ولدى الذبـيح
بقلم الشاعر عبدالرحمن توفيق
قُلْ لِلْمَخَاطِـرِ والخُطُـوبِ تَمَهـَّـــلِي
وشَـــدَائِـدُ الْأَحْـــزَانِ لا تَتَعَـجَّـــلِي
بِمَصَائِبِ الخُلَــطَاءِ هَـبَّتْ جَـــنْدَلِي
وبمُتْـبِـعٍ أَثَـرَ الْخُــطَى مُتَقَـبّــــــلي
يا غَائِـبًا في البَيْنِ صَــارَ مُعَـلَّـــلِى
أبْكَى الْجَـوَى والدّمْعُ مِـنْكَ بِأَمْـثَلِى
زَجُّوا النُّفُــوسَ كـَـرَاهَةً وتَلَعْـــثُمي
قَطَـعُوا الْوِدَاجَ وبِالْوَتِينِ مُهلْـهَلي
قَتَلُوكَ فُحْشــًا بالنُّصَـيْلِ الأرْعَـــنِى
ورِيَاحُ مِسْـكَ الرّوحِ صَـارَ مُكلَّلِى
ذَبَحُـوكَ نَحْــرًا بالْوَرِيدِ الأيْمَـــــنِى
تَكْبِـيرُهُ اللَّهُـــمَّ خَــــيْرُ مُهَـــــــلَّلِى
نَهَرُوكِ شَـدْوًا بِالتَّمـنِّى الأَهْـــوَجِى
ورَمُــوكَ إِفْكـًـا والدِّمَــاءُ مُسَــيَّلِى
وبَكَيْتَ رَجْــوًا لِلْفِــرَارِ مُغَــــرِّدِى
هَــرَبًا لِتَهْــوَى بِالْفَضَـــاءِ مُعَــــلَّلِى
وصَغِيرُ سِــنّ ٍ مُحْـدِثٍ ومُـرَدِّدِى
مَاذَا جَنَــيْتُ وما أَكُـــونُ بمَـــؤْتـَلِى
وجَحَـالِفٌ فَــظٌ بِشَـدْوِ الْحَيْـــهَلِى
حَـتَفَتْ دِمًا طِفْـلَ الفـَلَا مُتَوسِّـــــلِى
وبِرَبِّ جُـودِى سَــائِلٌ ولِسُــــنَّتِى
وأمَــانُ دَرْبِى حِصْـــنَهُ وبِمَدْخَــــلِى
لِفِــدَاءِ أرْضِى عِـزّتِى وكَرَامَــــتِى
وأَنَــا لِـرَبِّى نَاظِـــــــرٌ مُتأمِّــــــــلِى
ما لَيْسَ لِى إلَّا الفِـدَاءَ وصَحْــــوَتِى
وبِجَـنّةِ الفِـرْدَوْسِ أُكْــرِمَ مُــــنْزَلَى
وعـــَزِيزُ قَلْـبِى دَاعَــــيًا وبِحُجَّـــتِى
ولِأَمْــرِ رَبِّـى بِالْقَضَــاءِ لَمُسْـــدَلِى
لِطُــغَاةِ أهْــلِ الْفِسْـقِ غِلْـظًا تَزْدَرِى
بِبُكَاءِ دَمْـعِى والدِّمُــوعَ بِهُطَّـــــلِى
كَغَلِـيظِ قَلْــبٍ مـِنْ دَمِـــى مُتـَـــبَرِّئِ
مَثّـلُ الْعَنِيــدِ بِرِجْسـِـــهِ مُتَنَصِّـــــلِى
وبَغَـى ضَــلَالاً بالحِــجَا وتَهَجُّـــمِى
سَلَبَ الهَوَى قَتَلَ الصِّبَا مُتَوَغـِّــلِى
أبْكَـى المُــــنَى بِقَصِــيدَةٍ مُتَغَـــزِّلِى
بِغَـزِيرِ فَيـْضٍ كَادَ يَهْـطِـَل مُسْــبَلِى
وبِحَسْـرَةِ الأمْـوَاتِ يَشْـدُوالمَوْئِـلى
والنَّفْـسُ حُشْـرِجَ حَلْــقُهَا مُتَقلْقِـلِى
فَهُـــوَ الذَّبِيــحُ مُخَلَّـــدًا ومُنَعَّــــــمِ
قَصَــدَ الشَّــهَادَةَ حِلَّــهُ مُتَرَّحِّـــــلِى
يَبْـغِـــى الْوِدَاعَ لِرَبِّــهِ بِتَعَـجُّــــــلِى
والرُّوحُ رَاضِــيَةُ الفِرَاقِ بِكَـلْـكَــلِى
والنَّصـــــلُ فِرْقًــا لِلْحَيـَـاةِ مُتَيَّــــمِى
فَإِذَا دَعَا ضَرْبَ الرِّقَابِ بِفَيْصَـــلِى
وصَـرِيعُ فِلْقٍ قَاطِــعٍ مُـتَحَمَّـــــــلِى
ضَــيْمَ الثـَّكَالَى والفُحـُـولُ بِعُــذّلِى
وخِــرَافُ فِكْـــرٍ لُـبَّـهُ مُتَزَيِّــــــــلِى
عَـرِكِ الرَّحَى كَالْجَاهِلِ الْمُتَغَلْغـِـلِى
ثَكَــلَتْكَ أُمُّــكَ والْوَكِيــلُ مُوَكِّـــــلِى
بِجُنُودِ جَحْــفَلِ جَيْشِــنَا ومُخَـــوَّلِى
الفِسْــقُ فِـيكَ نَذَالَــةً مُتَأَصِّـــــــلِى
وصَنِـيعُ اسْـمِكَ رَاهِــبًا ومُحَـجَّــلِى
والغُــرّ فـِـيكَ سـَـــوَادُهُ مُتَفَحِّـــــمِ
أصْــلُ الضــلالِ مُعَــادِيًا ومُقَــــتَّلِى
وبِدَعْمِ حَشْـدِ الجُـنْـدِ هَازِلَةُ القُـوَى
فَمَصِـيرُ حَشْـدُكِ لِلْفَــناءِ مُؤَجَّــــلِى
وبَقَـيْتَ دِرْعًا لِلْهَــوَادَةِ مُعْضِــــلِى
ولِطَـاعَةِ الصُّـهْـُيونِ شِئْتَ مُرَحِّلِى
بَعْدَ الدَّمَارِ وَزَيْفَ شَدْوَ المُرْسَـلِى
عُـرِفَ الخَــدِيعَةَ مَكْـرُها مُتَأصِّــلِى .