جنحة الضرب في القانون المصري

 الفقد عند الأطفال

د. هدير طاحون 

أستشارى الصحة النفسية ومعالج معرفي سلوكي للأطفال 

أول تجربة فقد يمر بها الانسان هي فقد رحم الام ليخرج بعدها للحياة، والفقد يتضمن وفاة شخص

 او فقد عزيز او فقد مكان او حيوان أليف.

كما إن تجربة الفقد من اصعب الخبرات التي يمر بها الانسان ولكنها اكثر صعوبة عند الأطفال لإنهم لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بشكل كامل وخاصة عند موت شخص عزيز. 

وينمو مفهوم الموت عند الأطفال بشكل تدريجي فالأطفال الرضع حتي عمر عامين لا يدركون مفهوم الموت، لكنهم يدركون مفهوم الإنفصال لذلك فهم  يبكون عند غياب احد الوالدين، اما في سن ماقبل المدرسة (3-6 سنوات) يعتقد الأطفال ان الموت أمر مؤقت وأنه يشبه النوم، واحيانا يعتقد الأطفال ان رحيل الشخص لأنهم اساؤوا السلوك وانه سيعود لو احسنوا التصرف، اما في عمر من (6-12 سنة) يدرك الاطفال ان الموت بلا رجعة وبالتدريج يدرك الطفل في سن العاشرة ان الموت حتمي ويحدث للجميع ولا يمكن تجنبه. 

ومن الافضل ملاحظة سلوكيات الطفل بعد خبرة الفقد، فتتنوع مشاعر الأطفال تجاة الفقد

(قد يشعروا بالحزن أوالاحباط او الذنب او القلق او الغضب ) وقد يظهر الحزن عليهم لفترات قصيرة فينتقل الطفل من البكاء الحار الى الانخراط في اللعب

ولا يعني هذا انه لا يشعر بالحزن او تعافى من مشاعر الفقد لان الأطفال يستخدمون طرقا مختلفة للتكيف عن تلك التي يستخدمها البالغون، وقد يكون اللعب بالنسبة لهم ميكانزمًا دفاعيًا ليحميهم من المشاعر المؤلمة وقد تظهراعراض سلوكية مثل: 

التبول اللارادي الليلي

 مص الأصابع - ضعف التركيز- انخفاض المستوي الاكاديمي- مخاوف غير منطقية- العنف والشجار مع الأخرين- اضطرابات في النوم. 

لا نستطيع حماية الأطفال من الألم ولا يمكننا منع الموت عما نحب لكن ما نستطيع تقديمة للطفل هو مساعدته للتعبير عن مشاعره واستعادة شعوره بالامان.