اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

المنشآت المائية في واحة الخارجة رسالة دكتوراه بجامعة الوادى الجديد

 المنشآت المائية في واحة الخارجة بالصحراء الغربية، رسالة دكتوراه بجامعة الوادى الجديد




كتب - د . عبد الرحيم ريحان


تناقش بقاعة مركز تكنولوجيا المعلومات بالمبنى الاداري لجامعة الوادي الجديد رسالة الدكتوراه بعنوان 

" المنشآت المائية في واحة الخارجة بالصحراء الغربية في العصر الإسلامي دراسة آثارية معمارية" 



المقدمة من الباحثة

 سهام أحمد إسماعيل بحر

 مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بالخارجة – الوادي الجديد 

وذلك فى العاشرة من صباح السبت الموافق 28 أكتوبر الجاري





تتكون لجنة الإشراف من :

الأستاذ الدكتور محمد السيد محمد أبو رحاب  

أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية 

 وكيل كلية الآداب لشئون الدراسات العليا والبحوث السابق جامعة أسيوط

  الأستاذة الدكتورة حنان مصطفى عبد الجواد حجازي 

أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية المساعد قسم الآثار- كلية الآداب – جامعة الوادي الجديد

ولجنة المناقشة من : 

الأستاذ الدكتور محمد هاشم اسماعيل طربوش

 أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية المتفرغ

  رئيس قسم الآثار الاسلامية السابق جامعة المنصورة

الأستاذ الدكتور وائل حسين يوسف أحمد أستاذ الهندسة المعمارية المتفرغ كلية الهندسة -جامعة أسيوط



وأشارت الباحثة سهام أحمد إسماعيل بحر مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بالخارجة – الوادي الجديد

 إلى أن المنشآت في واحة الخارجة وغيرها من واحات الصحراء الغربية تأثرت في تشكيلها بعوامل مختلفة منها ما هو بيئي، ومنها ما ارتبط بالواقع الحضاري بهذه الواحات، التي مرت بعصور متعاقبة متباينة بين ازدهار وانحدار.





 كما أن للعوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية أثر واضح في صياغة المنشآت المائية فى مجتمع الواحات، هذا المجتمع الذي تشكل بقالب الحضارة الإسلامية التي حوته، فانعكس انتماؤه إليها في حياته اليومية.



وكان لفقه العمارة الإسلامية والبيئية دور فعال في تشكيل حياة الإنسان ونظمه الاجتماعية ومن أهم هذه العوامل المياه الجوفية التي أدت وما زالت تؤدي دورها في تشكيل الحياة في الصحراء، وتحقيق التضامن والتماسك بين سكان الواحة كذلك كان نظام الري وطريقة توزيع المياه والأرض وحفر الآبار والمناور وتطهير العيون للمحافظة على استمرار تدفق المياه مصدر حياتهم معتمدة على التعاون الكامل بين أفراد المجتمع في كافة المجالات.



سبب اختيار الموضوع

وأوضحت الباحثة سهام أحمد إسماعيل أن سبب اختيار الموضوع هى الرغبة في بيان أثر وأهمية المنشآت المائية ومقاصدها في صياغة عمران وتطور عمارة واحة الخارجة، ومدى تفعيل المجتمع لها.  





 نظرًا لارتباطه الوثيق بالنواحي العمرانية والمعمارية التي طبقها أهل الواحات وعلاقتها بتطور العمران في واحة الخارجة، وذلك من أجل التبيان أن الماء كان له الدور الأول في استقطاب طلائع التجمعات البشرية التي أحدثت الثورة الزراعية بكل أبعادها الحضارية وفي مرحلة تعود إلى آلاف السنين، بالإضافة إلى أن موضوع المنشآت المائية في ضوء الأحكام الفقهية لم ينل ما يستحقه من عناية البحث والدراسة  ليتوازى مع تطبيق أحكام الفقه الإسلامي على مختلف أنواع العمائر لبيان تاريخ وأهمية ودور الأجداد في كيفية استنباط المياه الجوفية وتطويعها في ري الأراضي الزراعية للاستفادة من خبرات أصيلة تمكن فيها الانسان الواحاتي من استيعاب كوارث طبيعية كان من أبرزها تأثيرًا على العيون والآبار هبوب العواصف الرملية التي تؤدى إلى طمس وردم العيون بل وتصل إلى ردم مستوطن بأكمله.



حيث إن طبيعة الواحات لم تكن مجرد إبداع هندسي، أو ابتكار في مجال التخطيط والبناء، بل هي أفعال إنسانية تتميز بخصوصية في النسق العمراني والمعماري المرتبط بضرورة توفير المياه

وتعكس درجة النمو الحضاري.



منهج البحث

وتنوه الباحثة سهام أحمد إسماعيل إلى اعتمادها على استخدام المنهج الاستقرائي من خلال دراسة المصادر التاريخية

 ثم استقراء الآراء والنصوص والقضايا للتعرف على كيفية استنباط الماء الجوفي بهدف التعرف على مدى تأثير أهمية الماء ومنشآته على ذلك الموروث العمراني والمعماري بواحة الخارجة والتي واكبت تطورات المجتمعات الحضرية الإسلامية بالتقنين والتنظيم .





وتطويع المنهج الاستقرائي ونتائجه لتقديم دراسة وصفية للمنشآت المائية بواحة الخارجة في إطار كيفية استنباط الماء والاستفادة منه وصولًا إلى القوانين والمبادىء العرفية التي تنظم تقسيم وتوزيع الماء في واحة الخارجة حسب التطور المجتمعي.



بالإضافة إلى الرفع المساحي والمعماري للمنشآت المائية المتنوعة بواحة الخارجة وكان هذا الرفع المعماري بمثابة أساس للدراسة التحليلية للوصول إلى مفردات الموروث المعماري من تلك المنشآت

 المائية .



كما اعتمدت الدراسة على النظرة الشمولية من خلال دراسة الأنواع المختلفة للعمارة بواحة الخارجة والتي شكلت في مجملها العمارة التقليدية لبلدات الواحة من جهة وعمارة المنشآت المائية من جهة أخرى ساعدت هذه النظرة على التوصل إلى أساس تصميم العمارة بواحة الخارجة بأنماطها المختلفة ومدى علاقتها بالمنشآت المائية.



بالإضافة إلى تقديم دراسة وافية عن نظام المناور وآلية تقسيم وتوزيع الماء في هذه الواحة، التي كان لها أكبر الأثر في استمرار الحياة بهذه المستقرات السكنية الصحراوية.



بعض النتائج

وتوصلت الباحثة سهام أحمد إسماعيل إلى نتائج هامة فى دراستها منها  وجود المياه الجوفية بواحة الخارجة على أعماق ضحلة لا تتجاوز في كثير من الأحيان عشرة أمتار وخاصة في جنوب الواحة ضمن خزان جوفي شبه مفتوح تتحرك المياه خلاله بشكل عام من مختلف الاتجاهات لتكوّن منطقة تصريف تحت سطحية للمياه الجوفية اعتمادًا على طبوغرافية المنطقة.



وأن هناك علاقة قوية بين أهل الواحة وإدارة الماء، فهو العنصر الذي من خلاله استطاع إنسان الواحة أن يبني وينسج العديد من العادات والتقاليد والأعراف والقيم والأنظمة والتشريعات والقوانين الاجتماعية التقليدية للماء، تلك الأعراف المحلية المرتبطة بالبيئة؛ شكلت عبر التاريخ قوانين محلية نلجأ إليها في تنظيم شؤون الحياة اليومية المرتبطة بالماء والبيئة، وبالتالي بات من الواجب البحث عن هذه القوانين العرفية من أجل تدوينها وتطويرها والاستفادة منها.



أكدت الدراسة على أن تقنية استخدام المناور لجر المياه لمسافات طويلة كان لها بالغ الأثر في تاريخ الواحات في دفع عجلة النشاط الزراعي وتزويد البلدات والقرى بالمياه، وبالرغم من امتداد هذه التقنية على اختلاف مسمياتها كما ورد بالدراسة إلا أنه لم يصلنا عن هذه المنشآت بواحة الخارجة إلا معلومات قليلة أشارت لها بعض الأبحاث .





كشفت الدراسة قدرة أهالي واحة الخارجة على ابتكار طرق هندسية فريده لاستخراج المياه من باطن الأرض الأمر الذي عانى منه كثيرًا أهل الواحة؛ لوجود التحديات الطبيعية القاسية لمواجهة هذه البيئة القاسية حيث استخدم خبراته ومعارفه المستمدة من خصائص البيئة، فشق الأرض وثقب الصخور الكثيفة حتى عثر على مخازن المياه الجوفية المحصورة داخلة فجرها إلى مستوطناته، وحفر الأنفاق

 أو   المناور ذات الميل لتسهيل جرها إلى سطح الأرض وفق طريقة علمية تمتاز بالدقة في وقت كانت فيه المعارف بدائية والوسائل بسيطة، وهي طريقة تضمن تدفق المياه من الأسفل إلى السطح وتقسيمها وتوزيعها على الأرض بشكل عادل.



عكست دراسة المنشآت المائية بواحة الخارجة مراحل التطور في مجال التدبير المائي وطرق الاستغلال له منذ القدم، وقد تباينت هذه المنشآت في حجمها ومقدار استيعابها للمياه وأهميتها من منطقة لأخرى .



العمارة المائية

وتابعت الباحثة سهام أحمد إسماعيل 

أن «العمارة المائـــية» اسم أطلقه قدماء المعماريين والفقهاء والمؤرخون المسلمون على مجمل العمائر والأبنية التي نشأت إما لجلب المياه، أو لتخزينها، أو لرفعها

 أو لقياس منسوبها، أو للتحكم في توزيعها، أو لحمايتها، وقد انتشرت هذه العمائر المائية في مختلف المستقرات السكنية بواحة الخارجة.



وقد أوضحت الدراسة ذلك تفصيلًا من خلال معرفة منشآت التحكم، ومنشآت الوقاية ومنشآت التوزيع ومنشآت التخزين الأمر الذي يوضح مدى اهتمام ومعرفة أهل الواحة بالمياه وإدارة شؤونها.



وأدت ندرة الماء في المناطق الصحراوية إلى اتجاه أهل الواحة إلى الكشف والبحث الدائم عن الماء وأماكن تواجدها، ومن ثم إنباطها وجرها إلى منازلهم ومزارعهم فأوجدوا وسائل عدة لحفرها ورفعها وجرها، كما انهم ابتكروا طرقًا لتخزين الماء من أجل الحفاظ على الماء والاستفادة به وقتما شاءوا .



إضافة للمكتبة العربية

وفى النهاية تؤكد هذه الدراسة التى تعد إضافة هامة للمكتبة العربية فى موضوع حيوى إدراك وفهم ورصد وحسن استغلال الحضارة الاسلامية لأهمية الماء ودورته وكيفية الحصول عليه بأقرب وسيلة وأفضل تقنية، كما اتضح من خلال الدراسة مدى ما كانت عليه المنظومة الحضارية الاسلامية متكاملة فكرًا وعلمًا وقانونًا لتحقيق غايات الاستفادة من الماء في نواحي الحياة المختلفة في إطار توجيهات الدين الاسلامي الحنيف .



حيث أوضحت الدراسة مدى تأثر المستقرات السكنية بواحة الخارجة بشروط نشأة المدينة الاسلامية في اختيار مواقع تلك المستقرات بالنسبة لمصادر الماء، وكيف بدى شكل النسيج العمراني متأثرًا بذلك إلى حد بعيد.



كما اتضح من هذه الدراسة مراحل تطور إنشاء المنشآت المائية في واحة الخارجة

وكيفية توظيف النظريات العلمية في إنشاء هذه المنشآت بتقنيات بدأت بسيطة وتقليدية ثم تطورت مع تطور الحضارة حتى وصلت إلى مستوى متقدم في هذا المجال.



وتم عرض الجوانب التقنية سواءً في تحديد مصادر الماء، ومراحل استنباط الماء، وطرق رفع الماء ومراحل تخزينه واختيار مواد البناء المناسبة، و طرق التنفيذ والانشاء ، ثم طرق التشغيل والصيانة مما يؤكد جودة الاداء ومدى الابداع في كل مرحلة من تلك المراحل التي قام بها أهل الواحة.



أوضحت الدراسة ثراء المصادر الفقهية المتخصصة في مجال العمران بالآراء والأحكام التي تتعلق بالتخطيط العمراني بصفة عامة، وكذلك المنشآت المائية المتنوعة سواءً كانت عامة أو خاصة.



أكدت الدراسة أن ظهور البلدات والقرى بواحة الخارجة لم یكن أمرًا عفویًا بقدر ما كان یستجیب لظروف طبیعیة ملائمة توفر الشروط الضروریة للحیاة منوجود مصادر الماء وكيفية استمرار تدفقها والحفاظ عليها.



أظهرت الدراسة أن عمارة المنشآت المائية بواحة الخارجة تأثرت بكثير من العوامل المناخیة والبیئیة  فنظرًا للطبیعة المناخیة

فقد لجأ المعمار إلى محاولة التكیف مع هذه الظروف وانعكس ذلك في ابتكار نوعيات مختلفة من المصدات سواء الطبيعية أو الصناعية حول المنشآت المائية؛ لحمايتها بصفة دائمة من أخطار طمس الرمال .



أوضحت الدراسة أثر الأحكام الفقهية في توزيع المنشآت المائية وعلاقتها بالمنشآت الدينية  وهو ما يكشف مدى تطبيق الأحكام الفقهية بواحة الخارجة.



وأن أهل الواحة حاولوا التغلب على الظروف المناخیة الصعبة للمناطق الصحراویة إلا أنه لم یغفلوا الجانب الفقهي في كيفية احترام الاعراف والقوانين العرفية في تقسيم الماء وكيفية تخزينه والحفاظ عليه وتجنب النزاعات بين المساهمين في الآبار بتحديد وجبات للماء، فبالرغم من اختلاف الفقهاء حول تحدید معنى العرف إلا أنهم اتفقوا على أن یكون مصدرًا من مصادر التشریع الإسلامي.



إبداع علمى للباحثة

وترى حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان فى هذه الدراسة إبداعًا علميًا للباحثة وتفرد وإستثنائية فى تناول موضوع حيوى من كافة الجوانب أظهر إبداعات وابتكارات أهل الواحة حيث يمكن الاسترشاد به فى الاستفادة من مخزون المياه الجوفية الاستراتيجى بواحة الخارجة بتطبيق التقنيات القديمة مع التقنيات الحديثة والاستفادة به فى مشروعات قومية لتوفير الاحتياجات من المحاصيل الرئيسية خاصة القمح والبقوليات لتوفير المليارات التى تنفق فى استيرادها والوصول بمصر إلى الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الرئيسية.



وتفترح الحملة إنشاء مركزًا للبحوث الزراعية والمائية بواحة الخارجة لاستغلال الثروة المائية وعمل المزيد من الأبحاث لحسن استخراجها واستثمارها والاستعانة بهذه الدراسة المتفرّدة التى تقدم توثيقًا معماريًا دقيقًا للشكل المعماري الذي كانت عليه المنشآت المائية بواحة الخارجة وكذلك ما بقى من وحداتها وعناصرها المعمارية اعتمادًا على الدراسة الميدانية وتوضيح كل وحدة وعنصر معماري بالرفع المعماري والرفع المساحي والصور الفوتوغرافية والوصف المعماري الدقيق والدراسة التحليلية.

google-playkhamsatmostaqltradent