الصحابي مرثد بن أبي مرثد وقصته مع عناق
إعداد وتقديم - علاء الدين عبد الرحمن
كان الصحابي مرثد بن أبي مرثد يحب فتاة باغية تدعى عناق قبل دخوله الإسلام ، وكان متعلق بها حتى اسلم وتركها، ثم هاجر مع سائر المسلمين إلى المدينة ونسيها.
وبينما كان يهرب الأسرى من مكة ليلاً، رأته عناق من بعيد ونادته باسمه فأجابها أنه هو مرثد، فتهللت اسرارها وأخبرته مدى اشتياقها اليه ودعته للإقامة في بيتها هذه الليلة، ولكنه قال لها ( يا عناق لقد حرم الله الزنى)، فهددته إن لم يأتي معها فسوف تصرخ تخبر قريش بتسلله ليلا لتحرير الأسرى لكنه أعاد كلماته عليها مرة اخرى ، فصرخت ( يا أهل مكة يا أهل مكة هذا الذي يهرب أسراكم ) فسارع مرثد في الهروب.
أخذ المشركين أسلحتهم وذهبوا يبحثون عنه، فدخل مرثد في كهف، وكانوا قد دخلوا خلفه هذا الكهف ، لكنهم لم يرونه كأن الله تعالى أعمى أبصارهم، ونجا منهم مرثد، ولكنه لم يعود إلى المدينة، فقد عاد إلى الأسير فحرره وعاد به الي المدينة.
عندما وصل سيدنا مرثد إلي المدينة ذهب الي الرسول صلى الله عليه وسلم وقال :
(يا رسول الله إن عناق امرأة مشركه هل يحل لي ان أتزوجها) لم يجب عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنزل الله تعالى في سورة النور(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ).
بعدما أنزل الله الآية الكريمة، قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : (لا تتزوجها يا مرثد، لقد حرم الله نكاح الزانية)
وعلى الرغم من حبه لعناق إلا أنه أيقن أن الحب الحقيقي ليس حب الأشخاص، وإنما هناك حب أعلى وأبقى هو حب الله ورسوله.
الغزوات التي اشترك فيها مرثد
شارك مرثد بن أبي مرثد في غزوة بدر في العام الثاني من الهجرة ، كما شارك في غذوة أحد، فقد كان حليف لحمزة بن ابى طالب هو وأبيه في غزوة أحد عند استشهاده.
استشهاد مرثد بن أبي مرثد
استشهد مرثد بن أبي مرثد في صفر عام 4هـ عندما أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم مع عشرة من الصحابة الكرام وجعله قائدًا لهذه السرية ليتجسسوا على أخبار قريش فاعترضتهم بعض من قبائل (هذيل وعضل والقارة) واستشهد في يوم عرف (يوم الرجيع) وبعد مقتله رثاه حسان بن ثابت بقوله:
صلى الإله على الذين تتابعوا يوم الرجيع، فأكرموا وأثيبوا
رأس السرية مرثد وأميرهم وابن البكير أمامهم وخبيب.