رفضت تنزيل علم مصر ورفع علم إسرائيل على قلعة طابا
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
وأنا أقلّب بين ملفات الذكريات، وجدت عقلى وقلبى يدفعنى لأن أروى هذه الذكرى حين كنت مفتشًا للآثار بمنطقة آثار طابا.
وكانت هناك أفلام يتم تصويرها داخل قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون، وفى يوم جاء إلى الجزيرة طاقم تصوير فيلم "فخ الجواسيس" ﺇﺧﺮاﺝ أشرف فهمي، بطولة محمود عبدالعزيز، هالة صدقي، أحمد خليل، والفيلم مستوفى الموافقات الأمنية وموافقة الآثار على كل المشاهد بالطبع.
وكنت مفتش الآثار بالقلعة الذى استقبل الوفد وهناك تعليمات من رؤسائى بتسهيل مهمتهم، وكان طلبهم تصوير لقطة بالقلعة على اعتبار أنها أيام الاحتلال الصهيونى لسيناء، والمطلوب تنزيل علم مصر من على القلعة ورفع علم إسرائيل.
فى هذه اللحظة أحسست بخنجر يخترق قلبى، توقف فيها كل تفكيرى وانصب على رأى واحد لا بديل له فقلت لهم استحالة تصوير هذه اللقطة مهما كانت النتائج، فعلم مصر الذى رفع على أرض سيناء لن يستبدل بأى علم أبدًا.
وكنت أعلم مدى صلتهم بوزير الثقافة فاروق حسنى وكانت الآثار تتبع الثقافة ومجرد تيلفون له سيكلفنى الكثير، أقلها النقل من أحب الأماكن إلى قلبى وهو سيناء معشوقتى ربما قبل أن أولد وحتى يسترد الله وديعته.
ورغم ذلك كان إصرارى على رفض هذا الطلب
وكان يرافقهم ضابط مخابرات فاشتكوا إليه بأن معهم كل الموافقات الأمنية، ولكن موقف ضابط المخابرات الوطنى كان سندًا لى وقال لهم هذا موقعه والكلمة الأخيرة له
وأمام إصراراى غادروا جزيرة فرعون لاستكمال أعمالهم
وقتها شعرت باسترداد كرامتى وشرفى وعرضى الذى كاد أن يسلب منى للحظات كان الموت أشرف لى من رؤية علم الصهاينة يستبدل بعلم مصر
هكذا هى قيمة الأرض لدينا
هكذا هى سيناء فى القلب
هى الأرض المقدسة التى تفوح منها رائحة المسك لاختلاط رمالها بدماء الشهداء
هى العرض والشرف والكرامة.