الذنب في سنوات التيه لشاهيناز الفقي
الذنب في سنوات التيه لشاهيناز الفقي
حوار - عاطف صبرة
أديبة مصرية وسيناريست لها قلم متميز في مجال الرواية والقصة القصيرة كما استطاعت أن تكون لها بصمة خاصة بها من خلال العديد من الأعمال منها رواية سعيدة ملحمة العشق والحرية وهي الرواية المترجمة للغة الإنجليزية ورواية يا شمس أيوب الحاصلة على جائزة إحسان عبد القدوس افضل رواية عام 2020ورواية مذكرات نزيل جهنم ورواية حتما سوف يأتي والمجموعات القصصية منها نخلة عزرا والدبلة والمحبس ومؤخرا تم تحويل روايتها سنوات التيه لعمل درامي بعنوان الذنب من بطولة النجم هاني سلامة وماجد المصري والنجمة درة وسوف يعرض على أحد المنصات الرقمية.وكان لصفحة كواليس الفن هذا الحوار مع الأديبة شاهيناز الفقي نتعرف على كواليس الكتابة والدراما والفن.
-تنوعت كتاباتك بين الأدب الواقعي في رواية يا شمس أيوب والتاريخي في رواية سعيدة ملحمة العشق والحرية والرعب في مذكرات نزيل جهنم والنفسي في سنوات التيه، تنوع في الأفكار والأسلوب والألوان الأدبية، والبعض ينادي بالتخصص في لون ادبي واحد ليتميز به، ما رأيك؟
- الكاتب الكبير توفيق الحكيم كاتب مسرحي وكتابته فلسفية ومع ذلك كتب الأيدي الناعمة وكانت رواية رائعة والكاتب يوسف السباعي كان يكتب الأدب الرومانسي وروايتة السقامات من اعظم الروايات التي تتحدث عن صراع البقاء والفناء، وكذلك أمير الرواية العربية نجيب محفوظ كتب الرواية التاريخية والواقعية والرمزية والفلسفية، والكاتب المتميز من وجهة نظري هو الذي يدخل مرحلة التجريب مع كل عمل أدبي، من حيث النوعية او الأسلوب والتكنيك وهذا أجده في مصلحة الكاتب والقارىء في ذات الوقت.
-شاهيناز الفقي تكتب الرواية والقصة القصيرة والسيناريو، أيهما الأقرب لك الكتابة الأدبية أم كتابة السيناريو؟
كل لون أدبي له مذاق خاص فالرواية الواقعية تختلف في أدواتها عن الرواية الخيالية أو الرعب أما كتابة السيناريو فهي تعتمد أكثر على الكتابة البصرية، كاتب السيناريو يلتقط المشهد ويقدمه في صورة وحركة وصوت واداء وهو يغلب عليه الحرفة أكثر أما الكتابة الأدبية فهي بمثابة بناء لعالم يخلقه الكاتب بتفاصيله وشخصياته يرسم مشاعر الابطال وحوارهم الداخلي وماضيهم الذي يؤثر بالضرورة على حاضرهم وإذا أردنا المقارنة فمن وجه نظري أن كاتب السيناريو أقرب للمصورالفوتوغرافي أما كاتب الرواية مثل الفنان التشكيلي الذي يرسم بفرشاته عالم يمتلك هو كل تفاصيله.
-روايتك سنوات التيه يتم تحويلها لعمل درامي مسلسل من عشر حلقات ومن بطولة
نجوم كبار، ما الصعوبات التي واجهتك لتحويل الرواية لعمل فني ؟
- معظم الكتاب الكبار كانت أعمالهم الأدبية مادة خصبة لأعمال فنية سينمائية وتلفزيونية ناجحة ومتميزة في فترة الخمسينات والستينات، ولكن منذ نهاية السبعينات ولفترة طويلة أصبح الاعتماد في الدراما في كثير من الأحيان على السيناريو وكان هناك كبار كتاب السيناريو امثال أسامة أنور عكاشة ومصطفى محرم وغيرهم ،حاليًا مع الأسف أصبح كاتب السيناريو يكتب للنجم أو النجمة سيناريو تفصيل وأعتقد أن هذا من أهم أسباب ضعف الكثير من الاعمال الفنية، بالإضافة لاتجاه كتاب السيناريو للأفكار الجاهزة المستوردة من الغرب والتي لا تتناسب مع طبيعة مجتمعنا ، ولكن بحمد الله أرى صحوة فنية ملامحها واضحة في الفترة الأخيرة من خلال أعمال جيدة، ومن حسن حظي أن يكون لي سهم المشاركة في هذه الصحوة من خلال مسلسل الذنب، ولم تواجهني صعوبات لأني الحقيقة لم اجتهد في الأمر وإنما كان بطريق الصدفة حين اتصل بي المخرج رضا عبد الرازق وأبدى إعجابه بالرواية ورغبته في تحويلها لعمل درامي.
-الرواية تكون مليئة بالتفاصيل، ولكن العمل الفني بالتأكيد يحتاج للتكثيف والتركيز على نقاط بعينها خاصة أن مسلسل الذنب هو عشر حلقات فقط، هل تدخلت في كتابة السيناريو أو كان لك شروط معينة؟
-لم أتدخل في كتابة السيناريو وشرطي الوحيد كان ألا يتم التلاعب في الفكرة الأساسية للرواية ، خاصة أن كاتب السيناريو هو المخرج ، وأنا أدرك تمامًا أن العمل الأدبي يختلف عن الفني الذي تتدخل فيه رؤى كثيرة من مخرج وممثل وظروف إنتاج، وفي هذا الأمر أستعير مقولة الكاتب الكبير نجيب محفوظ حين واجه انتقاد البعض للأفلام المأخوذة عن رواياته قائلا أن علاقته ككاتب تنتهي عند حدود العمل الأدبي.
-هل هناك أعمال أدبية أخرى سيتم تحويلها لاعمال فنية في المستقبل، وهل تفضلين كتابة السيناريو لهذه الأعمال؟
اتمنى أن يلتفت صناع الفن للأعمال الأدبية وخاصة للشباب لأن هناك العديد من الروايات تصلح لتحويلها دراما من حيث الافكار الجديدة التي تناسب العصر والتي تناقش قضايا مجتمعية معاصرة، واتمنى أن يتم تحويل رواياتي لأعمال فنية وهي لحظة سعيدة جدا للكاتب أن يرى العالم الذي كتبه بحروف وكلمات يتحول لعالم حقيقي على الشاشة.