اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

المسجد الحسيني ومشهده ، حكايات وأسرار

 المسجد الحسيني ومشهده ، حكايات وأسرار






كتب - د . عبد الرحيم ريحان


ارتبط المسجد الحسينى ومشهده بالقاهرة بروحانيات المصريين وليالى شهر رمضان الكريم .. وهو المسجد الذى شهد على حقب تاريخية هامة فى تاريخ مصر.


ونتجول مع المهندس فاروق شرف خبير الترميم الدولى بين المواقع التاريخية والأثرية، بين خان الخليلى والفيشاوى والمالكى والدهان، ومرورًا بالغورية والصاغة والعطوف وأم الغلام وباب الفتوح. لنتوقف معه عند المسجد الحسيني.



أنشىء فى العصر الفاطمي 549 هـ – 1154 م تحت إشراف الوزير الصالح طلائع بن روزيق أحد القادة الفاطميين فى فترة منتصف القرن السادس الهجرى فى عهد الخليفة الفاطمى الظافر بأمر الله .. والمشهد هو المكان الذى يدفن فيه الشهيد.





توسعات المسجد

يشير المهندس فاروق شرف إلى توسعات فى المسجد في العصر الأيوبي، حيث أنشأ أبو القاسم بن يحيى بن ناصر السكري المعروف بالزرزور، منارة على باب المشهد سنة 634هـ، 1236م، وهي منارة مليئة بالزخارف الجصية والنقوش البديعة، تعلو الباب الأخضر، وقد تَهَدَّمَ معظمها، ولم يبقَ منها إلا القاعدة المربعة، وعليها لوحتان تأسيسيتان

 (وقد جددت وهي الموجودة الآن ).



وقد احترق هذا المشهد في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة 640هـ، 1242م، وقام بترميمه بعد هذا الحريق القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني ووسَّعَهُ وألحق به ساقية وميضأة، ووقف عليه أراضي خارج الحسينية قرب الخندق، ( تقول بعض أبحاث المؤرخين: إن الذي أحرق المشهد هم اليهود بمصر).





فى العصر المملوكي 1264م تم ضم مسجد صغير بجانب باب المشهد، أمّا فى عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون فكانت التوسعة ببناء إيوانان وبيوت للفقهاء العلوية واستمرت عمليات التوسع والإضافة حتَّى جاء الأمير (عبد الرحمن كتخدا)

 فقام بإصلاحات كثيرة؛ ففي سنة 1175هـ ، 1761م أعاد بناء المسجد، وعمل به صهريجًا وحنفية بفسحة، وأضاف إليه إيوانين، كما جدد المشهد والقبة المقامة على الضريح وزينت هذه القبة من الداخل بالنقوش الملونة التى يتخللها التذهيب كما رتَّب للقائمين عليه مرتبات كثيرة ظلَّ معمولًا بها حتى سنة 1206هـ 1792م.





فى العصر العثماني 1863م أمر السلطان سليمان خان ( ثانى من حمل لقب أمير المؤمنين من آل عثمان) بالتوسعة نظرًا للإزدحام فى المريدين .. أمّا فى عهد الخديو إسماعيل فكانت التوسعة والتجديد والترميم وكان ذلك بدون المأذنة والتى تم إكتمالها بعد خمس سنوات.





ولمَّا قدم مصر السلطان عبد العزيز سنة (1279هـ) وزار المقام الحسيني الشريف، أمر الخديوي إسماعيل بعمارته وتشييده على أتم وأحسن نظام، وقد استغرقت هذه العملية بإشراف راتب باشا عشر سنوات؛ إذ تمت سنة (1290هـ)، وقد أسهب علي مبارك في «خططه» في وصف المسجد، وهو البناء الحالي، وما بذله الخديوي إسماعيل، الذي فتح بجوار المشهد (سنة 1295هـ/ سنة 1878م) شارع السكة الجديدة من آخر الموسكي شرقًا حتى وصل إلى تلول البرقية المعروفة بـ (الدَّراسة) الآن، و(الموسكي) نسبة إلى (موسك) أحد كبار الدولة الأيوبية الذي أنشأ هذا الشارع.


وفي سنة 1939م أمر الملك فاروق الأول بإصلاح أرضية القبة وفرشها بالرخام.





أمَّا في عهد ثورة 23 يوليو سنة 1952م فقد عنيت عناية خاصة بتجديد مسجد الحسين، وزيادة مساحته وفرشه وإضاءته، حتى يتسع لزائريه والمصلين به وقد بدأت هَذِهِ التجديدات سنة 1959م، وتمت سنة 1963م، فقد زادت المساحة من 1500 م2 إلى 3340م2 وممكن ملاحظة ذلك من خلال نوعية الأعمدة الحاملة للعقود فهى فى الجزء الشمالى من بيت الصلاة عبارة عن أعمدة خرسانية وليست رخامية كما بالمدخل الرئيسى.





تم توسيع ساحة الصلاة حتى بلغت 3340م2 وإنشاء مبنى إداري للمشهد والجامع، وأيضًا مكتبة في الجهة الشرقية على امتداد القبة ومصلى للسيدات، وفي السنوات الأولى من ثمانينيات القرن العشرين قامت هيئة الآثار المصرية بإجراء أعمال ترميم وتجديد للمشهد الشريف والجامع الحسيني، وهو التجديد الذي تم فيه تغيير قبة المشهد التي ترجع إلى أعمال الأمير عبدالرحمن كتخدا التي أجراها بالمشهد سنة 1761م.





وأقامت وزارة الأوقاف واجهة جديدة تتقدم الواجهة القديمة بحيث تَلِيقُ بمنزلة صاحب المقام، وجعلت طول هذه الواجهة (45 مترًا) وعرضها (8أمتار) ورُوعِيَ في الواجهة الجديدة أن تكون أقصرَ من القديمة، حتى تظهر شرفات الواجهة القديمة وقد صُمِّمَتْ هذه الواجهة بحيث جاءت آية في الدقة والإبداع، وتتكون الواجهة من حائط تزخرفه سبعة عقود مدبَّبَة، يرتكز كل منها على عمودين من الرخام

ويحيط بهذه العقود شريط من الزخارف الجَصِّيَّةِ البديعة، ويستعمل ثلاث من هذه العقود كأبواب، أمَّا الأربعة الباقية فهي نوافذ، وستكون النوافذ مملوءة بالبرنز المخرم، وكذا النصف العلوي من الأبواب وستتدلى من الحوائط المحصورة بين العقود مشكاوات بديعة التصميم، ويعلو كل منها دائرة من الزخارف الجصية في توازُنٍ وتماثل محكم.



والآن بناءً على توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مارس 2022م بضرورة تطوير أضرحة ومساجد آل البيت وملحقاتها والساحات أمامها على أعلى مستوى ومنهم سيدنا الحسين رضى الله عنه.



المسجد من الخارج :

- يصف المهندس فاروق شرف المسجد من الخارج طول المسجد الحسيني 58.5 مترًا وعرضه 12.5 مترًا، والمسجد مبني بالحجر الأحمر على الطراز الغوطي .. أما منارته التي تقع في الركن الغربي القبلي فقد بنيت على نمط المآذن العثمانية فهي اسطوانية الشكل .. ولها دورتان وتنتهي بمخروط وطول المأذنة 70 مترًا.



وللمسجد ثلاثة أبواب من الرخام الأبيض الكارارا من الجهة الغربية ( تقع على خان الخليلى ) وباب من الجهة القبلية ( أمام الساحة وبجوار المأذنة ) ويسمى الباب الأخضر.. وباب من الجهة البحرية يؤدي إلى صحن به مكان الوضوء وبابان من الناحية الشرقية أولهما يسمى الباب الأخضر بجوار المأذنة الفاطمية الأثرية المسجلة والباب الآخر يؤدى إلى بيت الصلاة.



الوصف من الداخل:

ويتابع المهندس فاروق شرف أن المسجد من الداخل يشتمل على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية عملاقة من الرخام التركى الأبيض المجزع بخطوط رمادية غير منتظمة .. ثم محراب المسجد وقد صمم من قطع صغيرة من القيشاني الملون بأشكال هندسية متناسقة بدلا من الرخام وهو مصنوع عام 1303 هـ ، وبجانبه منبر من الخشب

 ( كان منبر جامع أزبك الذى تم هدمه عند إعادة تخطيط حي الأزبكية والعتبة عام 1869م ) .. أما دكة المبلغ فكانت عبارة عن غرفة خشبية ترتكز على أربع أعمدة خشبية مستديرة والصعود إليها يكون عن طريق سلم خشبي ( هذه الغرفة كانت بها الإذاعة ومكبرات الصوت ومجهزة بجميع أجهزة التغطية الإذاعية ) .. ويجاور المنبر الخشبى بابان يؤديان إلى القبة ( المشهد ) وثالث يؤدي إلى حجرة المخلفات النبوية التي بنيت عام 1311




أعمال الترميم

يتحدث المهندس فاروق شرف باعتباره من تولى الإشراف على أعمال الترميم بالمسجد فى كلًا من غرفة المقتنيات النبوية وأعمال ترميم وتدعيم عناصر الضريح ( سواء الحوائط الرخامية أو الكسوة الخشبية للقبة من الداخل ) وكان ذلك تحت إشراف الآثاريون مدحت المنباوى مدير عام مناطق آثار شمال القاهرة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية 

و السيد العربي محمد المصري مدير عام الترميم والمؤسس الأول والرئيسى لإدارات الصيانة والترميم للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية وفى رعاية الآثارى محمد الهيتى رئيس الإدارة المركزية 

 ورئاسة قطاع الآثار الإسلامية والقبطية للدكتور فهمى عبد العليم  وفى وجود المتبرع والمحب لآل البيت السيد / عمر بيك الفاروق  وفضيلة شيخ المسجد الحسينى الشيخ / أحمد رضوان 

( رحمة الله عليه ) والإمام الشيخ أحمد فرحات .



الغرفة الشريفة

وينوه المهندس فاروق شرف إلى إنشاء الغرفة الشريفة فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى عام 1893م، لها بابان أحدهما من بيت الصلاة والآخر من قبة المشهد وقد بنيت على أحدث طراز وزينت حوائطها من الداخل بشرائط رأسية من الرخام الملون بإرتفاع متران ( سوكولو ) مع وجود محراب بحائط القبلة للغرفة وهذا المحراب من الشرئط الرخامية الملونة ولكن بشكل مسطح .. ويوجد فوق السوكولو شريط من الرخام الكارارا الإيطالى بكامل محيط الغرفة وبإرتفاع 30 سم تقريبا وسمك 3سم ومكتوب عليه بالخط الكوفى الغائر البسملة وسورة الشرح.



وبعد ذلك النص الآتي: «ذكر ما هو محفوظ بهذه الخزانة المباركة من آثار المصطفى صلى الله عليه وسلم، وآثارِ خلفائه رضي الله عنهم أجمعين.



المقتنيات النبوية بالغرفة

أول ما عرف عنها أنها كانت عند بنى إبراهيم بيثرب "المدينة المنورة" واستفاض أنها بقيت موروثة عندهم من الواحد إلى الواحد إلى رسول الله 

( صلى الله عليه وسلم ) ثم اشتراها في القرن السابع أحد بني حنا الوزراء ونقلها إلى مصر وبنى لها رباطًا على النيل عرف برباط الآثار، وهو المعروف الآن بجامع أثر النبي، بنو حنا من الأسر العريقة في الإسلام، واسم جدهم حِنَّا بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة.



ولما تولى على مصر الخديو عباس حلمي باشا سنة ١٣٠٩هـ، رأى أن ينشىء للآثار حجرة خاصة فتم إنشاؤها سنة ١٣١١هـ وراء الحائط الشرقي للمسجد الحسيني والحائط الجنوبي لقبة المشهد، وجعل لها بابان، باب إلى المسجد وآخر إلى القبة، وجعلت خزانة الآثار بحائطها الجنوبي، وهي باقية فيها إلى اليوم .



وتضم الحجرة النبوية

1- قطعة من قميصه الشريف عبارة عن ثلاثة قطع من النسيج وهى من القطن المصري .. أهدته إليه زوجته السيدة ( ماريا القبطية ) .






2- قطعة من بقايا عصا ويقال أنها العصا التى دخل بها مكة (صلى الله عليه وسلم) وكان يشير بها إلى الأصنام فيتم تحطيمها .. وقد تبين من الفحص أنها من خشب ( الشحوط ) وهو نوع من خشب الأرز الذى كان ينمو على جبال بلاد الشام 


3- سيف الرسول صلى الله عليه وسلم ويقال أنه سيف العضب ومعنى العضب أى الحاد والذى أهداه للنبى الصحابى سعد بن عبادة وذلك فى غزوة أحد.



4- ي عدد أربعة شعرات من دقن وشعر الرأس وهى بطول من ٧ : ١٠ سم وهذه الشعرات مثبتة فى قطعة من الشمع وموضوعة داخل صندوق من الفضة الخالصة.



5- مصحف سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه ويتكون من ٥٠٤ من الصفحات الورقية المكتوبة بمداد يميل الى السواد أما الخط فهو گوفى بسيط نقطت حروفه بنقط حمراء.



6- المكحلة والمرود فقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يكتحل بهما عند النوم وكان الرسول

 ( صلى الله عليه وسلم ) يستخدم الأثمد المفيد لعلاج ضعف البصر وإلتهاب العين فهو يقتل الجراثيم وينبت الرموش ويعمل على إلتئام الجروح.



وهذه الآثار قد حفظت جميعها فى أربعة صناديق من الفضة ملفوفة فى قطع من الحرير الأطلسى الأخضر الموشى بخيوط من الذهب والفضة.



وأخيرآ يوجد بالغرفة مصحف سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه وهو من جلد غزال والذى يزن 80 كيلوجرام وإرتفاعه 40سم وعدد صفحاته 1087 ومساحة الصفحة ٥٠ سم فى ٧٠ سم والصفحة 12 سطر كتبت بحبر دم الغزال وقيل المسك وبخط مكي يعود إلى القرن الهجري الاول, .. أما حروفه فليست منقوطة أو مطموسة و هناك فواصل بين السور وهي عبارة عن رسومات نباتية متعددة الألوان.



مشروع الترميم الثاني بحوائط قبة المشهد

ويشير المهندس فاروق شرف إلى ترميم جدران قبة الإمام الحسين حيث كُسِيَتْ جدرانها حتى ارتفاع طاقية المحراب بأجود أنواع الرُّخَام والفسيفساء الزُّجَاجِيَّة، ويتوسط حائط القبلة المحراب، وعلى جانبيه دخلتان بكل منهما عمود من الرخام السماقي، ويزخرف باطن المحراب بزخارف هندسية، وأشرطة زجاجية من الرخام المشكل.



وبجدران القبة الأربعة خمسة أبواب وشباكان، بابان بالضلع الشمالي الغربي ويؤديان إلى المسجد، وبينهما الشباكان، وبابان بالضلع الشمالي الشرقي، يؤديان إلى مُصَلَّى الحريم، وباب بالضلع الجنوبي الغربي يؤدي إلى حجرة المخلَّفَات النبوية.



واهتمَّت الدولة بكل هيئات الاختصاص فيها بتجديد هذه القبة المبارَكة على أحدث الفنون التكنولوجية فحقنت الحوائط، واستبدلت بالقبة القديمة قبة عظيمة، صَبَّتْهَا من معدن خاص لا يقبل الصدأ ولا التغير، قامت بصنعه الشركات الألمانية بالمواصفات التي طلبت منها، كما قامت بإعادة النقوش والرخام الداخلي على ما كان عليه؛ حفظًا للصورة الأثرية المبارَكة، وقد شاركت جماعة (البهرة الهندية) بفرش الضريح بأرقى أنواع المرمر ( الألاباستر المصري ) الشفاف،  ثمَّ القبة وقد كُسِيَ باطنها بألواح من الخشب الثمين، عليها زخارف نباتية متكررة، وجميع الزخارف المذكورة ترجع إلى سنة (1316هـ)

 من تجديدات الخديوي عباس حلمي الثاني.



ويعلو المحراب مستطيل به قصيدة نقشت بماء الذهب، كتبها الخطاط (البلخي) سنة (1187هـ) مطلعها: ( ألا إن تقوى الله خير البضايعِ ومن لازم التقوى فليس بضايعِ )

وبمناسبة تجديد القبة أهدى رجال (البهرة) الهنديون للباب الفاصل بين القبة الشريفة، وحجرة المخلفات بابًا جديدًا مغلَّفًا بالذهب الخالص، ومكفَّتًا بالفضة والأحجار الكريمة؛ تقديرًا منهم للآثار النبوية، والرأس الشريف.






أين رأس الحسين رضى الله عنه

يتطرق المهندس فاروق شرف للآراء وشهادة العلماء والمؤرخين، حيث أشارت إليه  الدكتورة سعاد ماهر فى كتابها مساجد مصر وأولياؤها الصالحون

ويُجمع المؤرخون، وكُتاب السيرة على أنَّ جسد الحسين رضى الله عنه دفن مكان مقتله في كربلاء أمَّا الرأس الشريف فقد طافوا به حتَّى استقر بـ (عسقلان) الميناء الفلسطيني، على البحر المتوسط.



وقد أيَّد وجود الرأس الشريف بــ (عسقلان)، ونقله منها إلى مصر جمهور كبير من المؤرخين والرواد منهم: ابن مُيَسَّرٍ، والْقَلْقَشَنْدِي، وعليّ ابن أبي بكر الشهير بالسايح الهروي، وابن إياس، وسبط ابن الجوزي، وممن ذهب إلى دفن الرأس الشريف بمشهد القاهرة المؤرِّخ العظيم (عثمان مدوخ)؛ إذ قال: إن الرأس الشريف له ثلاثة مشاهد تزار: مشهد بدمشق دفن به الرأس أولًا ثمَّ مشهد بعسقلان بلد على البحر الأبيض، نقل إليه الرأس من دمشق، ثمَّ نقل إلى المشهد القاهري لمصر بين خان الخليلي والجامع الأزهر.



ويقول المَقْرِيزِيُّ : إنَّ رأس الحسين رضى الله عنه نقلت من عسقلان إلى القاهرة في 8 جمادى الآخرة عام 548هـ، وبقيت عامًا مدفونة في قصر الزمرد حتى أنشئت له خصيصًا قبة هي المشهد الحالي، وكان ذلك عام 549هـ.





ثانيًا: شهادة الدكتور الحسيني هاشم:

يقول فضيلة الشيخ الحسيني هاشم، وكيل الأزهر وأمين عام مجمع البحوث ( رحمه الله )



وقد أَكَّدَ استقرار الرأس بمصر أكبر عدد من المؤرخين، منهم: ابن إياس في كتابه، والْقَلْقَشَنْدِي في «صبح الأعشى»، والمقريزي الذي عقد فصلًا في خططه المسمى «المواعظ والاعتبار» يؤكد رواية (ابن مُيَسَّرٍ) أن الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي

 هو الذي حمل الرأس الشريف على صدره من عسقلان، وسعى به ماشيًا حيث وصل مصر يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة 548 هجرية، وحلت الرأس في مثواها الحالي من القصر يوم الثلاثاء 10 من جمادى الآخرة سنة 548 هجرية عند قُبَّةِ باب الديلم حيث الضريح المعروف الآن بمسجده المبارك.





ثالثًا: الرأي الرسمي لمصلحة الآثار

تقول الأستاذة (عطيات الشطوي) مفتشة الآثار الإسلامية والمشرِفة المقيمة على تجديد القبة الشريفة آنذاك :

تؤكد وثائق هيئة الآثار أنَّ رأس الحسين رضى الله عنه نُقِلَ من عسقلان إلى القاهرة 

كما يقول المقريزي : أنه في يوم الأحد الثامن من جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وأربعين وخمسمئة، الموافق (31 أغسطس سنة 1153م)، وكان الذي وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها، وحضر في القصر يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخرة المذكور (الموافق 2 سبتمبر 1153م).



يقال: أن الوزير الصالح طلائع قد بنى مسجدًا لها  خارج باب زويلة من جهة الدرب الأحمر، وهو المعروف بجامع الصالح طلائع، فغسلها في المسجد المذكور على ألواح من خشب، يقال: إنَّها لا زالت موجودة بهذا المسجد، فممَّا لا شك فيه أنَّه قد أُحضرت إلى القاهرة رأس الإمام الحسين، وليس من مستغرب أن تكون قد غُسِّلَت في مسجد الصالح طلائع، ويؤيد هذه الرواية ما كشفت عنه الحفائر التي أجريت سنة (1945م)، من وجود مبانٍ بجوار الجهة الشرقية للواجهة البحرية لجامع الصالح طلائع، عليها كتابات أثرية منها: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾ ومثل هذه العبارة تكتب عادة على مداخل المدافن؛ ولذلك فإنه من المرجح أن تكون هذه الكتابات من بقايا المشهد الذي بناه الصالح طلائع مجاورًا لمسجده لكي يدفن فيه رأس الحسين.

google-playkhamsatmostaqltradent