الكاتبة منال خليل .. تكتب لم يرفع القلم بعد
و " رفقة القهوة "
- القهوة، ليست بمشروب عادي ..
فهي حكاية عشق وطقوس ...
- القهوة حالة كده من الانفصال المؤقت والاختياري عن ما يدور حولك، من وقت إتخاذ القرار بممارسة طقوس العشق لهذه الرفيقة السمراء .. لها عندي مراسم واجبة :
مبخرة الفحم ورائحة العود ... شمعة بيضاء على قاعدة كريستال ومنهما إلى ...
تحضير صينية القهوة ، الكنكه النحاس العتيقة ..السبرتايه المزركشة الغالية على القلب وغالباً لها ذكرى معيّنة أو من ريحة الحبايب أو شهدت الكثير من ذكريات حميمة وحتى طريقة إعادة ملء السبرتايه بالكحول عن طريق القمع الصغير المتعلق دائما بذراع السبرتايه وكأنه أحد أبنائها .. وعلاقته الحميمة بالسبرتايه النحاس
والتي دائما أشعر بأنها أنثى عايقه في نفسها واثقة ومعتزة بقدراتها ...
- حتى نصل لنوع وتحويجه القهوة ودرجة تحميص وخلط أنواع الحبيبات وطحنها على مهل وبحب مع مزجها بجوزة الطيب والجنزبيل وحبات الحبهان وما تشتهيه النفس ويطلبه المزاج والذي غالباً لا يتغير في حبها
- وهل تفضلها في كوب شفاف صغير لتتواصل مع لونها وقوامها بعينيك ... أم تفضلها أكثر بفنجان أنيق على عرش طبق محفور عليه بصمات الذكرى ومحمل بالحب !!
- شكل فنجانك المميز وهو مهُيئ ومزدان لاستقبال قهوتك وهو يعلم أنه المفضل والوحيد لقهوتك مع رائحة القهوة بالكنكه فوق نار السبرتايه وشكل البخار وهو يتراقص وانت تَصُب القهوة على مهل
في الفنجان .
مع صوت موسيقى والست تدندن "حبيبي يسعد أوقاته" ، أو فيروز وهي تشدو بحزن "حبيبي قلبي ماعاد فيه حنين"
- فنجانك يخصك وحدك تشربه عالريحه ، ساده أو مظبوط يرافقك ويشاركك جميع حالاتك المزاجية ..
- وإن إفتقدت الصحبة الغالية على القلب !!!
ومن هم مثلي أضع فنجان آخر يجاور فنجاني كالونس الوفي ليعوض الغياب، واراقبهما معا وهما يتحاوران ويستعيدا من الذكريات أجملها ..
- فنجان القهوة غالباً أصيل عندما يكون رفيق رائع بوقت الشوق أو الشغف وصفاء الذهن
- ياويلنا وقت السهو عن القهوة فتفور منك والوش يروح غضبان منك ..
فتشعر بالخيبة وكأنك خسرت معركة ما .. يتعكر المزاج حتى تعيد كل الطقوس والمراسم وانت بتهمهم بكلام مش مفهوم ..
- ووقت ماياخدك قلبك وتهفو للغامض عنك من الأشياء ويهفو قلبك للغائب فيقولك اقلبه واقراه !!
وانت لا تفقه شيئا في هذا الموضوع ومتشكك فيه من الأساس ولكنه إمتداد لإطالة علاقتك بالفنجان ..
فتتخيل الرسومات والأشكال ويحكي لك خيالك ويصور لك .. ما تهفو روحك اليه وتتمناه من أخبار سعيدة وهو غالبا بسبب فوران القهوة وتفاعله مع جدار الفنجان ليس إلا ...
- ولكن مشاركة القهوة مع الحبيب لها شؤون خاصة فمن اهم وصايا إظهار الحب بالعالم بعد الصدق والوفاء بالعهود :
إعداد القهوة صباحاً لمن تحب بالفراش ...
وأخذ حبيبك لتناول فنجان من القهوة بمحل جيد مليء برائحة القهوة وتبادل حديث لطيف
- فهناك شيء ما غامض مقدس في صنع فنجان من القهوة لشخص ما فلا يوجد شيء أفضل من الاستيقاظ على رائحة القهوة اللذيذة والشخص الذي تحبه.
- وكما قال " محمود درويش "
لا قهوة تشبه قهوة أخرى. لكل بيت قهوته، ولكل يد قهوتها، لأنه لا نفس تشبه نفسا أخرى.
- وقد قال " أوسكار إيسكالانتي" رئيس الطهاة في مهرجان مايكرو في السلفادور، أن الطعام وكذلك القهوة، يخلقان رد فعل بالجسد ردود الفعل هذه تجعلك تشعر بالارتياح، مليء بالحياة والمتعة... وهذا بالضبط ما يجعلك تشعر بالحب ..
- وأذكر هنا رائعة " اسمهان " وكلمات مأمون الشناوي ولحن فريد الأطرش عام ١٩٤٤ عندما غنت
" آه يا مين يقولي أهوى
أسقيه بإيدي قهوة .. آههه أهوى
يخلي قلبي فى نشوه والدنيا همس ونجوى
يا اللي تبات الليل سهران من إيدي لو تشرب فنجان
راح تلقى فيه السلوى والدنيا تصبح حلوة "
- وعلمياً، فالكافيين الموجود بالقهوة يحفز إطلاق الدوبامين وهو المسؤول عن الشعور بالنشوة، وهو منبه ثبت أنه يزيد مستويات الطاقة ويقلل التعب عن طريق تغيير مستويات بعض الناقلات العصبية في الدماغ .
وتحتوي القهوة على مضادات الأكسدة التي تعمل بطرق مختلفة بمنع أو إصلاح الأضرار الناجمة عن التوتر والعوامل الأخرىوقد وجدت العديد من الدراسات أن القهوة يمكن أن تكون مرتبطة بِخَفْض خطر الإصابة بالاكتئاب
- كما تشير بعض الأبحاث إلى أن شرب القهوة يمكن أن يساعد في الحماية من مرض الزهايمر، ومرض باركنسون..
- حددت منظمة القهوة الدولية أن يوم ١ أكتوبر " اليوم العالمي للقهوة "
وأخيراً " القهوة " هي حكاية عشق مزاجي متقلب سواء طلعت بوجه رائع او من غير وجه ، مثل نصيبك من العشق ...
ولنا في العشق مذاهب .