لم يرفع القلم بعد
" رفيق من خريف سابق"
رفيق من خريف سابق
بقلم الكاتبة : منال خليل
أعوام من اللهفة والعشق يضمهم صباح واحد ، تغزل فيهم الشمس خيوط الذكريات بروح " حياة "
مع فنجان قهوة الثامنه صباحاً بنفس مجلسها المعتاد بشرفتها بين الزهور
و كأنها أحدى الزهرات البرية الندية
تسمع موسيقاها الخاصة .. رداء شفاف مثل أفكارها .
وأخذت تحدثه وكأنه يشاركها قهوة الصباح بفنجانه الذي يجاور فنجانها أبداً
بكل بداية نهار .. خيوط الشمس تدغدغ عيوني .
وتذكرني إني مازلت موجودة ظاهرياً
واني موجوعه جدااا وانك غائب بعيدا هناك على الطرف الآخر من النهر أو بنهاية الحياة .
غائب جسداً ، ولكني ممتلئة بك دوماً
لربما أشعر بألم ما .. شعور ما .
أتحرك صوب أي مكان طرقناه يوماً معاً
أو تمنينا أن نطرقه ولم يسعفنا الزمان أتحدث بكلمات واجبة مقتضبة بلا حياة
فهذا الصوت ليس صوتي
هذه الملامح ليست ملامحي
وكأني الحزن يسير على قدمين
أشعر بالشيخوخة تحبو داخلي
ولكن كل هذا يتغير عندما يبعثرني الحنين
وضعت ساق فوق ساق بأناقة وعلى مهل وهي تغتصب إبتسامة مرحة
وتناولت دفتر مذكراتها من على الطاوله وبدأت تدون له :
صباحك رائع يالغريب الغائب ..
يالحبيب الدائم المحبة
رغم آلام جراح فعل الخطايا والزمان أشتاق إليك بقدر ألامي وهجرك .
مع أحتفاظي بعشق بدايات صباحات خريفية وجمال تساقط أوراق أشجار ملونة تُزين طُرقات حبيبة كم أتمنى لو أخطوها معك .
وأعتقد أن تلك الوريقات تتساقط مع بعض من قطرات ندى إعتراضاً على غيابك .
في عشق كل العُطور الصباحية التي تستمد رائحتها منك ومن مسام جسد أشتاق لوجودك حوله .
صباحك ياسمين جورري ، أبيض كقلبك
واضح كحضورك الأفتراضي
صباحُك برائحة القهوة محّلي بندى جمال صدق وجودك بقلبي
و حدثت نفسها وهو داخلها :
لربما قد نُكّرر من المفردات طيلة حيـاة ولكن لا نعيها
أو نعنيها ، إلا عندما نشعُر إنها خُلقت لنُطلقها على شخص واحد فقط وكأنها لُغة تخُصه وحده وقبله كانت عدم
أنهت فنجان قهوتها و ابتسمت لأوراق خريفية حمراء هبطت لتزين أسفل الشجر وكأنها تشكل لوحة سيريالية
في عشق المكان والمارين عليه
فكرت قليلأ وهي تعتدل لتعيد ترتيب بعضم من خصلات شعراتها وقد نثرها هواء الخريف على جبينها
فتذكرت أنها قد طوت صفحة أحاديث القلب والأحلام
وأكتفت برفقة الزهور والثرثرة مع وريقات الشجر .
طيور الصباح الزائرة
و تدوين المشاعر كرفيق من خريف سابق .