اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

طب الأسنان في مصر القديمة

 طب الأسنان في مصر القديمة





كتب د.عبد الرحيم ريحان


كان النظام الغذائي في مصر القديمة غنيًا بالمواد "الكاشطة" من الرمل المتبقي من طحن الحبوب وقطع الصخور التي يتم بها تحضير الخبز، وبالتالي كانت حالة أسنانهم سيئة حتى تحسنت تقنيات طحن الحبوب، ويمكن أن تكون أمراض الأسنان قاتلة فقد توفى الموسيقى «جدمات عنخ» في سن الخامسة والثلاثين تقريبًا بسبب مرض أسنان واسع النطاق.

عرف قدماء المصريين وسائل تنظيف الأسنان منذ 3500 - 3000 قبل الميلاد عندما استخدم المصريون القدماء والبابليون أغصان شجر كانوا ينظفون بها بقايا الطعام بأسنانهم، وتم العثور بالمقابر على المسواك الذى كان يستخدم لتنظيف الأسنان من بقايا الطعام والمصنوع من أغصان الأشجار العطرية التى تجعل النفس ذى رائحة جيدة، وفى نفس الوقت تعمل على إزالة البلاك وجزيئات الطعام، كما عرفوا معجون الأسنان المكون من خليط من حوافر الثور والحجر الخفاف وقشر البيض وذلك لنظافة اللثة والأسنان مع الحفاظ على صحة الفم المناسبة.

علاج تسوس الأسنان

نبغ المصريون فى علاج تسوس الأسنان بملء التجويف الذي يحدثه التسوس على عجينة تتكون من مسحوق مواد معدنية أو أحجار لها أثر يؤدي لوقف التسوس مثل حجر «الملاخيت والتركواز والكوارتزايت» وأكاسيد الحديد مثل «المغرة الصفراء» يخلط مع مستخرجات نباتية لها صفات الصمغ ومفعول مهدئ وملطف للألم وكذلك عسل النحل وعانى معظم المصريين القدماء بدرجة أقل من التسوس، ولكن بدرجة أكبر من أمراض اللثة ومن تآكل سطح الأسنان، الذي أدى إليه خلط القمح بالرمل المقصود به الإسراع من عملية طحن الحبوب

و لم تظهر حالات تسوس الأسنان إلا من بداية عصر الدولة الحديثة 1570 ق.م، وكانت حالة أسنان أهالي مصر والنوبة جيدة، بسبب بساطة الطعام الذي كان أغلبه نباتيًا ويحتوي على الكثير من السليلوز، ومع زيادة الترف وتنوع أنواع الطعام ظهرت حالات التسوس والتي اعتقد القدماء أنها دودة تنخر في الأسنان 




علاج نزيف اللثة

كما عالج المصرى القديم نزيف اللثة والتقرحات وظهور طبقة الجير وكانت حالات تقيح اللثة تعالج بمراهم محضرة من الخروب وملح النطرون والينسون، وفي الحالات المزمنة التي تحدث بها خراريج كان يتم تصريف الخراريج بواسطة عمل تربنة في عظمة الفك وفى بردية ايبرس علاج نزف اللثة ببعض الأعشاب التي تستخدم كمضمضة لعلاج النزيف.

تقويم الأسنان

عرف المصرى القديم تقويم الأسنان خاصة الضروس، حيث استخدموا الأوتار لتوحيد الأسنان غير المتناسقة لذلك فهم أول من ابتكر التقويم، وتؤكد نصوص ومناظر من مقابر وتماثيل ولوحات جنائزية عديدة وجود مهنة طبيب الأسنان وكان طبيب الأسنان يسمى «أبحي أو ايري أبح»، وهو وصف مشتق من كلمة «أبح» والتي تعني السّنة وهناك إسمين من أطباء الدولة القديمة هما «منقرع عنخ، نيفريت».

وتظهر الهياكل العظمية للمصريين القدماء أن هناك أسنانًا كان يتم خلعها بالقوة بخلاف التي تسقط من تلقاء نفسها بسبب أمراض اللثة وتآكلها وهناك نقش من معبد كوم أمبو الذي بدأ بناؤه في القرن الثاني قبل الميلاد يظهر أدوات طبية من بينها أدوات تشبه تمامًا الأدوات التي نستخدمها حتى الآن لخلع الأسنان ووجدت كذلك نماذج قليلة لتركيبات استعاضية «جسور» بسيطة تتكون من أسنان طبيعية تعوض السنة المفقودة وتثبت إلى أسنان الفك عن طريق أسلاك من الذهب أو الفضة للأسنان.




بردية أدوين سميث

وتنوه الباحثة الآثارية ملك ياسر إلى أهمية بردية (أدوين سميث) التى تصف ٤٨ حالة مرضية وطرق علاجها، من ضمنها وصفات لغسيل الفم وعلاج لأمراض الأسنان واللثة وحشو الأسنان، وقد استخدم المصرى القديم  مواد معينة لحشو الأسنان مثل العسل الأبيض وسلفات النحاس والصمغ ، كما استخدموا أدوات لتنظيف أسنانهم تشبه الفرشا،ه صنعوا أول معجون أسنان في التاريخ من الملح والنعناع والفلفل الأسود علي حسب بردية بالمتحف الوطني في النمسا

كما عرفوا تركيب جسور لأسنان جديده موضع الأسنان المفقودة وتثبيتها بأسلاك من الفضة والذهب، وقد ظهر فى عدد من المومياوات، كما استخدموا  في علاج الأسنان أدوات مثل المناشير والشواكيش والأزاميل.


google-playkhamsatmostaqltradent