إنجازات الآثار بسقارة فى الثمانى سنوات الماضية
كتب د.عبد الرحيم ريحان
فى إطار افتتاح متحف إيمحتب الذى يقع عند سفح مجمع مقبرة سقارة بالقرب من ممفيس أقدم عواصم مصر القديمة ترصد حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، مجهودات الدولة فى أعمال حفائر وافتتاح مقابر واليوم افتتاح متحف بسقارة
تراث عالمى
ممفيس ومقبرتها سجلت تراث عالمى استثنائى باليونسكو عام 1979 لعدة معايير باعتبارها تقف شاهدًا فريدًا على معتقدات خاصة بالعمارة الجنائزية فى عهد مصر القديمة واستثنائيًا على حضارة المصريين القدماء ككل، واقترنت المنطقة بأحداث كثيرة على مدار تتويج الملوك بممفيس، واحتلت أهمية استثنائية لأول حضارة عرفت على وجه الأرض لأن ممفيس عاصمة مصر من 2700 إلى 2150 قبل الميلاد، ولعبت دورًا بارزًا فى تاريخها حتى العصر الرومانى حتى أن تتويج الإسكندر تم فى ممفيس
وتمثل هذه المنطقة عاصمة مصر القديمة في بداية التاريخ المصري، حيث اتخذها الملك مينا "نعرمر" عاصمة لمصر، وكانت تسمى «الجدار الأبيض» ثم «منف» فيما بعد، واستمرت أهميتها الدينية والتاريخية والإستراتيجية طوال عصر مصر القديمة، وقد خرج منها تمثال رمسيس الثاني الذي كان موجودًا بميدان رمسيس وتم نقله إلى المتحف المصري الكبير.
وتضم المنطقة معبد الإله بتاح، ومعبد التحنيط، ومعبد الإلهة حاتحور، ومتحف تمثال رمسيس الثاني الضخم، ومتحف إيمحتب
الاكتشافات الأثرية
تعددت الاكتشافات الأثرية بالمنطقة خلال الثمان سنوات الماضية ففى 10 نوفمبر 2018 تم الكشف عن 3 مقابر من الدولة الحديثة و4 مقابر من الدولة القديمة فى سقارة فى موقع كانت تعمل به بعثة آثار فرنسية منذ الثمانينات وتوقفت واستكملت العمل بعثة آثار مصرية صاحبة الاكتشاف، والمقابر الحديثة كانت تستخدم لدفن القطط التى كانت تعبد، ووجد بها قططًا محنطة وكذلك هيكل أسد محنط .
كما تم افتتاح مقبرة ميحو بسقارة يوم 8/9/2018 لأول مرة للجمهور، "ميحو" كان يعمل وزيرًا ومشرفًا على القصر الملكى، ورئيسًا للقضاة فى عهد الملك بيبي الأول، زمن حكم الأسرة السادسة، المقبرة اكتشفت عام 1940 وتحتوى على مناظر حملة القرابين، ومناظر لطقوس مختلفة .
كشفت بعثة كلية الآثار جامعة القاهرة برئاسة الدكتورة علا العجيزى يوم 8 مايو 2018 عن مقبرة كاملة لأحد أكبر قادة الملك رمسيس الثانى بمنطقة سقارة، كما اكتشفت مقبرة نيث في نوفمبر 2022 ، وتم اكتشاف هرم سابقًا يحتوي على 300 تابوت و100 مومياء بالإضافة إلى سلسلة من الأنفاق المترابطة
ومن أشهر الاكتشافات العام الماضى كشف البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة الحيوانات المقدسة البوباسطيون بمنطقة آثار سقارة عن أول وأكبر خبيئة بالموقع تعود إلى العصر المتأخر، شملت 150 تمثالًا من البرونز مختلف الأحجام لعدد من المعبودات المصرية القديمة منها أنوبيس وآمون مين وأوزير وإيزيس ونفرتوم وباستت وحتحور، بالإضافة إلى مجموعة من الأواني البرونزية الخاصة بطقوس المعبودة إيزيس مثل الصلاصل، فضلاً عن تمثال برونزي للمهندس إيمحتب بدون رأس، واعتبرت "أول وأكبر خبيئة تماثيل برونزية في هذا الموقع للآلهة والآلهات المختلفة منهم حتحور"
.
كما تمكنت البعثة من الكشف عن مجموعة جديدة من آبار الدفن عثر بداخلها علي مجموعة من 250 تابوت خشبي ملون تعود إلى عام 500 قبل الميلاد، مغلقة وبداخلها مومياوات بحالة جيدة من الحفظ، بالإضافة إلى مجموعة من التمائم وتماثيل خشبية بعضها مذهب الوجه وصناديق خشبية ملونة
وقد كشفت أعمال الحفائر داخل أحد آبار الدفن المكتشفة عن تابوت به بردية بحالة جيدة من الحفظ تحتوي على فصول من كتاب الموتىب
كما نجحت البعثة في عام 2020 في الكشف عن أكثر من 100 تابوت خشبي مغلق بحالتهم الأولى من العصر المتأخر داخل آبار للدفن، و40 تمثالا لإله جبانة سقارة بتاح سوكر بأجزاء مذهبة و20 صندوقا خشبيا للإله حورس، وقد تم تصنيف هذا الكشف كواحد ضمن أهم عشرة اكتشافات أثرية بالعالم لعام 2020
وخلال موسم حفائر البعثة 2022 بسقارة، تمكنت البعثة من الكشف عن أول وأكبر خبيئة تماثيل برونزية بجبانة البوباسطيون بسقارة، تحوي على 150 تمثال برونزي لآلهة مصرية قديمة، بالإضافة إلى 250 تابوت خشبي ملون مغلق يحتوي على مومياوات.
وفى 27 مايو 2023 نجحت البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في العثور لأول مرة عن أكبر وأكمل ورشتين للتحنيط إحداهما آدمية والأخرى حيوانية تعودان لأواخر عصر الأسرة ال 30 وبداية العصر البطلمي
تطوير سقارة
قامت الدولة خلال الثمانى سنوات الماضية بتطوير منطقة سقارة بتحديد مسارات الزيارة لمنطقة المعابد، وإقامة سوق سياحية لبيع الهدايا التذكارية، وإقامة مركز للزوار يحكي تاريخ هذه المنطقة العريقة، بتكلفة بلغت ٢٦ مليون جنيه، ضمن خطة شاملة لتطوير منطقة الأهرامات وسقارة تماشيًا مع قرب افتتاح المتحف الكبير حيث أن الزيارة ستشمل المتحف والأهرامات وسقارة
وقد افتتحت وزارة السياحة والآثار هرم زوسر المدرج فى 4 مارس 2020 بعد انتهاء عملية ترميمه وتطوير المنطقة المحيطة به، والتى بدأت عام 2006، ثم توقفت واستأنفقت نهاية عام 2013 وذلك فى إطار خطة وزارة السياحة والآثار للحفاظ على المواقع الأثرية وتطويرها والنهوض بخدمات الزائرين بها
وشمل مشروع الترميم أعمال درء الخطورة، والترميم الخارجى والداخلى للهرم شمل تطوير مسارات الزيارة المؤدية للهرم والممرات الداخلية المؤدية لبئر الدفن وأعمال ترميم التابوت الحجرى، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق للحوائط.
كما شملت أعمال الترميم الواجهات الخارجية للهرم وتثبيت الحجارة المقلقلة، وترميم مبانى وسلالم المدخل الجنوبى والمدخل الشرقى من الخارج، بالاضافة إلى أعمال الترميم الدقيق وتهيئة وتنظيف جميع الممرات الداخلية للهرم، وجارى أعمال التسوية فى الناحية الشرقية للهرم، بالإضافة إلى تمهيد مسارات الزيارة، ووضع نظام حديث للإضاءة.
وكذلك تمهيد الطريق من بداية بوابات المنطقة الأثرية وحتى الأسوار الخارجية لمدخل الهرم، بما يتماشى مع طبيعة المنطقة الأثرية لتسهيل وصول الزائرين بصفة عامة وذوى الاحتياجات الخاصة بصفة خاصة
وتمت عملية تطوير المنطقة طبقًا لخطة عمل متكاملة بالتعاون مع القطاع الخاص؛ بهدف الحفاظ على المنطقة الأثرية وتوفير سبل الراحة والخدمات للزائرين، وتضمنت أعمال التطوير وضع لوحات إرشادية لتحديد مسار الزيارة للزائرين داخل المنطقة، ولوحات شارحة لتاريخ المنطقة والآثار الموجوده بها، بالاضافة إلى توفير زى موحد للعاملين بالنظافة ولأفراد الأمن
ويعد هرم زوسر المدرج أول هرم وأول بناء حجرى فى العالم وهو أحد المعالم الأثرية المهمة بجبانة سقارة غرب مدينة ممفيس القديمة فى مصر، بناه أمنحوتب خلال القرن الـ27 ق.م ليدفن بداخله زوسر.