اكتشاف الناب المنحوت للفيل العملاق في Hattusa: رحلة باحثه إلى عالم الحضارات القديمة!
اكتشاف الناب المنحوت للفيل العملاق
كتبت دكتوره ميرنا القاضي
باحثه في علم المصريات والشرق الأدنى
في عالم يختبئ فيه القديم والمفقود، يعد اكتشاف ناب الفيل المنحوت في خاتوشا Hattusa في تركيا رحلة عبر الزمن إلى حقبة مجهولة من الحضارات القديمة. إنها رحلة تروي قصة أمم هائلة وثقافات متباينة تلتقي وتتداخل في عالم من الفن والإبداع.
في قلب Hattusa، العاصمة الحثية القديمة، تم العثور على هذا النحت الفريد من نوعه - ناب الفيل المنحوت
يتميز هذا النحت العاجي برسم أبي الهول وأسد حقيقي ونباتين طويلين، ويروي قصة مبهرة عن "شجرة الحياة" الأسطورية. هذا العمل الفني الذي يعود إلى العصر الحديدي يعتبر أحد الكنوز الأثرية التي تم اكتشافها في موقع المدينة الحثية المهجورة.
ووفقا لأندرياس شاشنر، عالم الآثار في المعهد الأثري الألماني الذي قاد عمليات التنقيب في Hattusa منذ عام 2006، فإن القطعة الأثرية تظهر أن مستوطنة العصر الحديدي في الموقع كانت مكانا مهما، على الرغم من أنها تأسست بعد أن تخلى الحثيون عن المدينة في حوالي عام 1200 قبل الميلاد، خلال ما يعرف بانهيار العصر البرونزي المتأخر.
والحيثيون أحد الشعوب القديمة إندو-أوروبيًا وأنشأت مملكتها المتمركزة في خاتوشا (الحيثيه في شمال الأناضول في القرن الثامن عشر قبل الميلاد. في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، بلغت مملكة الحيثيين ذروتها، شاملة وسط الأناضول وجنوب غرب سوريا وصولًا إلى أقصى حدود أوغاريت وبلاد الرافدين العليا وحكمت جزء كبير من الهلال الخصيب. حيث أسست دولة قوية عاصمتها خاتوشا. بعد عام 1180 قبل الميلاد، ووسط الاضطراب العام في بلاد الشام المرتبط بوصول شعوب البحر، تفككت المملكة إلى العديد من الدول «الحيثية الجديدة» وقد ظل بعضها قائمًا حتى أواخر القرن الثامن قبل الميلاد. تم التعرف على الحضارة الحيثية في من نصوص الكتابة المسمارية التي عُثر عليها في موقع مملكتهم، ومن المراسلات الدبلوماسية والتجارية الموجودة في المحفوظات المختلفة في مصر والشرق الأوسط.
الحثيون كانوا معروفين بصناعة الحديد المتقدمة، والتي بدأوا في تصنيع الأدوات والأسلحة منها حوالي 1400 قبل الميلاد . وكانت الحرب بين الحثيين ومصر هي التي أنتجت أول معاهدة سلام معروفة
في العالم .
وقد أوضح شاشنر أن القطعة كانت فريدة من نوعها بين الاكتشافات في مستوطنة العصر الحديدي التي بنيت في موقع Hattusa المهجور، والذي يقع الآن بجوار قرية بوغازكوي التركية، على بعد حوالي 90 ميلا (145 كيلومترا) شرق أنقرة.ويبلغ طول القطعة الأثرية حوالي 12 بوصة (30 سم) وعرضها 4 بوصات (10 سم)
مع كل رمز منحوت على سطح الناب،تعكس روعة الفن الحثي وتكشف النقاب عن مزيج رائع من الثقافات والتأثيرات الفنية. إن رموز هذا العمل الفني الفريد يعكسون العلاقات الثقافية المتشابكة بين Hattusa والثقافات المجاورة في ذلك العصر. فهذه القطعة الأثرية قد تكشف لنا عن حكاية العبور المدهشة للثقافات والتجارة بين الشعوب القديمة.
إن اكتشافات ناب الفيل المنحوت تذكرنا بأن العالم مليء بالألغاز والأسرار التي تنتظر أن يتم كشفهاعن أسرار الحضارات القديمة وتستكشف عجائب الفن القديم الذي لا يزال يسحرنا حتى اليوم.
إنها تجعلنا نشعر بالحماس والدهشة تجاه ماضينا البعيد وتدفعنا للغوص في رحلات استكشافية لاكتشاف المزيد من الثروات الثقافية الضائعة ومواقع أثرية تحمل بصمات العصور القديمة.