اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

تعرف على ذاتك واكسب عالمك الخاص

 تعرف على ذاتك واكسب عالمك الخاص






تعرف على ذاتك واكسب عالمك الخاص

    د. سوزان سعد 


 الوعي بالذات هو أحد أصعب المهارات الإنسانية، لكن ذلك لا يعني أنّ اكتسابها وتطويرها أمر مستحيل. ولكن بالتدريب والتمرين يصبح كل شئ ممكنا.



عندما تصبح أكثر وعيًا بذاتك وفهمًا لخفايا نفسك، سيصبح في وسعك فهم العالم من حولك، وبالتالي ستمتلك القدرة على التعامل معه بشكل أفضل ممّا يوصلك إلى أهدافك وطموحاتك.





أقدم لكم ٧ مهارات لتصبح أكثر وعيا بذاتك 

1- استخدم "ماذا" بدلا من "لماذا"!

حينما يقيّم الأشخاص حالتهم في لحظة معيّنة، أو مشاعرهم أو البيئة المحيطة بهم، غالبًا ما يطرحون أسئلة تبدأ بـ "لماذا؟". مثلاً:


لماذا أشعر بالحزن؟

لماذا لا تسير أموري كما يجب؟

إليك السبب وراء كون استخدام مثل هذه الأسئلة غير ذي نفع:


بحسب العديد من الدراسات والبحوث، فإنّك لا تستطيع الوصول إلى الكثير من الأفكار والمشاعر والدوافع المخزّنة في عقلك الباطن. لذا، فعندما تتصرّف أو تفكّر بشكل  معين، ستكون مخطئًا في تفسير سبب تصرّفك هذا.


على سبيل المثال، لو تعرّضت لانتقاد من مديرك في العمل، قد تبدأ على الفور بالتفكير أنّ السبب في ذلك، هو أنّك غير مناسب للوظيفة، أو أيّ من مخاوفك الأخرى.


سيكون من الصعب عليك حينها أن تقيّم نقاط قوّتك وضعفك بشكل عادل غير متحيّز يساعدك للوصول إلى استنتاج صحيح.


فضلاً عن ذلك، قد تهمل إدخال الاستجابات الفسيولوجية إلى المعادلة خلال محاولتك لفهم سبب تصرّفك على نحو معيّن. فربّما فقدت أعصابك في موقف ما بسبب قلّة النوم، أو انخفاض مستويات السكر في جسمك!






كما أظهرت البحوث أيضًا أن الأشخاص الانطوائيين يكونون غالبًا أكثر عرضة للتفكير بشكل سلبي عند تقييم أنفسهم، وعليه فإنّ تقييم الذات باستخدام أسئلة تبدأ بـ "لماذا؟" سيولّد مشاعر الإحباط والقلق في داخلك، ولن يكون مفيدًا على الإطلاق.


بدلاً من ذلك، يستخدم الأشخاص أصحاب الوعي الذاتي العالي: "ماذا؟" في أسئلتهم. نظرًا لأنّ هذا النوع من الأسئلة أكثر نفعًا، كونها تركّز على الأهداف المستقبلية بدلاً من تركيزها على أخطاء الماضي.


لنقل مثلاً أنّك تشعر بالإحباط في عملك. حينما تطرح سؤالاً مثل: "لماذا أشعر بالإحباط؟" ستشعر غالبًا بالمزيد من الضيق والاكتئاب، وستذهب بعقلك إلى أفكار أكثر سلبية.



لكن، إن سألت نفسك: "ما هي المواقف التي تُشعرني بالإحباط في عملي؟"، ستبدأ حينها بالتفكير في العوامل الخارجة عن إرادتك والتي تتعارض مع شغفك وأهدافك، ممّا يتيح المجال أمامك لإصلاح هذه المواقف.



2- انتبه أكثر لما يزعجك في الآخرين

يجهل الكثيرون حقيقة أنّ العديد من الأمور التي تزعجهم في الآخرين، ما هي في الواقع إلاّ انعكاس لصفات وسلوكيات يكرهونها في أنفسهم.



جميعنا نمتلك جوانب لا نحبّها في أنفسنا، ولا نشعر بالفخر لوجودها فينا، وفي حال كنّا نجهل كيفية التخلّص منها، أو نؤمن في أعماقنا أنّه من المستحيل التغلّب عليها، سنلجأ على الأغلب إلى الحلّ الأفضل ألا وهو عدم التفكير فيها.



على الرغم من أنّ تجاهل هذه الجوانب قد يكون مريحًا، إلاّ أنّه ليس حلاًّ منطقيًا على المدى البعيد. لذا، وفي كلّ مرّة تشعر بأنّ تصرّفًا معيّنًا في أحدهم يزعجك كثيرًا، اسأل نفسك قبل كلّ شيء:


هل يمكن أن يكون هذا التصرّف انعكاسًا لصفة 

أو سلوك أكرهه في نفسي؟ هل أتصرّف بطريقة مشابهة أنا أيضًا؟



الإجابة عن هذا السؤال ستكشف لك الكثير عن نفسك وتزيد من وعيك بذاتك.


3- اقرأ قصصا خيالية جيدة 

يُقال عادة أنّ المؤلفين الرائعين هم مراقبون رائعون للعالم من حولهم. وهذه المقدرة الفريدة على ملاحظة التفاصيل الدقيقة الخفية هي بالضبط ما يتيح لهم إعادة بناء العالم في أعمالهم بطريقة مؤثرة مثيرة للمشاعر.


لكن أفضل الكتّاب على الإطلاق، هم أولئك الخبراء في ملاحظة الطبيعة الإنسانية على وجه الخصوص. حيث تنطوي وظيفتهم على الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة جدًا في مشاعر ورغبات وأفكار الآخرين، والتي غالبًا ما نمرّ عنها مرور الكرام في خضمّ روتين الحياة المليء بالمشاغل.


ليس عليك أن تكون كاتبًا أو أديبًا عظيمًا، لكن لا ضرر في أن تتعلّم أمرًا أو اثنين عن نفسك من خلال مراقبة العالم من حولك كما يفعل المؤلفون.


من خلال تقديم وصفٍ وافٍ للشخصيّات، تعلّمنا القصص والروايات الخيالية عالية الجودة كيفية التفكير في الآخرين بعمق، ومع كثير من التعاطف. وكلّما أصبحنا أفضل في ملاحظة الغير، تحسّنت وتطوّرت نظرتنا لأنفسنا.


4- اطلب الحصول على تغذية راجعة وتقبلها

إليك السؤال التالي: "كم مرّة تسعى في العادة للحصول على تغذية راجعة عن نفسك؟"


إن كنت من البشر الطبيعيين العاديين، فأنت على الأغلب لا تفعل ذلك كثيرًا. وهو أمر مؤسف حقًا، ذلك أنّ التغذية الراجعة الحقيقية هي واحدة من أسرع طرق النمو الشخصي وأكثرها فعالية.


وفي الوقت الذي يوجد لدى كلّ واحد منا جوانب في نفسه يعلم أنه بحاجة لتحسينها، تبقى الجوانب التي لا ندركها هي الأهمّ على الإطلاق.


الطريقة الوحيدة لاكتشاف هذه الجوانب هي من خلال سؤال الآخرين عنها. وطلب تغذية راجعة صادقة منهم.


 بعض الاقتراحات :


اختر الشخص المناسب

ابدأ باختيار شخص مناسب تربطك به علاقة وطيدة: أب، أم، زوج/ة، صديق مقرّب...الخ


حاول أن تختار شخصًا، تسمح علاقتك معه أن يخبرك بالجوانب السلبية فيك بصدق، دون مجاملة أو خوف.


ابدأ صغيرا

اطلب تغذية راجعة حول أمر بسيط أو ثانوي. وذلك كي تبني ثقة الطرف الآخر بأنّك ستتقبّل النقد جيدًا. في حال تقبّلت انتقاده حول أمر صغير بشكل جيّد، سيتمكّن هذا الشخص على الأرجح من إخبارك بأمور أعمق وأكثر جديّة.


تقبل الانتقاد بروح رياضية

تجنّب اتخاذ الموقف الدفاعي بأيّ ثمن. عليك بالطبع توقّع حقيقة أنّه لن ينتابك إحساس رائع حينما يخبرك أحدهم عن سلبياتك. ولا ضير في ذلك...من الطبيعي أن تشعر على هذا النحو.

ابذل جهدك لتقبّل التغذية الراجعة التي تتلقّاها، اشكر الشخص الذي قدّمها لك، ووضح له أنّك ستبذل جهدك للتعامل مع هذه الجوانب السلبية فيك.


5- قم ببعض الرحلات الصغيرة

تجبرك زيارة الأماكن الجديدة والبيئات الغريبة على الخروج من روتينك الخاص، لتجعلك أكثر وعيًا بذاتك. لذا لا أحد ينكر أهميّة السفر إلى الخارج في تحقيق النمو على المستوى الشخصي.


لكن، قد لا يكون هذا الأمر في متناول الجميع. ومع ذلك لا يزال في وسعك الاستفادة من منافع السفر في تطوير وعيك الذاتي.


ليس عليك الترحال إلى بلاد أخرى أو قارة جديدة. إذ يمكنك تحقيق نفس النتيجة من خلال السفر على المستوى المحلّي.


6- اكتسب مهارة جديدة

كما أن السفر يجبرنا على أن نصبح أكثر وعيًا بذواتنا من خلال وضعنا في أماكن جديدة مختلفة، فإنّ تعلّم مهارة جديدة يوسّع وعينا الذاتي أيضًا من خلال إجبارنا على التفكير بطرق مختلفة.


بمجرّد أن يتقدّم بنا العمر قليلاً، نجد أنّنا أصبحنا أكثر تشبّثًا بطرقنا الخاصّة في القيام بالأمور. ممّا يلقي بنا في منطقة الراحة.


حينما نقوم بالأشياء التي نبرُع فيها فقط، سنميلُ للتفكير حينها بأننا بارعون في كلّ شيء ونفهم تمامًا طريقة سير العالم من حولنا.


الطريقة الوحيدة للتغلّب على هذا الأمر هي من خلال تحفيز ما يُسمّى بـ "عقل المبتدئ" أو الـ Beginner's Mind.


تتمحور فكرة العقل المبتدئ، حول حقيقة أنّ تعلّم أشياء جديدة، يحتاج إلى أن يكون العقل مرنًا وقادرًا على رؤية الأمور من حوله بمنظور جديد، تمامًا كما هي حال الأطفال.


بمعنى آخر، إن كنت ترغب في تعزيز المرونة والتجدّد في نفسك، وفي طريقتك لرؤية الأمور (الوعي الذاتي)، عليك أن تعود للمستوى المبتدئ. والطريقة الأمثل لتحقيق ذلك، هي من خلال تعلّم مهارة جديدة كليًّا.


7- خصص وقتا لتوضيح قيمك ومبادئك الخاصة

كم مرّة في حياتك خصّصتَ وقتًا للتفكير في قيمك العليا وطموحاتك الخاصّة بصدق وجديّة؟


إن كنت مثل الغالبية العظمى من البشر الغارقين في مشاغل الحياة وضغوطاتها، فأنت على الأرجح لم تملك يومًا ما يكفي من الوقت للتفكير في مثل هذه الأمور العميقة.

ولهذا السبب بالذات، لا تستغرب كثيرًا إن كنت تواجه صعوبة في تحقيق أهدافك، أو الوصول إلى مرحلة الرضا التامّ...في النهاية أنت لا تقضي أيّ وقت في التفكّر في هذه الأهداف أو كيفية تحقّقها على أرض الواقع!


أحد أشكال الوعي بالذات المهمّة يتمحور حول إدراك وفهم الأشياء المهمّة بالنسبة لك حقًا. أسئلة مثل:


لماذا أنت هنا الآن؟

ما الذي خُلقت لتحقيقه وإنجازه في الحياة؟

ما الذي يحقق لك حياة مُرضية يمكنك أن تشعر بالفخر لعيشها؟

هذه الأسئلة قد تبدو لك عظيمة وعميقة للغاية، لكن السبب في ذلك على الأرجح، هو أنّك تقضي الكثير من الوقت في التفكير فيها.


خلال هذه الجلسة مع الذات، أخرج ورقة وقلمًا، وقم بعملية عصف ذهني مع نفسك، فكّر بإجابات عن هذه الأسئلة، واكتب الأمور التي ترغب في تحقيقها والوصول إليها.



ليس هناك طريقة صحيحة أو خاطئة للقيام بهذا الأمر، فالمهمّ هنا هو أنك تمنح نفسك الفرصة للتفكير في هذه الأسئلة العميقة والإجابة عنها ستبهرك حقًا!



وهكذا نجد أنّ الوعي بالذات ليس مجرّد أمر فلسفي عميق، وإنما هو مهارة شخصية يحتاجها كلّ شخص في كلّ وقت وفي كلّ حين.

المصدر : nickwignall

google-playkhamsatmostaqltradent