اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

لعنة العقد الثامن : هل تهدد وجود إسرائيل؟

لعنة العقد الثامن : هل تهدد وجود إسرائيل؟





لعنة العقد الثامن : هل تهدد وجود إسرائيل؟

كتبت - دكتورة ميرنا القاضي 

 باحثه في علم المصريات والشرق الأدنى 


"منذ وقت طوفان الأقصى وأنا لست في هذا المزاج، لا أرغب في العمل أو الكتابة، لا يمكنني سماع أي شيء في هذه الأيام سوى صراخ الأطفال يقتلون بجانبي وأنا عاجزة. ما كنت لأتوقع بأن أرى مثلها في يوم من الأيام. عن أي قصص وتاريخ تتحدثون؟ وهل ما يحدث أمامنا اليوم ترونه طبيعيًا؟  التاريخ اليوم يكتب من جديد .



 هذا ليس ترند نحصد قليلًا من التعاطف والمشاهدات ثم نستمر في الحياة الطبيعية. لو أن مشهد طفل واحد من أطفال غزة وقع في بلاد الغرب، لقامت الدنيا وتوقف الكوكب من أجله. أي حياة هذه التي نسعى لأجلها؟ 



الأترون حالنا نجلس مسمرين أمام شاشات التلفزيون والهواتف في أيدينا نراقب بقلق وغضب وقهر، وغصة، كل ما يجري في غزة، لكن الغريب كلنا يتملكنا هذا الشعور الذي لانعرف مصدره! نعم، العالم بدأ يتغير نحن نرى بعض الشعوب تستيقظ من غفوتها وإلى جانب ذلك بدأ الغطاء ينكشف عن الكيان الصهيوني. ماسيرات هنا ومظاهرات هناك. 



لكن انتباه الجميع انصب بقوة في الآونة الأخيرة على الحركة اليهودية القوية المناهضة لما يسمى بدولة إسرائيل أو الكيان الصهيوني والحاخامات اليهود بشكل خاص واليهود بشكل عام الذين يعلنون  نصره فلسطين والكفاح ضد الصهاينة. يقولون علناً أنه لا توجد دولة اسمها إسرائيل، بل يؤكدون أن اليهود ممنوعون من إقامة وطن قومي لأنفسهم بالمناسبة. هذا الأمر ليس نتيجة الأحداث الأخيرة. فأصوات هذه الحركات ترتفع قبل هذه المجزرة، ولعل أبرزها هو حركة "ناطوري كارتا" او "حراس المدينه" فإن هذه الحركه اليهودية المناهضة لإسرائيل تعارض الصهيونية وتدعو إلى خلع أو إنهاء للكيان الإسرائيلي، وإعادة الأرض إلى الفلسطينيين. تأسست حركة 

“ناطوري كارتا” أو “حراس المدينة” 

في سنة 1935، وتتمركز أتباع هذه الجماعة في القدس ولندن ونيويورك. 



يؤمن أتباع هذا المذهب بأن اليهود يُمنعون من الحصول على دولة خاصة بهم حتى مجيء المسيح، ويركزون على الأدب الحاخامي والذي ينص على أنه وبسبب خطايا اليهود فإنه تم طردهم من أرض إسرائيل. كما يعتبروا بأن إعادة «دولة» إسرائيل ستتم فقط عندما يأتي المسيح. 



أقر الحاخام موشيه هيرش بأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هو القائد الشرعي والقانوني دولة فلسطين، والتي تشمل ما يعرف بدولة إسرائيل.





 هل سمعت عن "لعنة العقد الثامن"

 التي تحذر من زوال دولة الاحتلال في عقدها الثامن؟

في قلب التقاليد اليهودية، تحظى نبوءة تلمودية عمرها قرون بمكانة خاصة من التبجيل والاهتمام، حيث تحذر هذه النبوءة من لعنة العقد الثامن على الدولة اليهودية. 



يشير مصطلح "لعنة العقد الثامن" إلى زوال دولة الاحتلال في عقدها الثامن والذي لم يتبق على تمامه سوى خمس سنوات، على أساس أن الممالك اليهودية القديمة زالت أو بدأت بالتفكك في عقدها الثامن .



وبالرغم من أن العلمانية اللادينية كانت صبغة أساسية لأساطين الصهيونية

  أمثال تيودور هرتزل وبن غوريون

إلا أن هذه الحركة السياسية ارتكزت على فكرة دينية في تأسيس وطن قومي لليهود

وذلك بسبب أهمية الدين كفكرة مركزية. 



وقد قامت بتجييش اليهود على تفسيرات تلمودية، لكي تتجاوز عقبة التصورات اليهودية الرافضة في الأصل لفكرة الدولة اليهودية، إيمانًا منهم بأن الشتات عقوبة إلهية لا ينبغي التمرد عليها .



و قال الدكتور عبد الوهاب المسيري: "الصهيونية حركة قامت باقتلاع مئات الألوف من اليهود من أوطانهم، ونقلتهم إلى أرض معادية داخل مجتمعات تُكن لهم البغض. ولذا، لجأت الصهيونية للعقيدة اليهودية لتحل مشكلة المعنى للمادة البشرية المنقولة".. وتأسيسا على ذلك تلعب النبوءات التلمودية والتراث اليهودي دورا محوريا في حياة المجتمع الإسرائيلي.



وتقول النبوءة الموجودة بالعهد القديم إن سقوط مملكة إسرائيل له أسباب داخلية وينتج عن صراعات بين اسباط إسرائيل، وفي النهاية سيفعل الله ما فعله في مملكة الملك سليمان التي انهارت. 



وكانت هذه النبوءة محور خطاب الإسرائيليين مع وصول إسرائيل إلى عقدها الثامن بالتزامن من تزايد حدة الخلافات والانقسام الداخلي

 التنوع البيولوجي والانقسامات الداخلية.



فعلى الرغم من تفاخر إسرائيل، ابنة الـ75 عاماً، بامتلاكها أقوى جيش بالمنطقة والإقليم، فإن السنوات الماضية كانت شاهدة على تداول موضوع النبوءة هذه بكثرة في الأوساط السياسية والدينية والثقافية الإسرائيلية، إذ عبَّر العديد من السياسيين عن قلقهم البالغ بشأن مستقبل إسرائيل مع قرب دخولها العقد الثامن.



ولعل أول من تحدث بهذا المعنى واستحضره من بين رؤساء وزراء إسرائيل هو بنيامين نتنياهو الذي ادعى قبل 6 سنوات أن بقاءه رئيساً للوزراء هو الضمان الوحيد لاستمرارية إسرائيل بعد عقدها الثامن وما يزيد على قرن، على خلاف الحال مع ممالك إسرائيل التاريخية السابقة.



ثم جاءت كلمة نفتالي بينيت، رئيس وزراء إسرائيل السابق، في حملته الانتخابية لعام 2020، والتي ردد فيها المشاعر نفسها وحث الناخبين اليهود على الوقوف خلف الائتلاف الذي يقوده، من أجل التغلب على لعنة العقد الثامن.



وفي عام 2022، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك عن المخاوف نفسها من قرب زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ80 لقيامها، مستشهداً "بالتاريخ اليهودي الذي يقضي بأنه لم تقم لليهود دولة أكثر من 80 عاماً إلا في فترتين استثنائيتين بدأتا بالتفكك خلال عقدهما الثامن".



الحديث عن نهاية دولة الاحتلال في عقدها الثامن، مشاعٌ في الأوساط السياسية والدينية، وفي الأوساط الشعبية خاصة عند اليهود الشرقيين، وحتى اليهود خارج فلسطين المحتلة منهم من يتبنى هذه النظرية ويوقن بأن زوال هذه الدولة بات وشيكا، منهم هنري كسينجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، وهو يهودي من أصل ألماني، ينسب إليه في تصريح سابق توقعاته بألا تبقى دولة إسرائيل لما بعد عشر سنوات.



ومن المهم بمكان أن نأخذ في الاعتبار أن الأشخاص المذكورين ليسوا مجرد حاخامات يؤمنون النبوءه الدينية ، بل هم القادة السياسيون في إسرائيل.

google-playkhamsatmostaqltradent