اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

أزمة معايير

أزمة معايير   





 د. غاده سند      

صحة نفسية وارشاد نفسي وأسري                                


كثيرآ ما يتردد على الأذن أقوال وتنتشر ظواهر يعالجها اخصائيّو الإرشاد الاسري والعلاقات الزوجية من مشكلات إجتماعية واسرية أمثلة ( يشكو أب ابنه من معيار فيرد ابني عليّا ويحاورني واحنا اتربينا إن عيب الولد يناقش والديه لم أكن اتجرأ يوما على ابداء رأي  ويشكو اخر من زوجته أنا أمى كانت وكانت فالزوجة التي أتمناها  تكون نسخة من امى فى احتوائها وطاعتها وحكمتها وتحملها المسؤولية لاترهقني مشاركة المشكلات معها، وتأتي زوجة تتمرد على نموذج الزوج وترى ان الزوج الحقيقي هو مثل والدي حنون عطوف مدلل يعيرني الاهتمام ولا يرفض لى طلبا ولا يقيد لى حرية أو مطلب، وزوجة آخرى ترى معيار الرجولة قسوة وشدة وحزم وغلظة فى تربية الأبناء ولا تفاهم كي لا يفلت زمام ابنائه 

كما وجدت أبيها. 



واخر يقول أريد زوجتي مثل أمى كانت تعمل اكثر من عمل ولا تشكو فلم يكن ابى يعرف شىء عن مشكلاتنا  وده معيار الست القوية الجدعة وغيرهم كثيرين ،وأقوال رنانة انا امى كانت وانا ابى كان بيتصرف يبقى ده الصح مافيش كلام تانى والحقيقة بالرأيي أن لا يوجد  مثل  والدتك ولا مثل والدك ولا هم يُعَدوا افضل نسخة بشرية ولكن كل إنسان له معاييره الخاصة ومعتقداته الذي تربى عليها وتنشئة مختلفة بظروف وملابسات وافكارا وموروثات وسمات شخصية وخبرات خاصة، رسمت وشكلت أفكارهم عن وظيفة ودور الرجل ودور المرأة وشكل الابن والابنة .وتوارثتها الاجيال. وهذه ليست دعوة للتمرد على نمط تربية ولكن فقط على فلترة المعايير. يمكن أن يكون الأب والأم  صح فى حاجات وغلط في حاجات أخرى  .ممكن نكون اتربينا فى عصر كان يلائم الفكر للتربية بانغلاقه أو انفتاحه اونوعية وكمية وكيفية تحدياته .وهذا ما احتاج للبصيرة والوعي للتنقيح والرؤية بالعدل فى ظل العصر والتحديات وايمانا باختلاف الشخصيات.  ويفرض السؤال نفسه على العقل هل تربية والدى خطأ ام  صح. ويجيب العقل معلنا رشده .ارعاهما وأَطِعهما وقل ربى ارحمهما كما ربياني صغيرا ، و لا تعصى أمرهم أو تحزنهم ولكن برهم.  وهذا لايعني انى اغلق فكرى واحجر على وعى او اتبنى معاييرهم لتنشئتى واعصب عينى عن الاخطاء، واكمل مسيرة معاييرهم على اختيار شريك الحياه بصفاتهم أو تربية أبنائك بمعاييرهم .وكأى بشر ليس كله بالفكر خطأ وليس الكل صواب.ولا اعنى رفع راية العصيان على كل موروث أو عقوق للاصول بل فقط تحكيم نقد العقل وفحصه للمعايير قديمها وحديثها  ، لتسطيع ان تصك معايير صائبة خالية نسبيا من تشوهات فكرية وانماط المفاهيم المغلوطة فليس معنى ان ام تدلل ابنها ولا تنشئه على تحمل المسؤولية ان ياخذ الابن معيار اختيار الزوجة أو نمط تربية الأبناء،  ولا معناه ان اب متسلط التربية قاسى رافض الحوار ان يعتمدها ابناءه طريقة لاختيار  الشريك أو تربية الأبناء على قمع الحوار.فقط أدعوك عزيزى القاريء إلى لحظة وعي وتذكر وتدبر وتأمل فى ماذا نقول وماذا نفعل وكيف نفكر وما المتغيرات الجديدة بعصرنا الحالي وعالمنا وتحديات مجتمعنا وما هى الأدوات الصائبة للتعامل فى ظلها.فراجعوا معاييركم للاختيار والتربية والتواصل. فقف، ثم فكر،ثم قيم،  ثم اطلب وحدد معاييرك انت.

google-playkhamsatmostaqltradent