زيارة إلى "الشخلوبة" قرية مسلسل أم العروسة
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
"الشخلوبة" استمدت اسمها من نوع من السمك الذى يأتى من البحر المتوسط، ويلقب أهلها بجيران السمك فأصبحت مزارًا سياحيًا رائعًا، وتم تصوير مسلسل أم العروسة بها فى مشهد للفنان سيد رجب مع أصدقاءه بين المشاهد الساحرة وسط المياه والأشجار اليانعة.
رحلتنا اليوم مع المهندس فاروق شرف خبير الترميم الدولى الذى يطلق على الشخلوبة فينسيا كفر الشيخ
على بعد 300 كم من القاهرة، على ساحل البحر المتوسط، جنوب بحيرة البرلس، وهى قرية بسيطة في هيئتها تتميز بموقع جغرافي ذو طبيعة ساحرة حيث يحدها البحر من جميع الجهات، حتى اشتهر أهلها بـأنهم جيران السمك من جميع الإتجاهات.
ويوضح المهندس فاروق شرف أن الشخلوبة قرية يعتمد كافة أهلها على مهنة صيد الأسماك، كمصدر رزق، بجانب صناعة المراكب والشباك، ويقيم بها ما يقرب من 15 ألف نسمة، باتت مقصد لكثير من السياح في الآونة الأخيرة بسبب مناظرها الخلابة والطيور التي تزينها بالهجرة إليها مع بداية فصل الخريف، إلى جانب مناخها المعتدل.
وينوه إلى احتفاظ الشخلوبة بهويتها وتقاليدها وللقرية مدخلان، أحدهما بري وآخر من داخل البحيرة، التي تقطع القرية إلى ضفتين، ترتكن المراكب بأحجامها المختلفة على جانبيها.
وعن شهرة الشخلوبة يشير المهندس فاروق شرف أنه فى عام 2017، انتشرت صورة لمبنى يبدو كبيت
،في جزيرة، فيما يتجلى وقت بزوغ الشمس، مشهدًا مذهلًا ، نقلته كاميريا أحد المصورين الذى منح بها جائزة دولية من ويكيبيديا فى مسابقة «ويكي تهوى الأرض»، ومنذ ذلك الوقت اشتهرت الشخلوبة عالميًا وأصبحت اسمًا يعرفه مَن يهوى التصوير والترحال
ومسابقة الويكي تهوى الأرض هي مسابقة تصوير استمدّت فكرتها من مسابقة الويكي تهوى المعالم الناجحة عالميًا، تهدف إلى إجراء مسابقة بجوائز مادية تستفيد منها ويكيبيديا بزيادة مخزونها من الصور الحرة عن طبيعة بلدان العالم العربي وكذلك باقي أنحاء العالم، بدأت المسابقة في عام 2013 بدولة أوكرانيا حصرًا، إلا أنَّها توسَّعت في عام 2014 إلى أكثر من 15 دولة من أربع قارات مختلفة تقام المسابقة في شهر يونيو من كل عام.
والهدف من الحدث هو تسليط الضوء على مناطق الطبيعة المحمية في البلدان المشاركة بهدف تشجيع الناس على التقاط صور لهذه المعالم، ووضعها تحت ترخيص مجاني يمكن إعادة استخدامه بعد ذلك ليس فقط في ويكيبيديا ولكن في كل مكان بواسطة كل إنسان.
ويتابع المهندس فاروق شرف بأن كل شوارع الشخلوبة تشتم فيها رائحة البحر وأسماكه وتسمع أصوات الطيور فوق سماءها والمنازل على ضفتيها وعلى بعد نصف كيلومتر هناك جزيرتين منذ أكثر من 80 عامًا بالقرب من الشخلوبة أضافتا سحرًا وجمالًا للقرية بأشجارهما التي تطل علي بحيرة البرلس ويأتيهما الزوار ليستمتعوا بجمال الطبيعة والاسترخاء النفسي في تلك الجزيرتين.
تلك الجزيرتان تبعدان 10 دقائق بـ"الفلوكة" من قرية الشخلوبة، وتميزت مبان الجزيرتين بالجدران العريقة والمنقوشة بأيدي طلاب الجامعة بالرسومات التي تمثل حالة الجزر الطبيعة من أشجار وأسماك وصيادين، وإحداهما بها مبنى واحد فقط كان مسجدًا منذ زمن بناه سكان القرية الصيادين.
ومنذ أن تركب الفلوكة وتتجه إلى تلك الجزيرة في وسط المياه وصوت الأمواج والطيور في رحلة هادئة لتصل لمقصدك وكأنك تخرج من "باب البر إلي باب البحر"، وتنظر من حولك لترى جميع الجهات محاطة بالمياه من حولك، وأوراق الأشجار تتمايل من الهواء الطلق، ويأتي إليها الناس ليستمتعوا بغروب الشمس من فوق الجزيرة.