اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

تسخّير التوراة لخدمة أغراض إستعمارية

 تسخّير التوراة لخدمة أغراض إستعمارية





بقلم : د . عبدالرحيم ريحان


بدأ مسلسل تزوير تاريخ فلسطين

 منذ عام 1865 حين إنشاء

 "صندوق استكشاف فلسطين" 

وهى جمعية بريطانية مقرها لندن أسست تحت رعاية الملكة فكتوريا ملكة إنجلترا والسبب الظاهري للإنشاء الذي أعلنته  الجمعية هو البحث في الآثار والطوبوغرافيا والجغرافية الطبيعية والتاريخ الطبيعي لفلسطين، غير أنها لعبت دورًا مهمًا في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية العسكرية التي كان تحتاجها بريطانيا لمد نفوذها الاستعماري في المنطقة، وتم بالفعل مسح جغرافيا فلسطين.



والمرحلة الثانية تجسّدت فى إنشاء الحركة الصهيونية في أوروبا والعالم 

مع انعقاد مؤتمرها الأول بين 29 و31 أغسطس 1897 في مدينة بال السويسرية.



وتوج المؤتمر أعماله بإعلان قيام الحركة الصهيونية العالمية وانتخب لها لجنة تنفيذية اتخذت من فيينا مقرًا لها، وباركت القوى الاستعمارية 

(خاصة بريطانيا وفرنسا) 

قيام وطن لليهود في فلسطين، واستطاعت العصابات الصهيونية إعداد نفسها لما بعد مرحلة الوجود البريطاني، وشكّل قيام إسرائيل انتصارًا لفكرة الدولة اليهودية كما بشر بها هيرتزل، لكن الحركة الصهيونية بدأت تنزع بشكل مضطرد إلى مزيد من العلمانية، كما بدأت تنزع نزعة عنصرية متطرفة تطورت مع توالي السنين من مطلب جمع اليهود في فلسطين إلى إقامة دولة على أنقاض دولة فلسطين ثم طرد العرب منها وإقامة دولة يهودية خالصة.



بعد عام 1967 بدأت أعمال الحفائر بفلسطين وسيناء بدون وجه حق فى أرض محتلة بقوة السلاح مخالفة لاتفاقية لاهاى لحماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح 1954، وبدأت مرحلة تزوير تاريخ فلسطين وسيناء بادعاءات توراتية بأن الحفائر أثبتت ماجاء الروايات التوراتية وذلك لأغراض استعمارية تحت

 ستار ديني.



ولهذا الغرض تأسست جمعية علم الآثار التوراتية على يد المحامي والهاوي في علم الآثار هيرشل شانكس في عام 1974، على الرغم من عدم دراسته الآثار أو الدين إلا أن شانكس تأثر بفترة استراحة دامت عامًا في حفريات القدس كمؤسسة غير ربحية فى البداية  ولكن بحلول عام 1975 تمكنت من نشر الطبعة الأولى من مجلة مراجعة علم الآثار التوراتية الجديدة.



أشار شانكس إلى أن رغبته هي مجرد نشر "نشرة صغيرة عن إسرائيل كأرض من الحجارة" وأن الانتشار الناجح للنشرة بعد ذلك كان "حلمًا"، بلغت جمعية علم الآثار التوراتية ذروتها بوجود 250.000 مشترك بحلول أوائل العقد 2000 وكسب شانكس مكانة "أكثر هاوي للآثار التوراتية تأثيرًا في العالم ".



تتبنى جمعية علم الآثار التوراتية نهج علم الآثار التاريخي في حفرياتها، حيث يسعى باحثيها إلى فهم العلاقة بين النصوص المقدسة أو القديمة والجغرافيا

الرمانة العاجية.





تورطت جمعية علم الآثار التوراتية ومؤسسها هيرشيل شانكس فى اكتشاف مزور يدعى وجود ما يسمى بهيكل سليمان بالقدس أسفل المسجد الأقصى.



ويتمثل هذا الاكتشاف فى (رمانة عاجية) تحمل نقش

 "مقدسة للكهنة تنتمي إلى هيكل يهوه" وقالوا أنها القطعة الوحيدة المتبقية من الهيكل الأول لسليمان، بعد أن اشتراها الأكاديمي مخطَّط النقوش أندريه لوماير من محل للآثار في القدس مقابل 3000 دولار أمريكي، قدم شانكس حسابًا مفصَّلاً عن اكتشاف الرمانة في مراجعة علم الآثار التوراتية، تم بيعت الرمانة بسعر مبالغ فيه وادَّعى شانكس أنه يستحق الشهرة بسبب ترويجها في منشور جمعية علم الآثار التوراتية ولكن أعلنت سلطة الآثار الإسرائيلية نفسها أن النقشة مزيفة واتهمت لوماير بتزويرها.



كما تورطت جمعية صندوق استكشاف فلسطين أيضًا فى واقعة تزوير لتاريخ فلسطين حين فضحت عالمة الآثار البريطانية (كاثلين كينيون) من أبرز أعضاء الجمعية كشف وهمى عن مباني يطلق عليها "اسطبلات سليمان" بالقدس رغم أنها أرسلت خصيصًا  لتؤكد صحة 

هذا الكشف.



ولكنها أكدت أن ما يسميه الإسرائيليون مبنى إسطبلات سليمان ليس له علاقة بنبي الله سليمان ولا إسطبلات أصلا بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين ولقد نشرت هذا في كتابها (آثار الأرض المقدسة)



ونتيجة ذلك طردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير الإسرائيلية حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى.



كل الحفائر التى تمت فى فلسطين بواسطة الاحتلال الصهيونى حتى الآن أكدت أن فلسطين عربية.



وأن الإدعاء المزعوم باسم حائط المبكى على أنه من بقايا الهيكل القديم فقد فصل فيه عام  1929 وجاء في تقرير لجنة تقصي الحقائق التي أوفدتها عصبة الأمم السابقة على الأمم المتحدة إن ''حق ملكية حائط المبكى (البراق) وحق التصرف فيه وفيما جاوره من الأماكن موضع البحث فى هذا التقرير هى للمسلمين لأن الحائط نفسه جزء لا يتجزأ من الحرم الشريف''.



ومن هذا المنطق ومن خلال نتائج الحفائر الأثرية  أؤكد أن المسجد الأقصى واقع دينى وأثرى وتاريخى والهيكل وهم خدعوا به العالم لتبرير اغتصاب الأرض.



وكان الفتح الإسلامى للقدس في شهر ربيع الأول عام 16 هـ، 637م وتسلم الخليفة عمر بن الخطاب مفاتيح القدس بنفسه كاتبًا لأهلها العهدة العمرية الشهيرة التي تؤكد سماحة الإسلام جاء فيها ''أعطى عبدالله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء ''القدس'' الأمان، أمانًا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها

 ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم

ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم.



وقام الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه بأول حفائر أثرية فى الإسلام فبعد فتح القدس،  أول ما فعله هو البحث عن مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة واضعًا نصب عينيه الرواية التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء وسأل الصحابة وكعب الأحبار (وهو من اليهود الذين أسلموا) والبطريرك صفرنيوس بطريرك القدس، والمقصود بها البقعة المباركة التي أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم إليها وصلى فيها إمامًا بجميع الأنبياء وليس المسجد كبناء والصخرة المقدسة التي عرج منها إلى السموات العلا وقد عثر الخليفة عمر بن الخطاب على مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة وكان المكان مطمورًا بالأتربة التي تكاد تخفي معالمه.



وعند رفع الأتربة كان المكان خال تمامًا من بقايا أي مباني سابقة رغم زعمهم بأن الإمبراطور تيتوس الروماني دمر الهيكل الثاني عام 70م، والحقيقة المؤكدة أنه عند رفع الخليفة عمر بن الخطاب الأتربة فى هذا الموقع لم يكن هناك ولو حجر واحد من مبانى سابقة ولا أى شواهد أثرية تدل عليه وهذا طبيعي فإذ لم يكن هناك هيكل أول فبالتالى لايوجد هيكل ثاني وأمر الخليفة عمر بن الخطاب بإقامة مسجد موضع المسجد الأول وإقامة ظلة من الخشب فوق الصخرة المقدسة.



فى عهد الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان تم بناء قبة الصخرة فوق الصخرة المقدسة عام 72هـ، 691م ثم بنى الخليفة الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى عام 86هـ ، 709م



والمسجد الأقصى المذكور بسورة الإسراء آية 1 ليس المقصود به المسجد كبناء معماري فلم يكن هذا البناء قائمًا بالقدس ليلة الإسراء وإنما المقصود بالمسجد الأقصى موقع المسجد الأقصى حاليًا شاملًا كل المساحة وكل مدينة القدس حيث عمت البركة على كل ما حول المسجد، وكذلك عبارة المسجد الحرام وتعني موقع المسجد الحرام حاليًا.

google-playkhamsatmostaqltradent