دع القلق لتبدأ حياة سعيدة
د . سوزان سعد
الجسم السليم في النفسية السليمة في كل مرحلة من مراحل الحياة من الطفولة حتى الشيخوخة.
وحسب موقع اليونيسف إن تعزيز الصحة النفسية والعناية بها لا يقل أهمية عن العناية بالصحة الجسدية، بل يُعتبر مكملّاً لها. نحن كأفراد نمرّ بالعديد من الضغوطات الحياتية والمجتمعية والاقتصادية والعاطفية التي تولّد الإرهاق والتوتر والاكتئاب، والتي جميعها تلعب دوراً كبيراً في صحتنا النفسية. وتؤثر حالتنا النفسية على الأنشطة اليومية والتواصل الاجتماعي مع العائلة والأصدقاء .
فيما يلي 7 نصائح للحفاظ على الصحة النفسية وتعزيزها :
1- إدراك أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية.
تُعتبر الصحة النفسية جزءاً من حياتنا اليومية التي قد تتراوح مخاوفها التي يواجهها الجميع، من قلق يومي إلى حالات خطيرة طويلة الأمد. غالباً ما يشعر الأفراد الذين يُعانون من صحتهم النفسية بالوحدة، حيث أنهم يسعون للبحث عن طرق للحصول على السعادة والثقة بالنفس للتغلب على الحالات المتعلقة بصحتهم النفسية مثل الاكتئاب. تنتشر هذه الحالات بشكل كبير بين الشباب ، حيث يواجهون ضغوطات اقتصادية كالبطالة وضغوطات اجتماعية وعائلية كالزواج وتأسيس أسرة.
الإدراك بأنكم لستم وحدكم تعانون من حالات متعلقة بالصحة النفسية وشعوركم بأنه أمر صحيّ، سيحفزكم على البحث عن الدعم النفسي الذي تحتاجونه وسيمكنكم حتى من مساعدة صديق مكتئب أو حزين.
2 - الإحسان كونوا لطفاء مع أنفسكم ومع الآخرين.
الإحسان هو الخطوة الأولى التي يمكنكم اتخاذها بحق أنفسكم لجعلها بحالٍ أفضل
لا تلوموا أنفسكم بسبب الظروف وكونوا لطفاء نحو أنفسكم.
كما أظهروا تعاطفكم مع الآخرين وقدّموا المساعدة لهم وكونوا لطفاء معهم أيضاً سيشعركم ذلك بطمأنينة وراحة وسيؤثر على مزاجكم ومزاج الآخرين بطريقة إيجابية، وهذا بدوره سيخلق بيئة صحية لكم ولراحة بالكم.
3 - البحث عن الأدوات المختلفة لدعم الصحة النفسية.
هناك العديد من الأدوات والمصادر المتوفرة لمساعدتكم على الاسترخاء والتركيز، كما توجد بعض المنصات الإلكترونية المُعتمدة التي تقدّم شبكة واسعة من مقدّمي الرعاية الصحية ومختصي الصحة النفسية المعتمدين .
إذا لم تكونوا مرتاحين لطلب المساعدة من مستشاري الصحة النفسية في منطقتكم يمكنكم الحصول على دعم الصحة النفسية عبر الإنترنت من خلال التواصل مع المختصين المُعتمدين أون لاين.
بالإضافة إلى ذلك، يوفّر الإنترنت العديد من المعلومات عبر الفيديوهات والمدونات الموثوقة، كما يمكنكم ممارسة التمارين
أو الفنون الإبداعية، أو حتى تعلم هوايات وبناء مهارات معرفية وإبداعية جديدة تساعدكم على التخفيف من التوتر والقلق.
4 - احموا صحتكم النفسية من محتوى وسائل التواصل الاجتماعي السلبي.
يُظهر الجميع على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أسلوب حياة قد يكون بعيداً كل البُعد عن الحقيقة، وقد يُصبح الأمر مرهقاً ومثيراً للقلق والتوتر عندما يبدأ مختلف الأشخاص بمقارنة حياتهم وواقعهم بما يرونه على منصات التواصل الاجتماعي.
علاوة على ذلك الصراعات المختلفة التي تحدث حول العالم، يمكن أن تمتلئ صفحات التواصل الاجتماعي بالأخبار التي قد تثير مشاعر الغضب والتوتر والإحباط والحزن. لذلك، من المهم جداً حماية صحتكم النفسية عند الشعور بالإحباط عن طريق أخذ استراحة من الأخبار السلبية لفترة وجيزة والبُعد عن منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بكم والتوقف عن المقارنة بالآخرين. وبدل الانشغال على حساباتكم على صفحات السوشال ميديا قوموا بممارسة أنشطة مختلفة لتساعدكم على الاسترخاء والتركيز، مثل القراءة والمشي والتحدّث مع صديق مقرّب.
5 - تواصلوا مع أنفسكم وعيشوا اللحظة.
كونوا حاضرين في اللحظة الحالية وركّزوا على ما تقومون به بدلاً من التفكير الزائد بالمستقبل والماضي. تعلّموا مهارات جديدة لتنمية شخصيتكم ومارسوا اليقظة لكي تساعدكم على التركيز بالحاضر من دون مقاطعة أنشطتكم بأفكار متشتتة.
حاولوا الابتعاد عن مصادر الإلهاء وأن تركّزوا على صحتكم النفسية، وأعيدوا إشعال شغفكم بهواياتكم وتحدّثوا عن مشاعركم مع شخص تثقون به.
هكذا وخطوة بخطوة ستتعلمون أن تكونوا سعداء حتى عندما تكونوا بمفردكم مع أفكاركم.
6 - قوموا بهذه الخطوات للاسترخاء والتخلّص من التوتر.
إذا كنتم تشعرون بالغضب أوالقلق أوالحزن، فهذه جميعها مشاعر طبيعية جداً. تقبّلوا مشاعركم مهما كانت ولا تقسوا على أنفسكم بل اسمحوا لها الشعور بهذه المشاعر كما هي.
إليكم هذا التمرين لتهدئتكم ولمساعدتكم على تجنّب الإفراط في التفكير:
وضع إحدى اليدين على الصدر والأخرى على الجبهة.
أخذ عدة أنفاس عميقة وبطيئة للداخل والخارج.
التركيز على التنفس خلا القيام بهذه الخطوات.
7 - اطلبوا المساعدة
إذا شعرتم بالعجز أو الإرهاق، لا تترددوا في طلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسية أو مقدّمي الرعاية الصحية النفسية، واعلموا أن طلبكم للمساعدة سواء من المختصين أو من شخص تثقون به ما هو إلّا دلالة على قوتكم، وذلك لأنكم أبديتم اهتمامكم بأنفسكم وبصحتكم النفسية.