيح لصاحبها الحصول على ما ليس له بإي وسيلة لا يهمه أن كان ظالما  لغيره 

 يتعدى على حقوق غيره يغتصب ما ليس له ، يقتل أحلام الآخرين ، برغبة حب التملك والإستحواذ و الصعود إلى القمة. 



١ + ٠ = ١٠٠٠ أو ربما أكثر وأكثر ...

عملية حسابية خاطئة

وللأسف هذا حال الكثيرين في تلك الحياة عطاء بلا حدود  أو مقابل ولكن لا تقدير ولا إعتراف بالفضل ونكران لكل ما فعل ويفعل .



لذا لا تُكثر من العطاء والتفاني فالحياة مصالح وعندما يجدون أنك عقبة في طريقهم أو درجة سلم يصعدون عليها

 أو عطاءك  لا يفيدهم ، سوف ينسون كل شيء وكأنك لم تقدم لهم أي شيء ولم تفقد الكثير من أجلهم .



تلك هي الحياة الآن عمليات حسابية ومجموعة مصالح فلا مبدأ ولا ضمير ولا تذكر ليوم الحساب .



ولكن خاب من ظن أن ظلم الآخرين وتعدى على حقوقهم وتقدم ذاته ومصلحته ورغباته وأحلامه على غيره بشتى الطرق الغير مشروعة سوف يجعل منه أسطورة وأنه سينال تقدير وإحترام الآخرين بل عليدى العكس .



وهنا عليه إن يستفيق وينقذ نفسه وغيره من عقليته المريضة لآن الحياة لا إجبار فيها والوصول للقمة لا يأتي على أعناق الآخرين وظلم وقهر الناس والتعدي عليهم بدافع الأنانية المطلقة ، فمهما وصلت بظلمك وأنانيتك ومناصبك وأموالك وسلطانك ومحسوبياتك ستسقط يوما ما وإن لم يكن في الدنيا ستسقط في وادي الجحيم بمظالم من صعدت على أعناقهم  وظلمتهم وعليك أن تتذكر ذاك اليوم 

 يوم لا ينفع مال ولا سلطان ولا محسوبية يوم حيثُ قصاص رب العباد لمن إستجار به وقال :

" حسبي الله ونعم الوكيل "

google-playkhamsatmostaqltradent