كنيسة سانت جوزيف بقلب القاهرة
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
حين تمر بشارع محمد فريد حيث تمثاله البرونزى المنقول من أمام سور الأزبكية حديثًا بسبب أعمال مترو الأنفاق بالعتبة، يجذب نظرك مبنى رائع أمام بنك مصر، والذى نزوره اليوم مع المهندس فاروق شرف استشارى وخبير الترميم والمنشآت التاريخية "كنيسة القديس يوسف أو سانت جوزيف لطائفة الفرنسيسكان الكاثوليك، التى تعد واحدة من أجمل الكنائس الإيطالية فى مصر.
الوجود الإيطالى فى مصر
يشير المهندس فاروق شرف إلى أن الوجود الإيطالى فى مصر يعود إلى عام 1219م، وبفضل الرهبان الفرنسيسكان أصبح بمصر 68 كنيسة إيطالية موزعة ما بين القاهرة والإسكندرية والوجه البحرى والوجه القبلى، حيث كان الفرنسيسكان يبنون كنيسة فى أى مكان يحلوا به، فزادت الأديرة والكنائس والمستوصفات، وإن كان البعض منها قد انتقل لطائفة الأقباط الأرثوذكس وأيضا لطائفة الأقباط الكاثوليك، بسبب انحسار الوجود الإيطالى فى مصر فى الوقت الحالى.
ووفقًا لكتاب "أضواء على تاريخ الرهبنة الفرنسيسكانية بمصر" للأب عمانوئيل ماكن الفرنسيسكانى، فإن الوجود الإيطالى فى مصر يعود إلى الرهبان الفرنسيسكان عام 1219م، عندما جاء القديس فرنسيس إلى دمياط لمقابلة الملك الكامل الأيوبى وزيارة الأراضى المقدسة، فسمح له ولرهبانه بالتجوال والتبشير فى الأراضى المصرية، ومنذ ذلك الحين لم ينقطع وجود الرهبان الفرنسيسكان فى مصر لخدمة الجاليات الأجنبية بالقاهرة والإسكندرية.
وعندما يحل الرهبان الفرنسيسكان فى بلد ما، كانوا يبحثون عن احتياجاته الروحية والمادية، وبشكل عام، فإنهم كانوا يبدأون بفتح مدرسة صغيرة أو مستوصفًا، لعلاج بعض الأمراض، ثم بناء الكنائس والأديرة ونشر الإيمان الكاثوليكى.
ففى عام 1687م، تكونت جماعة من الأقباط الكاثوليك بالقاهرة نتيجة للاتصال بالأقباط الأرثوذكس الذين انضموا للإيمان الكاثوليكى خصوصًا عن طريق الزواج المتبادل مع غير المصريين.
كما تم إرسال عددًا من الشبان إلى روما ليتعلموا اللاهوت، وينالوا درجة الكهنوت المقدس، ليتمكنوا من رعاية الشعب القبطى الكاثوليكى، وبعد انضمام الأنبا أثناسيوس أسقف أورشليم للأقباط الأرثوذكس إلى الكثلكة عام 1739م، عهد إليه البابا بنديكتوس الرابع عشر رعاية الأقباط الكاثوليك فى عام 1741م.
كنيسة سان جوزيف
يقول الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكى للسينما إن كنيسة سان جوزيف فى وسط القاهرة، هى واحدة من أجمل الكنائس الإيطالية فى مصر، وقد شيدت عام 1875م، وقام بتصميمها المهندس فارينا كما أسهمت فى أعمال البناء الكونتسة النمساوية ماريا دى ديتريشستاين.
وقد لفت الأب بطرس النظر إلى أن الكنيسة تلعب دورًا ثقافيًا فى العلاقات المصرية ـ الإيطالية من خلال الكورال الذى يشرف عليه، حيث إنه على مدى 12 عامًا أحيا الكورال ذكرى الحرب العالمية الثانية، وقد حصل على درع شكر من سفير إيطاليا بمصر، وفى أعياد الكريسماس 2015، أقام الكورال كونشيرتو فى السفارة الإيطالية بمصر وقد حضره أكثر من 250 شخصية عامة، وكانت المفاجأة أن الكورال عزف وغنى أيضا النشيد الوطنى الإيطالى.