ذاكرة مثقوبة وتاريخ مُضطرب
كتب - محمد عبد الوهاب العيوطي
عندما نتصفح كُتب التاريخ سَنجد دون شك صفحات طويلة من المجد والإباء والكرامة والعزة لكن تتخلل دفتي ذات الكتاب صفحات ظلماء كتبتها يد الغزاة والطامعين فى الجاه والسلطة والنفوذ فباعوا أنفسهم قبل أن يبيعوا فلسطين والقدس ومعها المسجد الأقصى والأندلس حتى بغداد عاصمة الخلافة العباسية ، فتلقوا هم أنفسهم طعنات بسيوف الأعداء التي سنوها لهم طمعا في كرسي زائل، لتنتهي الحكاية وتسقط المؤامرات ويحفظ التاريخ عار الخيانات وأسماء مُقترفيها.
إن المسلمين والعرب لم يخسروا فلسطين كما يقال في كتب التاريخ بل خسروا الدنيا كلها ومعها الأمريكيتين واستراليا ونيوزلندا وألاف الجزر وجميع ممرات التجارة الدولية وتركنا الاكتشافات الجديدة للغرب فلم يكن لنا فيها نصيب .
لقد حشرتهم مدافع الاوروبيين وراء مضيق جبل طارق لكي يشاهدوا التاريخ من بعيد وينظروا إلى سكان أوروبا وهم يبحرون بسفن عربية وخرائط عربية إلى عصر آخر في عالم جديد وقارات جديدة .
فعندما نزلت فرقة الخيالة الإسبانية في المكسيك لإبادة هنود الإزتك والآنكار كان الحصان العربي هو السلاح الذي أربك الهنود أكثر مما سواه ، وكان على التاريخ ان يسجل بهدوء ، أن الحصان العربي قد وصل الى أميركا لكن فارسه العربي لم يصل.
ظل الفارس العربي هنا وسط المسارح والملاهي والملاعب يُصفق لأهل الغرب ويدعمهم فلما ضاقت عليهم الأرض هناك جاؤوا إلينا لهدم مقدساتنا وقتل الأبرياء وسرقة الأرض فذهبت الكرامة والعرض وانفضت الهيبة والغلبة ووقعت السهام من ايدينا فاصبحنا فريسة الهمجية العالمية المُقنعة .
نحن هنا ننتظرك أيها الفارس العربي فنحن نبحث عنك فى كل أقطارنا العربية بل فى أحلامنا المرئية، ألست فى عراق السنة والشيعة والأكراد أم فى سوريا المُهجرة ام أنت مع بشار أو فى أعالي الفرات ، نبحث عنك فى لبنان وحزب الله قد كان ، وفى الأردن شعار رنان ، تركنا سعود لموسمهِ رياض وتُرك ومجرمهِ ، وفى الامارات تطبيع ولقضايانا قد بيع ، يمانى الأرض مُنهكة وحوثية ممنهجة ، وليبيا مُمزقة وسودان مشتتة وجزائر مُفرنسة ومغرب مُغربةُ ، فأين أنت ؟
أتسكن فى ديارنا أم فى قلوب بين ضلوعنا .