أفلاطون: حين نتذوق الفنون سوف تغلق السجون
كتب د. عبد الرحيم ريحان
قال أفلاطون عن الموسيقى في مصر القديمة
" علموا أولادكم الموسيقى المصرية القديمة ولا تعلموهم اليونانية فعندما يتعلموا الموسيقي المصرية القديمة كأنهم تعلموا كافة الفنون لأنهم عندما يتذوقون الفنون ساعتها سوف نغلق السجون"
من هذا المنطلق تشير الباحثة فى الآثار المصرية القديمة
ملك ياسر سيد عبد التواب
إلى أهمية الموسيقى فى مصر القديمة وارتباطها بالاحتفالات الدينية والجنائزية والحياة اليومية للترفيه.
وتجسّد ذلك فى الشواهد الأثرية والنقوش على جدران المعابد والتماثيل الضخمة من أشكال الآلات الوترية والصوتية واستخدموا أيضا الموسيقى في أفراحهم ومآتمهم وداخل ساحات القتال تحميسًا للجنود فى المعركة وكذلك كوسيلة للعلاج للمرضي النفسيين وسائر الأمراض عن طريق بعض المعزوفات التي كان يلقيها الكاهن في مصر القديمة علي المريض للشفاء من مرضه .
وتضيف الباحثة ملك ياسر أن الموسيقى عرفت منذ عصور ما قبل التاريخ ونسبوا قدماء المصريين الموسيقي للإله تحوت واستخدم أوزوريس الموسيقى في تحضير الكون في أسطوره نشأة الكون عند المصريين القدماء.
وكان اليونانيون يعلمون أولادهم الموسيقى داخل المدارس وخارجها وكانوا يمنعوها عن العبيد وفي بداية الأمر لم يكن المغني يغني بجانب الآلات الموسيقية المختلفة بل كانت آلات بدائية بسيطة مثل التصفير ثم التصفيق ثم النقر بالأصبع وبعد ذلك ضرب الأرجل في الأرض لإعطاء نغمة مع صوت المغني.
وكان الغناء في مصر القديمة يتم بواسطة التصفيق فلدينا المغنيين في مصر القديمة كانوا يقومون بتحريك الذراعين بشده لإعطاء نغمة موسيقية بينما المغنيات كانوا يكتفون بتحريك الأيدي فحسب ولدينا الدلائل والشواهد الأثرية مثل كلمة مغني ومشتقاتها وكانت تكتب في الخط الهيروغليفي بمخصص علامه الذراعين لتوضيح الارتباط الوثيق بين المغني واستخدام ذراعيه في التصفيق.
وتنوه الباحثة ملك ياسر سيد عبد التواب إلى أن المصريين القدماء كانوا يفضلون المغنين والعازفين على الآلات الموسيقية المختلفة من مجموعة كفيفي البصر وذلك لأنهم لديهم إحساس عالي في آذانهم وهذا يدل أيضًا علي تقدير المصريين القدماء لذوي القدرات الخاصة.
ويعد (يوبال) أبو الموسيقى فى مصر القديمة ومخترع الموسيقى الأول وهو من سلالة قابيل ابن آدم وحواء وكان أبًا لكل عازف علي العود والمزمار، وكان أول من عرف العزف على العود والنفخ في المزمار وكان ذلك قبل الطوفان بحوالي ٤,٠٠٠ سنه قبل الميلاد
وقد روي علينا الفيلسوف يوسينوس قصه تتعلق بأن آدم تنبأ بخراب العالم مرة بالنار ومرة بالطوفان، فبدأ بتشييد عمودان من الحجارة والطوب ونقش عليهم اسم الآلات الموسيقية العود والمزمار تخليدًا لذكراهم
ولدينا رواية أو أسطورة تتعلق باختراع آلة القيثارة أو ما تعرف حاليًا بالجيتار رواها علينا أبولوا تقول الأسطورة
أنه عندما تراجع النيل عن حدوده الطبيعية وجفت الشواطئ فأخذت الحيوانات المائية تطفو على الشواطىء وكان من أهم هذه الحيوانات حيوان السلحفاة وأثرت العوامل الخارجية على جسم السلحفاة عدا الصدفة الخارجية فأخذها الإله عطارد إله الفصاحة والتجارة عند اليونانيين والرومانيين وركّب عليها أوتار وأعصاب الحيوان المائي ومن هنا جاءت فكره اختراع القيثارة.
وتنوعت الأغانى فى مصر القديمة بين أغانى الحفلات والشراب وأغنية شكوي القروي الفصيح وأغاني العمال والفلاحين وأغاني الحياة والموت والخلود و الأغاني العاطفية والوطنية والشعبية وأغاني الملكات والملوك .