قصص من التاريخ الإسلامي درر من الدروس والعبر
كتبت / ندا محمود حماد
- الفتح الإسلامي لسمرقند وقصة عدل الخليفة عمر بن عبد العزيز وفاتح سمرقند :
في عهد الخليفة العادل “عمر بن عبد العزيز” كان الفاتح الإسلامي البارع “قتيبة بن مسلم الباهلي” ينشر الإسلام في أقطار الأرض المختلفة كما كان يفعل المسلمون في ذلك الزمان، ولكن هذا الفاتح المجيد لما أعطاه الله فتح “سمرقند” لم يبلغ أهلها بالإسلام ولا بالجزية ولم يعطهم مهلة ثلاثة أيام، وعندما عرف كهنتها أن ما فعله فاتح المسلمين معهم خلاف شريعة الإسلام شكوه إلى خليفة المسلمين “عمر بن عبد العزيز”، الذي أمر بإحضار “قتيبة بن مسلم” إلى دار القضاء.
وبعد أن وصل، ناداه خادم القاضي باسمه فقط: “قتيبة”، ثم دخل “قتيبة بن مسلم” على القاضي “جميع” الذي كان بجانبه الكاهن السمرقندي، فسأله القاضي: “ما هو مطلبك يا سمرقندي؟””
فقال له: “لم يدعنا قائد المسلمين نختار بين الإسلام والحرب، بل هاجمنا بجيشه من دون سابق إنذار”.
فسأله القاضي: “ما رأيك في ادعائه يا قتيبة”. فأجابه قتيبة: “المكر فن الحرب، وسمرقند مدينة عظيمة تحيط بها شعوب متآمرة لم تقبل بالإسلام أو الجزية”.
فسأله القاضي: “هل بشرت أهل سمرقند بالإسلام أو بالجزية أو حتى بالحرب؟”. فأجاب قتيبة: “إننا اقتحمنا بلادهم لأسباب عدة سبق وأن ذكرتها”.
فرد عليه القاضي: “فقد اعترفت بانتهاكك، اعلم يا قتيبة أن هذه الأمة لم تحصل على الفتوحات إلا بالالتزام بآداب الحرب والحفاظ على تطبيق العدل.
حكمنا بخروج المسلمين وجنودهم وأسرهم من سمرقند، ولا يحول دون تأمينهم في طريق رجوعهم”.
اندهش رسول سمرقند “الكاهن الذي جاء بالشكوى إلى خليفة المسلمين” مما شاهده وسمعه، رجع إلى قومه يروي لهم ما رأى.
بعد فترة قصيرة، سمع أهل سمرقند أن الجيوش المسلمة تستعد لمغادرة البلاد بعد أن أقامت العدل والأمن فيها.
خرج أهل سمرقند وكهنتهم إلى مخيمات المسلمين قبل رحيلهم ونطقوا الشهادتين وأشهروا إسلامهم .
وهذا هو حال المسلمين وأخلاقهم حتى مع ألد الأعداء ولنا فيما يحدث الأن خير مثال فما أهانوا أسراهم ولا عذبوهم ، بل من عاد من الأسرى هم من شهدوا بأنفسهم على حسن المعاملة والخلق معهم ، فاللهم نصرا وعزة.