رسالة من شهيدة فلسطينية قبل استشهادها
محمد أبو سيف
مروة عبد المنعم
وسط أصوات طلقات الرصاص ووسط صوت القذائف الصاروخية وحطام البيوت وصراخ الأطفال ، ووسط قلق قلب أم خوفاً على أبناءها ، لم يكن لدى الأم إلا أن تترك رسالة بصوتها ، ربما يصل صوتها الذي كان يملؤه الشجاعة ولم يكن لديها خوف من الموت ، ولكنها كانت تخاف على أبناءها ، وهذا حقها كأم .
من داخل فلسطين ، من داخل قطاع غزة
ووسط كل هذه الأهوال ، أرسلت الشهيدة الفلسطينية كلماتها الأخيرة
لقد استشهدت هذه البطلة وذهبت إلى ربها راضية
تاركة لنا رسالة فهل من مستمع .
كانت تتحدث الى صديقة لها عبر رسائل صوتية على الواتساب .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله يا نهاد أنا فاهمة يا نهاد أنك بترسلي لي ما يقوي عزيمتي أنا وأطفالي
لكن أحب أطمنك أن عزيمتنا قوية وأننا وصلنا أختي نهاد
والله ورانا أشياء بأعيينا الليلة
الحمد لله شاهدنا وسماعنا الليلة أبشع الأصوات بأقوى قصف وما أسماعنا أبشع من هيك صوت ولكنني دعوت دعاء
اللهم ألقي أمنة من نعاس على أطفالي
والله العظيم والله العظيم ولا أحد من أطفالي صحي برغم شدة القصف الدنيا حوالينا تتساقط قطع شظايا وأصوات مخيفة لكن الحمد لله ولا واحد من ولادي صحي .
اختي نهاد لا تقلقي عليا ولكن أدعو لنا وما تخافي علينا اللي بدنا نثبتكم ونقولكم يارب توصلوا لهذه المرحلة من الثبات أنكم تكونوا زينا ويكرمكوا الله وتوصلوا للمرحلة اللى أحنا فيها هلا.
من الثبات في الدين والعقيدة
قبل شوية عبد الله أبني الصغير عنده ثلاث سنين بيقولي :
يا أمه أنا حاسس بدي أموت لكن مش هالموت أنا هترفع للسما
قولت : له بعد الشر عليك يا أمه وخلاني أبكي بكاء شديد سبحان الله العظيم عمري ماسمعت هيك كلمة من طفل وكأن الملائكة أنطقته وكأن الله ألقى فى قلبي سكينة على أطفالي مثل ماشطة بنت فرعون اللي رميت أبنها في الزيت
وقال لها الطفل أصبري يا أمه .
أطلعت في أبني الصغير وكأن ربنا بيقولي حتى إن مات فهو شهيد ، هم أحياء عند ربهم يرزقون .
حتى الأطفال عنا الله بينطقهم كلام هننا ما بيعرفوه .
في خلفية التسجيل أصوات القصف الشديد متواصلة جعلتها تردد استغفر الله
أستغفر الله
حسبي الله عليهم
وصية وصية لكل حدا بتقابلوه في حياتكم من اليوم إلى نهاية العمر وبلغوه أولادك وكل الدني في هادي الأرض كان في ناس قالت لا إله إلا الله.
وفي هادي الأرض ناس ثبتت على دين الله قاعدين أحنا فئة قليلة مش بنحارب
إسرائيل أحنا بنحارب أمريكا نفسها
مثل الفرس والروم
وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله لا تقلقوا علينا إذا موتنا شهداء أدعوا لنا ،وإذا عشنا والله أكرمنا كمان أدعوا لنا بالثبات فهو صعب .
في الخلفية أصوات قصف صاروخي متواصل بشكل كثيف وأستطردت في حديثها لتقول الثبات الآن فوق الخيال خاصة لنا كنساء مدنين وأطفال عزل أبرياء.
وصيتى الأخيرة أختي نهاد سمعي هاد الكلام لأي حدا بتعرفيه وقولهم يدعو لنا ويعرفوا الحقيقة.
هادي وصية ألكم أمانة
ما حدا يشوه صورتنا أدام العالم ولا المقاومة الفلسطينية هي لا تنفذ أچندات وهي أشرف من أي بني آدم على الأرض
هي بتدافع عن وطنا وديننا وعرضنا قبل كل شئ من قال عنا غير ذلك ماهم إلا فئة المرجفين المنافقين في المدينة
صار لنا قصف شديد طولت عليكم بس بعد هيك ما اقدر أحيكيكم
هيك أخر مرة بعدها ما بقدر أحيكيكم ولكن لازم تفهوه النقطة هي التاريخ ببتغير لأن الخونة راح يكتبوا شئ تاني انقطع صوتها بصراخ شديد على قصف أشد وقالت في النهاية أحنا من المجاهدين يارب ولاقت ربها شهيدة.
وصية شهيدة إمراة فلسطينية
حرة آبية قبل الموت بلحظات
هذه الرسالة ليست من وحي الخيال
يعلم الله انها رسالة صوتية من أحد أمهاتنا شهداء الأقصى .
حصري لجريدة دايلي برس مصر