اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

مساجد عبر العصور : المسجد الأقصى

 مساجد عبر العصور : المسجد الأقصى 




تقرير/ منى منصور السيد


المسجد الأقصى قبلة الأنبياء وقبلة المسلمين الأولى، وثالث المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها.

وذكر القرطبي وغيره عند تفسير قول الله تعالى: 

(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ)

 [آل عمران:96] 




فقال: إن أول بيت وضع في الأرض للعبادة هو بيت الله الحرام بمكة المكرمة - حرسها الله - وبعده المسجد الأقصى بأربعين عاماً، ثم قال: ثبت في صحيح مسلم وغيره عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صل الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض؟ قال: "المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون عاماً. ثم الأرض لك مسجد، فحيث أدركتك الصلاة فصل".





ثم ذكر: أن سليمان عليه السلام هو الذي بنى المسجد الأقصى، وأن إبراهيم هو الذي بنى المسجد الحرام، ولا يمكن أن يكون بينهما أربعون عاماً، لأن سليمان وإبراهيم بينهما آماد طويلة.

ثم وفق بين الروايتين بأن إبراهيم وسليمان ليسا أول من بنى المسجدين، وإنما جددا بناءهما، وبنيا على قواعد وأساس من سبقهما، وهو آدم عليه السلام، وقيل: الملائكة.





ثم قال: قال علي كرم الله وجهه: أمر الله الملائكة ببناء بيت في الأرض، وأن يطوفوا به، وكان هذا قبل خلق آدم عليه السلام، ثم إن آدم بنى منه ما بنى، وطاف به، ثم الأنبياء بعده، ثم استتم بناءه إبراهيم عليه السلام، وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة:

 (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

 [البقرة:127] 

فيجوز أن يكون آدم أو غيره من ولده هو الذي بنى بيت المقدس بعد البيت الحرام بأربعين عاماً، ويجوز أن تكون الملائكة بنته بعد بنائها البيت الحرام بإذن الله تعالى، وكل ذلك محتمل.

والحاصل: أن المسجد الأقصى بُني بعد المسجد الحرام بأربعين عاماً، وأن الذي بناهما إما الملائكة وإما آدم عليه السلام وذريته وأنّ المسجد الأقصى الذي ورد ذكره في القرآن الكريم يشمل الحرم القدسي الشريف بأجمعه، والذي هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ويشمل مسجد الصخرة، والمسجد الآخر، وكل ما في داخل السور 




وقال الدكتور عبد الله معروف في أطلس معالم المسجد الأقصى: المسجد الأقصى المبارك هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس المسورة التي تسمى اليوم البلدة القديمة، ويشمل كلا من قبة الصخرة المشرفة ذات القبة الذهبية، والموجودة في موقع القلب منه، والجامع القِبْلِي ذو القبة الرصاصية السوداء أو البرونزية، والواقع أقصى جنوبه ناحية القِبلة، فضلا عن نحو 200 معلم آخر تقع ضمن حدود الأقصى، ما بين مساجد، ومبان، وقباب، وسبل ماء، ومصاطب، وأروقة، ومدارس، ومحاريب، ومنابر، ومآذن، وأبواب، وآبار، ومكتبات تبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي 144 دونماً ـ الدونم = 1000 متر مربع ـ ويحتل نحو سدس مساحة البلدة القديمة، وشكله مضلع أو شبه مستطيل غير منتظم، طول ضلعه الغربي 491م، والشرقي 462م، والشمالي 310م، والجنوبي 281م.

google-playkhamsatmostaqltradent